اطبع هذه الصفحة


إيضاح مسائل العربية على متن الأجرومية 17

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

خالد بن سعود البليهد

 
بسم الله الرحمن الرحيم
 

إنَّ وَأَخَوَاتُها

 

 

(وَأَمَّا إِنَّ وَأَخَوَاتُهَا: فَإِنَّهَا تَنْصِبُ الاسْمَ وَتَرْفَعُ الْخَبَرَ، وَهِيَ: إِنَّ، وَأَنَّ، وَلَكِنَّ، وَكَأَنَّ، وَلَيْتَ، وَلَعَلَّ، تَقُولُ: إِنَّ زَيْدًا قَائِمٌ، وَلَيْتَ عَمْرًا شَاخِصٌ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، وَمَعْنَى إِنَّ وَأَنَّ لِلتَّوْكِيدِ، وَلَكِنَّ لِلِاسْتِدْرَاكِ، وَكَأَنَّ لِلتَّشْبِيهِ، وَلَيْتَ لِلتَّمَنِّي، وَلَعَلَّ لِلتَّرَجِي وَالتَّوَقُعِ).

ذكر المصنف رحمه الله هنا النوع الثاني من النواسخ و ذكر في بيانه عدة أمور فذكر حكم هذا النوع من النواسخ: إن و أخواتها وبين أنها تنصب الاسم و ترفع الخبر. فإذا دخلت هذه العوامل الستة: (إِنَّ، وَأَنَّ، وَلَكِنَّ، وَكَأَنَّ، وَلَيْتَ، وَلَعَلّ). على جملة اسمية نصبت اللفظ الأول فيسمى اسمها و رفعت اللفظ الثاني و يسمى خبرها وهذا الحكم واضح. أما إذا دخلت هذه الألفاظ على فعل فإنها لا تعمل غالبا و إنما الكلام هنا في دخولها على الجملة الاسمية. وقد بين المصنف أنواعها و هي ستة ألفاظ  وقد مثل لها وذكر معناها.

 

بيان الألفاظ الستة:

إِنَّ وَ أَنَّ:  و هما بمعنى واحد يفيدان التوكيد. ولكن إِنَّ وردت في كلام العرب بالكسر و أَنَّ وردت بالفتح. ومثال إن: قوله تعالى: (فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ). و إعرابه: الفاء رابطة لجواب الشرط.  إن حرف توكيد و نصب تنصب الاسم و ترفع الخبر. الله لفظ الجلالة اسمها منصوب و علامة الفتح في آخره. غفور خبرها مرفوع و علامة رفعه الضمة في آخره. رحيم خبر ثان مرفوع بالضمة في آخره. والجملة في محل جواب الشرط. ومثال أن: قال تعالى: (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ). و إعرابه: ذلك اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. الباء زائدة.  أن حرف توكيد و نصب. الله لفظ الجلالة اسم أن منصوب و علامة نصبه الفتح في آخره. هو ضمير منفصل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. الحق خبر أن مرفوع و علامة رفعه ضم آخره.

 

كَأَنَّ: و يستعمل للتشبيه المؤكد و هو الدلالة على مشاركة أمر لأمر في معنى جامع بينهما تقول مثلا: (كأن الحارثَ أسدٌ). فشبهت الحارث بالأسد لشجاعته. و إعرابه: كأن حرف تشبيه و نصب تنصب الاسم و ترفع الخبر. الحارث اسمها منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. أسد خبرها مرفوع و علامة رفعه الضمة في آخره.

 

لَكِنَّ:  و يستعمل للاستدراك و هو تعقيب الكلام برفع ما يتوهم ثبوته أو نفيه. مثاله في رفع ما يتوهم ثبوته: (زيد شجاع لكنه بخيل). فإذا قلت: زيد شجاع قد يوهم ذلك ثبوت الكرم له و هنا أنت تستدرك فتقول لكنه بخيل. و إعرابه: زيد مبتدأ مرفوع بالضمة في آخره. شجاع خبر مرفوع بالضمة في آخره. لكن حرف استدراك تنصب الاسم و ترفع الخبر. الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسمها. بخيل خبر لكن مرفوع و علامة رفعه الضمة في آخره. و تستخدم أيضا لرفع ما يتوهم نفيه كقولك: (ما زيدٌ عالما لكنه صالحٌ).

 

ليت: و يستعمل للتمني و التمني هو طلب ما لا مطمع في حصوله. تقول مثلا: (ليت الشبابَ عائدٌ). وإعرابه: ليت حرف تمني و نصب تنصب الاسم و ترفع الخبر. الشباب اسمها منصوب بها وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره. عائد خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره. و التمني إما أن يكون في أمر يستحيل حصوله كما في هذا المثال، أو في أمر فيه مشقه كقولك: (ليت لي مالا عظيما).

 

لعل: و يستعمل في الترجي و هو ارتقاب الشيء المحبوب تقول: (لعل زيدا  قادم). أو تقول مثلا: (لعل درسا قائم). وإعرابه: لعل حرف ترجي و نصب تنصب الاسم و ترفع الخبر. درسا اسمها منصوب و علامة نصبه الفتحة. قائم خبرها مرفوع بها و علامة رفعه الضمة في آخره.

 

لا يجوز أن يتقدم خبر هذه الحروف عليها و لا معمول هذا الخبر و لو كان ظرفا أو جار و مجرورا. فلا تقول: (قائم إن زيدا) و لا (عندك إن زيدا). و لا (في الدار إن زيدا) ولا (اليوم إن زيدا). وعللوا ذلك لضعف إن وأخواتها في العمل لعدم تصرفها فلا تعمل في الخبر إلا إذا كان متأخرا. أما الفعل ككان وأخواتها فإنه قوي يعمل في الكلمة سواء تأخرت أو تقدمت. 

 

يجوز أن يتوسط الخبر بينها و بين اسمها إذا كان ظرفا أو جارا و مجرورا. مثاله: قول الله تعالى: (إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا). فأصل الكلام إن أنكالا لدينا، فأنكالا اسم إن ولدينا خبر إن فجاز أن يتوسط الظرف بين إن و اسمها. و كما في قوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ). فأصل الكلام إن لعبرة في ذلك. فجوزوا توسط الظرف والجار والمجرور لأنهم توسعوا فيهما مالم يتوسعوا في غيرهما. وإعرابه: إن حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. في ذلك جار ومجرور متعلقان بمحذوف تقديره كائن في محل خبر إن مقدم. لعبرة اللام لام الابتداء. عبرة اسم إن مؤخر منصوب بالفتحة في آخره.

 

تنقسم أن باعتبار فتح همزتها أو كسرها إلى أقسام ثلاثة:

القسم الأول: يجوز فتح همزة إن أو كسرها في ثلاثة مواضع:

1-بعد فاء الجزاء: كما في قوله تعالى: (أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ). فيجوز أن تقول  في غير القرآن: فإنه غفور رحيم. فإذا وقعت ان بعد فاء الجزاء وهي الفاء المقترنة بالجواب جاز لك أن تكسرها أو تفتحها. وإعرابه: أنه حرف نصب تنصب الاسم وترفع الخبر والهاء اسمها. من اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. عمل فعل ماض في محل جزم والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. منكم جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الفاعل. سوء مفعول به منصوب بالفتحة. وجملة عمل منكم سوء في محل خبر المبتدأ. وجملة من عمل في محل خبر أن. بجهالة جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال أيضا. ثم حرف عطف. تاب فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. من بعده جار ومجرور متعلقان بتاب. الواو حرف عطف. أصلح فعل ماض معطوف على تاب. فأنه الفاء رابطة لجواب الشرط. أن حرف نصب تنصب الاسم وترفع الخبر والهاء اسمها. غفور خبر أن مرفوع في آخره. رحيم خبر ثان مرفوع في آخره. وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره فمصيره غفران اللّه ورحمته. 

 

2-بعد إذا الفجائية تقول: (خرجتُ فإذا أن الحارس نائمٌ). و إذا الفجائية تبين أن ذلك وقع فجأة من غير ميعاد. فيجوز أن تقول فإذا أن أو إذا إن الحرس نائم.

 

3-في موضع التعليل: كقوله تعالى: (نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ). فكأن سائلا سأل فقال: لماذا تدعوه؟ الجواب: قال إنه هو البر الرحيم يعني لأنه البر الرحيم. فيجوز أن تقول ندعوه أنه هو البر الرحيم و يجوز أيضا أن تقول ندعوه إنه هو البر الرحيم. وهذا في خارج القرآن أما في القرآن فلا يجوز التلفظ إلا بما ورد في قراءة سبعية و تواتر الاتصال في إسنادها ووافق لغة العرب وإنما الكلام هنا من جهة الصنعة النحوية. وإعرابه: ندعوه فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة من ظهورها الثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. إن حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. الهاء اسمها. هو ضمير فصل لا محل له من الإعراب. البر خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره. الرحيم خبر ثان مرفوع مثله.

 

القسم الثاني: يجب كسر همزة إن في ستة مواضع:

1-في الابتداء: كقوله تعالى:  (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ). و إعرابه: إن حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. نا ضمير متصل في محل نصب اسم إن. أنزلناه فعل وفاعل ومفعول به والجملة في محل خبر إن. في ليلة جار ومجرور متعلقان بأنزلناه وليلة مضاف. القدر مضاف إليه مجرور بالكسرة.

 

2-بعد ألا الاستفتاحية: قوله تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ). وإعرابه: ألا حرف استفتاح. إن حرف توكيد و نصب تنصب الاسم و ترفع الخبر. أولياء اسمها منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره و هو مضاف. والله لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. لا خوف عليهم لا نافية للجنس. خوف مبتدأ مرفوع بالضمة في آخره. عليهم خبر و جملة المبتدأ و الخبر في محل رفع خبر إن.

 

3-في أول الجملة الواقعة بعد حيث: تقول مثلا: (جلست حيث إن محمدا جالس). وإعرابه: جلست فعل ماض مبني على السكون والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. حيث ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب على الظرفية. إن حرف توكيد و نصب تنصب الاسم وترفع الخبر. محمد اسم إن منصوب بالفتحة في آخره. جالس خبر إن مرفوع بالضمة في آخره.

 

4-إذا وقعت في  أول جواب القسم:  قال تعالى : (حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ). و إعرابه: حم: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو حم. والكتاب: الواو حرف قسم و جر. الكتاب مقسوم به مجرور و علامة جره الكسرة في آخره. المبين نعت للكتاب مجرور مثله بالكسرة في آخره.

إنا إن حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. نا ضمير متصل في محل نصب إن. وجملة أنزلناه الفعلية في محل رفع خبر إن. في ليلة جار ومجرور متعلقان بأنزلناه. مباركة نعت لليلة مجرور بالكسرة في آخره.

 

5-إذا وقعت في جملة مقول القول:  كما في قوله تعالى: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ). فإذا وقعت إن بعد كلمة قال أو ما تصرف عنها فإنها مكسورة أبدا وتسمى جملة مقول القول وهي في محل نصب مفعول به. و إعرابه: قال فعل ماض مبني على الفتح و الفاعل ضمير مستتر فيه جواز تقديره هو. إن حرف توكيد و نصب تنصب الاسم و ترفع الخبر. و الياء ضمير متصل مبني في محل نصب اسمها. عبد خبرها مرفوع بها و علامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره و هو مضاف. الله لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة. و جملة إني مع اسمها و خبرها في محل نصب مقول القول.

 

6- إذا دخلت لا م الابتداء في خبرها: مثاله: قال تعالى: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ). وإعرابه: الواو حالية. الله لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة في آخره. يعلم فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وجملة يعلم خبر. إنك إن حرف توكيد و نصب تنصب الاسم وترفع الخبر. الكاف ضمير متصل مبني في محل نصب اسم إن. لرسوله اللام لام الابتداء. ورسوله خبر إن مرفوع بالضمة في آخره وهو مضاف. الهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجملة إن واسمها وخبرها سدت مسد مفعولي علم.

 

ملاحظة:

المواضع الستة التي ذكرت في هذا القسم كلها تدور حول معنى الابتداء يعني إذا وقعت في ابتداء الكلام أو كانت في معنى الابتداء.

 

القسم الثالث : يجب فتح همزة أن في خمسة مواضع:

1-إذا حلت محل الفاعل: كما في قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا).  و إعرابه: الواو حرف عطف. لم حرف نفي و جزم. يكفي فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة. والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. أن حرف توكيد و نصب تنصب الاسم وترفع الخبر. نا اسمها و أنزلنا جملة فعلية في محل رفع خبر أن. و المصدر المنسبك من أن وما بعدها  في محل رفع فاعل والتقدير أولم يكفيهم إنزالنا إليك الكتاب.

 

2- إذا حلت محل نائب الفاعل: كما في قوله تعالى: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنّ). وإعرابه: قل فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. أوحي فعل ماض مبني للمجهول. إلي جار ومجرور متعلقان بأوحي. أنه أن حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب اسم أن. استمع فعل ماض مبني. نفر فاعل مرفوع بالضمة في آخره. من الجن جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نعت لنفر. وجملة استمع في محل رفع خبر أن. والمصدر المنسبك من أن وما بعدها نائب فاعل لأوحي والتقدير: قل أوحي إلي استماع نفر من الجن.

 

3-إذا حلت محل المفعول به: كما في قوله تعالى: (وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ). وإعرابه: الواو حالية. لا نافية. تخافون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل. أنكم أن حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب اسم أن. أشركتم أشرك فعل ماض مبني. والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. وجملة أشركتم في محل رفع خبر أن. بالله الباء حرف جر. الله لفظ الجلالة مجرور بالباء مكسور الآخر والجار والمجرور متعلقان بأشركتم. وأن و ما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به و التقدير و لا تخافون إشراككم بالله.

 

4- إذا حلت محل المبتدأ: قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً). وإعرابه: الواو استئنافية. من حرف جر. آيات مجرور بمن مكسور الآخر وهو مضاف. والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف تقديره كائن في محل خبر مقدم. أنك أن حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. الكاف ضمير متصل مبني في محل نصب اسم أن. ترى فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة في آخره لمانع التعذر. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. الأرض مفعول به منصوب بالفتحة في آخره. خاشعة حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة في آخره وجعلت حال بناء على أن الرؤية هنا بصرية ليست قلبية.  و المصدر المنسبك من أن  و ما بعدها مبتدأ مؤخر والتقدير من آياته رؤيتك الأرض خاشعة.

 

5-إذا دخل عليها حرف جر: كما في قوله تعالى: (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ). و إعرابه: ذلك اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. بأن الباء حرف جر. أن حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. الله لفظ الجلالة اسم أن منصوب بالفتحة في آخره. هو  ضمير فصل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. الحق خبر أن مرفوع بالضمة في آخره. و المصدر المنسبك من أن و ما بعدها  مجرور بالباء و أصله: ذلك بكون الله هو الحق.

  

إذا اتصلت ما الحرفية (وليست ما الشرطية أو ما الاستفهامية)  بإن و أخوتها بطل عملها ، فلا تنصب الاسم و لا ترفع الخبر لأن ما حينئذ تفصل بين إن وأخواتها والجملة الاسمية التي دخلت عليها فتفيد إن في هذه الحالة معنى التوكيد ولا تؤثر إعرابا إلا ليت فيجوز فيها الإعمال و يجوز فيها الإهمال. مثاله: قال تعالى : (إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ). و إعرابه: إن حرف توكيد و نصب بطل عملها. ما كافة حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب و كافة لأنها تكف عمل إن و أخواتها. الله لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالابتداء و علامة رفعه الضمة. إله خبر مرفوع و علامة رفعه الضم في آخره.  وواحد نعت مرفوع بالضمة في آخره. أما ليت فيجوز فيها الإهمال كقولك: (ليتما فارس قادم).  و يجوز فيها الإعمال كقولك : (ليتما فارسا قادم).




 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية