اطبع هذه الصفحة


إيضاح مسائل العربية على متن الأجرومية 23

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

خالد بن سعود البليهد

 
بسم الله الرحمن الرحيم
 

 المعرف بأداة التعريف

من أنواع المعارف المعرف بأداة التعريف وهو دخول الألف واللام على النكرة فإذا دخلت الألف و اللام على النكرة أفادت المعرفة، كما نقول: رجل و فرس ودار ..الخ، فإذا أضفنا لها أل صارت نوعا من أنواع المعارف الستة.

تنقسم الألف و اللام إلى قسمين: عهدية موضوعة في الأصل لدلالة العهد. و جنسية موضوعة في الأصل لدلالة الجنس.

النوع الأول العهدية وتنقسم إلى ثلاثة أقسام :

1-العهد الذكري: بأن يكون هذا المعرف مذكورا في أول الكلام نكرة ثم يذكر معرفا ومثاله: أن تذكر رجلا في كلامك منكرا ثم تقول: فجاء هذا الرجل فيكون المراد هو الرجل المذكور آنفا في أول الكلام. وقال تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَة). فالمصباح المعرف هنا ينصرف إلى المذكور في أول الكلام.

2- العهد الذهني: بأن يكون المعرف مصحوبا ذهنيا كما في قوله تعالى: (إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ).  ومعروف في أذهان السامعين ما هو هذا الغار. و كقولنا: (و رب هذا البيت). فينصرف البيت عند السامع إلى بيت الكعبة.

3-العهد الحضوري: بأن يكون مصحوبها حاضرا حال الخطاب كما جاء في قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ). وهنا يتكلم الله عز وجل عن يوم الحج الأكبر لحضوره. فإذا تكلمت وأدخلت أل في كلمة حاضرة سميت هذه أل للعهد الحضوري.

 

النوع الثاني الجنسية و تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

1- تعريف ماهية الشيء:  تبين حقيقة الجنس ومثال ذلك في قوله تعالى: َجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ). والمعنى وجعلنا من ماهية الماء.

2- استغراق أفراد الجنس: تبين أفراد الجنس فهي تدل على العموم، كقوله تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ). ف أل هنا تفيد استغراق أفراد العموم أي كل أنواع الإنسان وأفراده خاسر إلا من استثناه الله عز وجل.

3- استغراق خصائص الأفراد: تبين صفات الجنس كقولك : (أنت المرأة كرامة). والمعنى اجتمع فيك ما لم يجتمع في غيرك من النساء جميع صفات الكرامة و يسمى هذا استغراق الصفات.

 

والحاصل: أن الألف و اللام تكون على قسمين القسم الأول: عهدية أي معهودة لدى السامع قريب العهد بها. والقسم الثاني جنسية والمقصود أنها تشمل جميع أنواع الأفراد إما تبين حقيقة هذا الجنس أو تبين كل أنواع هذا الجنس أو أنواع صفاته.

ما أضيف إلى أحد المعارف الخمسة  

هذا هو النوع الأخير من أنواع المعارف فنواأنواع الموو الأصل في الكلمة الخالية من أوصاف المعارف الخمسة أنها نكرة مثلا نقول للأستاذ: (إذا رأيتَ طالبا فأعطيهِ جائزةً). يعني كافأ أي طالب كيفما كان وصفه ومستواه ولكن إذا أضيفت هذه اللفظة إلى أحد الأنواع الخمسة السابقة فإنها تكون معرفة بهذه الإضافة تقول: (أعط طالب الحي ، طالب الشيخ خالد). فهنا نحن عرفنا جملة فأصبح الطالب منتسبا إلى الحي في الجملة الأولى و إلى حلقة الشيخ خالد في الجملة الثانية. وتقول أيضا : (امرأة هذا الرجل) فأضفت المرأة النكرة إلى اسم الإشارة المعرفة و أيضا: (امرأة الذي أكرمنا). فأضفت المرأة النكرة إلى الاسم الموصول فزالت النكارة عن المرأة وعرفنا تعيينها بإضافتها إلى إحدى المعارف فإذا أضيف النكرة إلى هذه الأنواع الخمسة صارت معرفة. وهذا هو النوع السادس من المعارف وقد يقال أن هذا ليس نوعا مستقلا لكنه مضاف إلى غيره وما دام النحاة اصطلحوا على جعله نوعا سادسا فالأمر في ذلك واسع ولا مشاحة في الاصطلاح وكثير من اختلافات النحاة لفظية ليس لها أثرا في المعاني والتطبيق العملي فلا ينبغي المبالغة في الاشتغال بهذا الباب.


النَكرة

 

(وَالنَّكِرَةُ: كُلُّ اِسْمٍ شَائِعٍ فِي جِنْسِهِ لَا يَخْتَصُّ بِهِ وَاحِدٌ دُونَ آخَرَ، وَتَقْرِيبُهُ كُلُّ مَا صَلَحَ دُخُولُ اَلْأَلِفِ وَاللَّامِ عَلَيْهِ، نَحْوُ اَلرَّجُلِ والفرس).

هذا هو قسيم المعرفة وقد عرفه المصنف بأنه اسم يشيع في أفراد الجنس ولا يخص معينا بعينه كقولي لك: (أعطني كتابًا). فالكتاب هنا اسم شائع يشمل جميع أنواع الكتب الصغير و الكبير و القديم و الجديد والدين واللغة وهكذا فهو مستغرق في جنسه لا يختص بهذا الاسم أو الإطلاق واحد دون الآخر فإذا أعطيتني أي كتاب كان موافقا لطلبي أما إذا عرفت الكتاب بوصف خاص كان معينا على كتاب بعينه. أما الضابط العملي للنكرة فقد ذكره المصنف وهو كل كلمة دخلت عليها الألف و اللام فهي نكرة قبل دخول الألف و اللام عليها وتتحول إلى معرفة بعد الدخول عليها.

 

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية