اطبع هذه الصفحة


إيضاح مسائل العربية على متن الأجرومية 14

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

خالد بن سعود البليهد

 
بسم الله الرحمن الرحيم
 

ثالثا: المبتدأ

  

(اَلْمُبْتَدَأ: هو اَلِاسْمُ اَلْمَرْفُوعُ اَلْعَارِي عَنْ اَلْعَوَامِلِ اَللَّفْظِيَّة. والمبتدأ قِسْمَانِ ظَاهِرٌ وَمُضْمَرٌ، فَالظَّاهِرُ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، والمضمر اثنا عشر وهى: أنا، ونحن، وأنتَ، وأنتِ، و أنتما، وأنُتم، وأنتن، وهو، وهى، وهما، وهم، وهن. نحو قولك (أنا قائم) و(نحن قائمون) وما أشبه ذلك).

ذكر المصنف المبتدأ من مرفوعات الأسماء وعرفه وبين أنه قسمان ظاهر ومضمر.

 

تعريف المبتدأ:

المبتدأ هو الاسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية وهذا تعريف باعتبار الحكم فهو مرفوع إذن. نحو : (الشيخُ قادم). فكلمة الشيخ هنا اسمٌ ذكر في أول الكلام و لم يسبقه شيء من العوامل لا عامل الجر و لا عامل النصب و لا الرفع فينطبق عليه وصف المبتدأ.

 

لماذا كان مرفوعا:

لما تأمل النحاة في المعنى و جدوا أنه قد رفعه معنى الابتداء. إذن العامل الذي رفعه هو عامل معنوي و ليس لفظيا.

 

حكم المبتدأ:

يكون المبتدأ مرفوعٌ دائما. لكن قد يأتي في بعض الكلام مجرورٌ بحرف جر زائد فيكون مجرور لفظا في محل رفع مبتدأ. مثاله: قال تعالى: (وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ). وإعرابه: الواو استئنافية. من حرف جر زائد. ما نافية. إله اسم مجرور بمن لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ. إلا أداة حصر. الله لفظ الجلالة خبر مرفوع بالضمة في آخره.

 

أقسام المبتدأ:

ينقسم المبتدأ إلى ظاهر و إلى مضمر.

والمضمر اثنتا عشر كلمة، و هي الضمائر المعروفة اثنتان للمتكلم: (أنا و نحن). وخمس للمخاطب: (أنتَ، وأنتِ، وأنتما، وأنُتم، وأنتن). وخمس للغائب: (هو، وهى، وهما، وهم، وهن).

فهذه الضمائر إذا وقع واحد منها في ابتداء الكلام فهو مبتدأ.

مثاله: قال تعالى: (أَنَا رَبُّكُمُ) و إعرابه: أنا ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع، مبتدأ. ربكم رب خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وهو مضاف. و الكاف ضمير متصل مبني على السكون في محل جر إضافة.  وقال تعالى: (وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ). وإعرابه: الواو عاطفة. نحن ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. الوارثون حبر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم. وقال تعالى: (أَنْتَ مَوْلَانَا). وإعرابه: أنت ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. مولى خبر مرفوع بالضمة المقدرة في آخره منع من ظهورها التعذر وهو مضاف. ونا ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.

وقوله تعالى: (وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). وإعرابه: الواو عاطفة. هو ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. على حرف جر. كل اسم مجرور بالكسرة في آخره وهو مضاف. شيء مضاف إليه مجرور بالكسرة في آخره. والجار والمجرور متعلقان بقدير. قدير خبر مرفوع بالضمة في آخره.

فأما الاسم الظاهر فكقولك: الشمسُ طالعةٌ. و زيدٌ قادمٌ.  الشيخُ يُلقي. و الطالبةُ مجتهدة وهكذا.

 

أقسام المبتدأ باعتبار خبره:

القسم الأول: مبتدأ له خبر. مثاله: قال تعالى: (اللهُ ربُنا). وإعرابه: الله لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة في آخره. رب خبر مرفوع بالضمة في آخره وهو مضاف. ونا ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.

القسم الثاني: مبتدأٌ له مرفوعٌ سد مسد الخبر وهو (اسم فاعل ، اسم مفعول) بشرط أن يتقدم المبتدأ نفي أو استفهام. مثاله:

 

النفي: كقولك: (ما قائمٌ الزيدان). وإعراب ما: نافية تعمل عمل ليس ترفع الاسم وتنصب الخبر و هذه ما العاملة عند الحجازيين أما عند باقي العرب فما لا تعمل عمل ليس. قائم اسمها مرفوع و علامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره و هو اسم فاعل يعمل عمل الفعل. الزيدان فاعل سد مسد خبر ما مرفوع و علامة رفعه الألف لأنه مثنى. وتقول: (ما مضروب العمران). وإعرابه: ما نافية حجازية. مضروب اسم ما مرفوع بالضمة وهو اسم مفعول يعمل عمل الفعل. والعمران نائب فاعل سد مسد الخبر مرفوع بالألف لأنه مثنى.

 الاستفهام كقولك: ( أقائم الزيدان). و إعرابه: أقائم: الهمزة للاستفهام. وقائم: مبتدأ مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره وهو اسم فاعل يعمل عمل الفعل. الزيدان فاعل سد مسد الخبر مرفوع و علامة الرفع الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى. وتقول: (هل مضروب العمران). وإعرابه: هل حرف استفهام. مضروب مبتدأ مرفوع بالضمة وهو اسم مفعول يعمل عمل الفعل. العمران نائب فاعل سد مسد الخير مرفوع بالألف لأنه مثنى.

 

ينقسم المبتدأ الظاهر إلى قسمين:

1-مبتدأ صريح من الاسم الظاهر: ومثاله: (الكتاب نافع).

2-مبتدأ من أن والفعل أو ما المصدرية والفعل: مثاله: قال تعالى: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ). يعني صومكم خير لكم. وإعرابه: الواو حرف استئناف. أن حرف مصدر ونصب. تصوموا فعل مضارع بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو فاعل وأن وفعلها الداخلة عليه في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ. خير خبر مرفوع بالضمة في آخره. لكم جار ومجرور متعلقان بخير.

 

لا يصح الابتداء بالنكرة:

الأصل في المبتدأ المخبر عنه أن يكون معرفة. إذ لا بد لنا إذا أردنا أن نخبر عن إنسان أو شيء أن يكون هذا الشيء معروفا لنا. فالأصل عند النحاة أنه لا يجوز الإخبار عن النكرات، ولكن لاحظوا أن هناك حالات يجوز الإخبار عن النكرات، فقالوا لا يصح ذلك إلا إذا اقترن بالنكرة مسوغ من المسوغات. أي أن هناك حالات للنكرات يجوز لنا أن نخبر عنها.

الحالات التي يسوغ الابتداء بالنكرة فيها خمس حالات:

1-أن يتقدم على النكرة نفي أو استفهام: مثاله: (ما رجلٌ قائمٌ). و (هل رجلٌ جالسٌ). ومثاله في كتاب الله عز وجل: (أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ). و إعرابه: الهمزة للاستفهام الإنكاري. إله مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه  الضمة الظاهرة في آخره. مع ظرف مكان منصوب على الظرفية و علامة نصبه الفتحة على آخره و هو مضاف. الله لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة في آخره. والظرف وما أضيف إليه متعلق بخبر محذوف تقديره حق.

 

2-أن تكون النكرة موصوفة: مثاله: قوله تعالى: (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ). وإعرابها: الواو حرف استئناف. واللام لام الابتداء (وضابطها أن تقترن باسم في أول الجملة الاسمية). عبد مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره. مؤمن صفة لعبد و الصفة تتبع الموصوف في الإعراب مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره.  خير خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره. من مشرك : جار و مجرور متعلقان بخير.

 

3-أن تكون النكرة مصغرة: مثاله: (رجيلٌ عندك). رجيل تصغير رجل بمعنى رجل حقير. وإعرابه:  رجيل مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره. عند ظرف مكان منصوب على الظرفية و هو مضاف. والكاف ضمير متصل في محل جر الإضافة. والظرف وما أضيف إليه متعلقان بخبر محذوف وجوبا  و تقديره كائن أو مستقر.

  

4-أن تكون النكرة مضافة: مثاله: ما ورد في الحديث: (خمس صلوات كتبهن الله)، وإعرابه: خمس مبتدأ مرفوع بالابتداء و علامة رفعه  الضمة الظاهرة في آخره وهو مضاف. صلوات مضاف إليه مجرور و علامة جره كسر آخره. كتبهن كتب فعل ماضي مبني على الفتح و هن ضمير متصل في محل نصب مفعول به. الله لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره. والجملة الفعلية في محل رفع خبر.

 

5-أن يكون الخبر ظرفا أو جارا و مجرورا يعني شبه جمله مقدمين على النكرة: مثاله: (عندك كتاب). و(في الدار حمامة). وقال الله تعالى: (وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ). وإعرابه: الواو عاطفة. على حرف جر. أبصار مجرور بعلى مجرور بالكسرة في آخره و هو مضاف. والهاء مضاف إليه  و الجار و المجرور متعلقان بخبر محذوف وجوبا تقديره كائن. غشاوة مبتدأ مؤخر مرفوع و علامة رفعه الضمة في آخره.

  

الأصل في المبتدأ ذكره في الكلام

فإذا أردنا أن نخبر عن شيء فلا بد أن نذكر هذا الشيء في الكلام ولا نحذفه ليصح الإخبار عنه. فنقول: (الدرسُ نافعٌ). لكن يجوز حذف المبتدأ في حالة واحدة. إذا دل على المبتدأ قرينة في الكلام. مثال ذلك أن أقول لك: أين الشيخ اليوم؟ فتقول أنت: (غائبٌ). فإعراب غائب: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره لمبتدأ محذوف دل عليه السؤال في أول الكلام. وقد ذكر النحاة حالات متعددة في وجوب حذف المبتدأ والجامع لها أن يدل سياق الكلام على تقدير المبتدأ وتعيينه.  


 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية