اطبع هذه الصفحة


إيضاح مسائل العربية على متن الأجرومية 12

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

خالد بن سعود البليهد

 
بسم الله الرحمن الرحيم

باب مرفوعات الأسماء

 

 (المرفوعاتُ سبعةٌ، وهي: الفاعلُ، والمفعول الذي لم يُسم فاعله، والمبتدأ، وخبره، واسم (كان) وأخواتها، وخبر (إن) وأخواتها، والتابع للمرفوع، وهو أربعة أشياء: النعت، والعطف، والتوكيد، والبدل).

لما فرغ من بيان الأفعال انتقل إلى الأسماء وهي لا تخلو إما أن تكون مرفوعة أو منصوبة أو مخفوضة. وبين المصنف هنا مرفوعات الأسماء التي لا تكاد تخلو جملة من الجمل العربية من إحدى هذه الأبواب الكبرى ، وسنشرحها واحداً واحداً.

 

أولاً: الفاعل

 

تعريف الفاعل:

في اللغة: يطلق على من أوجد الفعل. وفي الاصطلاح: هو الاسم المرفوع المذكور قبله فعله. أو هو ما أُسند إليه الفعل نحو: (جاء الشيخُ). فالمجيء أُسند إلي الشيخ، والفاعل دائمًا يكون مرفوعاً ، إما بضمة ظاهرة ، أو بضمة مقدرة تقول: (جاءَ الرجلُ والفتى والقاضي). وإعرابه جاءَ فعل ماض مبنى على الفتح. الرجلُ فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، والفتى معطوف على مرفوع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر. والقاضي معطوف على مرفوع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل.

 

والفاعل ينقسمُ إلى قسمين:

القسم الأول الظاهر: مثاله: قال تعالى: (قَالَ اللهُ). وإعرابه: قال فعل ماض. والله لفظ الجلالة مرفوع وعلامة رفعه الضمة على آخره وهو مفرد. وقال تعالى: (قَالَ رَجُلاَنِ). وإعرابه: قال فعل ماض. رجلان فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى. وقال تعالى: (وَجَاءَ الْمُعَذِّرُنَ). وإعرابه: جاء فعل ماض. المعذرون فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم. وقال تعالى: (قَالَ أَبُوْهُمْ). وإعرابه: قال فعل ماض. أبوهم فاعل مرفوع بالواو لأنه اسم من الأسماء الخمسة. وقال تعالى: (يَوَمَ يَقُوْمُ النَّاسُ). وإعرابه: يوم ظرف منصوب وعلامة نصبه الفتحة في آخره وهو متعلق بفعل محذوف تقديره يبعثون. يقوم فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. الناس فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة في آخره وهو جمع تكسير.

 

القسم الثاني المضمر: وهو اثنا عشر ضميرا اثنان للمتكلم وخمسة للمخاطب وخمسة للغائب. تقول: (ضَرَبْتُ، ضَرَبْنَا، َضَرَبْتَ وَضَرَبْتِ وَضَرَبْتُمَا، وَضَرَبْتُمْ، وَضَرَبْتُنَّ، َضَرَبَ ، ضَرَبَتْ ، ضَرَبَا ، ضَرَبُوا ، ضربن).

 

تنبيه:

يأتي الفاعل مصدرا مؤولا يتكون من أن والفعل بعدها فتقول: (يعجبني أن تنشر العلم). يعني يعجبني نشرك للعلم. وإعرابه: يعجبني يعجب فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره والنون للوقاية والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. أن حرف نصب ومصدر. تنشر فعل مضارع منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره. وأن وفعلها في تأويل مصدر بمعنى نشرك. للعلم جار ومجرور متعلقان بتنشر.

 أحكام الفاعل:

1-الفاعل مرفوع أبدا في الكلام فلا يأتي إلا مرفوعا كما سبق مثاله. لكن قد يأتي مجرورا لفظا بإضافة المصدر كما قال تعالى: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ). وإعرابه: الواو استئنافية. لولا حرف شرط غير جازم. دفع مبتدأ مرفوع بالضمة في آخره وهو مضاف. الله لفظ الجلالة مجرور بالإضافة لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل في الأصل. الناس مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره. ويأتي مجرورا بالباء ومن الزائدتين كما في قوله تعالى: (أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ). وإعرابه: أن حرف نصب ومصدر. تقولوا فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. ما نافية. جاءنا جاء فعل ماض مبني على الفتح ونا ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. من حرف جر زائد. بشير مجرور بمن لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل في الأصل. والجملة الفعلية مقول القول.

 

2-لا يجوز حذف الفاعل لأنه عمدة في الكلام كالمبتدأ والخبر. فالفاعل إما أن يكون مذكورا أو مقدرا بنية الظاهر. بخلاف الفضلة يسوغ حذفها والفضلة ما يُستغنى عن ذكرها كالحال والصفة والمفعول به ونحو ذلك مما يحسن السكوت بدون ذكرها ويستقيم المعنى حينئذ كقولك : (أكل زيد رغيفا). فرغيف يجوز حذفها ويستقيم المعنى بقولك: (أكل زيد). أما أكل وزيد فلا يجوز حذفه لأنه عمدة.

3-يجوز حذف فعله إن دل الكلام عليه وذالك إن أجيب به بنفي كقولك : (بلى زيدٌ). لمن قال: (ما قام احدٌ). أو استفهام محقق نحو:(نعم زيدٌ). جوابا لمن قال هل جاءك أحد. ويجب حذف الفعل إذا كان الاسم مرفوعا بعد إن وإذا الشرطيتين كما في قوله تعالى: (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ). وإعرابه: إذا ظرفيه شرطيه غير جازمة. السماء فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره. انشقت فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي والتاء للتأنيث.

 

4- لا يجوز تقديم الفاعل على فعله لأنه كالجزء منه. فإن تقدم الاسم على الفعل تغير وجه الإعراب نحو: (زيدٌ قامَ). فيعرب زيدٌ: مبتدأ. قامَ فعل ماض مبنى على الفتح. و الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو. والجملة الفعلية قام في محل رفع خبر.  أو يعرب فاعل لفعل محذوف دل عليه الفعل المذكور بعده مثاله: قال تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ). وإعرابه: الواو استئنافية. إن حرف شرط جازم. أحد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره متعلق بفعل محذوف مقدر يفسره ما بعده وأصل الكلام وإن استجارك أحدٌ من المشركين فأجره. من حرف جر. المشركين اسم مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لأحد. استجارك فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به. فأجره الفاء واقعة في جواب الشرط. أجِرْ فعل أمر مبني على السكون الظاهر على آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت. والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وجملة فأجره في محل جزم جواب الشرط.

 

5- توحيد الفعل إذا كان الفاعل مذكر اسما ظاهرا سواءٌ كان الفاعل مفردًا أو مثنى أو جمعًا تقول: (قَامَ زَيْدٌ ، وَقَامَ الزَّيْدَانِ ، وَقَامَ الزَّيْدُونَ). فالفعل في جميع الأمثلة موحد لم تتغير صيغته فلم يثن ولم يجمع. 

 

6- تأنيث الفعل بتاء التأنيث إذا كان الفاعل مؤنثا اسما ظاهرا إما جوازًا وإما وجوبًا بحسب الفاعل تقول: (قامتْ هندٌ ، قامتْ الرجالُ). والتأنيث هنا مراعاة لمعنى جماعة الذكور. ويجوز أن تقول: (قامَ الرجالُ). فإذا راعيت لفظ الجماعة أنّثت الفعل وإذا راعيت لفظ الرجال ذكّرت الفعل.

 

7- الغالب تقديم الفاعل على المفعول به وهو الأصل في تركيب الكلام كما في قوله تعالى: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ). وإعرابه: الواو حسب ما قبلها. ورث فعل ماض مبني على الفتح. سليمان فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره. داوود مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره. وقد يتأخر الفاعل ويتقدم المفعول به إما جوازًا وإما وجوبًا.

 

8- يجب تأنيث الفعل في موضعين:

1-أن يكون الفاعل حقيقي التأنيث ظاهرا متصلا بفعل. مثل: (قامتْ هند ، تَقومُ هندٌ).

2-أن يكون الفاعل ضميرا يعود على مؤنث مطلقا بصرف النظر عن نوع المؤنث. مثل: (الشمسُ طلعتْ ، هندٌ قامتْ ، المرأةُ جاءتْ).

9- يجوز تأنيث الفعل في خمس مواضع:

1-أن يكون الفاعل اسما ظاهرا مجازي التأنيث مثل: (طلعتْ الشمس ، طلعَ الشمسُ).

2-أن يكون الفاعل جمع تكسير سواء لمذكر أو مؤنث. مثل: (جاء الرجال ،  جاءت الرجال).

3-أن يكون الفاعل اسم جمع للنساء ليس له مفرد من لفظه. مثل: (قام النساء ، قامت النساء).

4-أن يكون الفاعل لفعل نعم و بئس. مثل: (نعم المرأة هند ، نعمت المرأةُ هندٌ).

5-أن يكون الفاعل حقيقي التأنيث لكنه منفصل عن فعله. مثل: (حضر اليوم عند القاضي امرأة ،  حضرت اليومَ عند القاضي امرأةٌ).


 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية