اطبع هذه الصفحة


إيضاح مسائل العربية على متن الأجرومية 28

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

خالد بن سعود البليهد

 
بسم الله الرحمن الرحيم
بَابُ ظَرْفِ اَلزَّمَانِ وَظَرْفِ اَلْمَكَانِ


(بَابُ ظَرْفِ اَلزَّمَانِ وَظَرْفِ اَلْمَكَانِ، ظَرْفُ اَلزَّمَانِ: هُوَ اِسْمُ اَلزَّمَانِ اَلْمَنْصُوبُ بِتَقْدِيرِ "فِي" نَحْوُ اَلْيَوْمِ, وَاللَّيْلَةِ, وَغُدْوَةً, وَبُكْرَةً, وَسَحَرًا, َغَدًا, وَعَتَمَةً, وَصَبَاحًا, وَمَسَاءً, وَأَبَدًا, وَأَمَدًا, وَحِينًا وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ) (وَظَرْفُ اَلْمَكَانِ: هُوَ اِسْمُ اَلْمَكَانِ اَلْمَنْصُوبُ بِتَقْدِيرِ "فِي" نَحْوُ أَمَامَ, وَخَلْفَ, وَقُدَّامَ, وَوَرَاءَ, وَفَوْقَ, وَتَحْتَ, وَعِنْدَ, وَمَعَ, وَإِزَاءَ, وَحِذَاءَ, وَتِلْقَاءَ, وَثَمَّ, وَهُنَا وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ)

هذا هو الباب الثالث من المنصوبات وهكذا يسميه البصريون أما الكوفيون وتعبيرهم أدق فيسمونه المفعول فيه لأن الفعل وقع فيه ولا مشاحة في الاصطلاح والأمر واسع في توصيف المسائل وتسميتها عند أهل العلم.


تعريف المفعول فيه:


هو: ماذكر فضلة لأجل أمر وقع فيه من زمان مطلق أو مكان مبهم أو مفيدا مقدارا أو مادته مادة عامله وهذا التعريف جامع وشامل لكل أنواع ظرف الزمان وظرف المكان ويمكن تعريفه باختصار: (ما ذكر فى الكلام من ظرف لوقوع الفعل سواء كان زمانيا أو مكانيا). فلا بد أن يتحقق فيه وصف الظرفية نحو: (غُدْوَةً , وَبكْرَةً). وتكونان أول النهار من صلاة الصبح إلى طلوع الشمس. (وَصَبَاحًا). ويكون من نصف الليل إلى الزوال. (وَمَسَاءً). ويكون بعد الزوال إلى غروب الشمس. (وَعَتَمَةً). وتكون فى ثلث الليل الأول. أما إذا لم يستعمل الظرف وعاء للفعل ووقع عليه الفعل صار مفعولا به ولا علاقة له بهذا الباب كما جاء في الحديث: (من صام يوما في سبيل الله..).


ينقسم المفعول فيه إلى قسمين:


القسم الأول: ظرف الزمان:
هو كل اسم دل على زمان وقوع الفعل متضمن معنى في نحو: (صمتُ اليومَ). وتقديره: (صمتُ فى يومٍ). فالعرب حذفت (في). على سبيل الإختصار و يومًا منصوب على نزع الخافض وقد حصل فيه الصيام فصار ظرفًا له. وإعرابه: صمتُ فعل وفاعل. واليوم مفعول به منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه فتح آخره. وتقول أيضا: (اعتكفت الليلة).

القسم الثاني: ظرف المكان:
وهو كل اسم دل على مكان وقوع الفعل متضمن معنى في نحو: (الشجرة أمامك) ، (النهر خلفك) ، (العدو ورائك). وهكذا في سائر ظروف المكان وكلها تقدر بفي في المعنى ولكن العرب حذفتها اختصارا جريا على أصل الفصاحة في الكلام.

ينقسم ظرف الزمان إلى ثلاثة أقسام:


1-الظرف المختص:
وضابطه أن يقع جوابا لـمتى الإستفهامية فإذا قيل لك متى قدمتَ تقول: (قدمتُ اليومَ) ، (سافرتُ يومَ الخميس).
2-الظرف المعدود:
وضابطه أن يقع جوابا لـكم الإستفهامية فإذا قيل لك كم اعتكفتَ تقول: (اعتكفتُ أسبوعًا).
3-الظرف المبهم:
وضابطه ألا يقع جوابا لـمتى ولا لـكم الإستفهامية ولا يفيد التخصيص ولا العدد نحو: (جلستُ حينا) ، (تفقهتُ وقتًا فى الرياض).

وينقسم ظرف المكان إلى أربعة أقسام:


1-المبهم،
لايتحدد القدر بشكل واضح نحو: (فجلستُ على هذه الطريقة زمانا). فلاحد له يحصره، كأسماء الجهات الست: (أمام, خلف, قدام , وراء , وفوق , تحت). وإنما يستعمل فيها أدوات الإبهام: (عند ، لدى ، دون ، وسط ، ناحية ، جهة). فتقول: (دارنا ناحية الوادى) ، (السوق جهة الجامع).

2- أسماء المقادير:
نحو: (الميل ، الفرسخ ، البريد ، المتر ، السنتيمتر، الكيلو). فتقول: (سيرتُ ميلا) ، (سافرتُ فرسخًا).

3- ما كان مشتقا من لفظ عامله:
وهو موافق عامله فى المعنى واللفظ نحو: قال تعالى: (وأَنَّا كُنَّا نَقَعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ). وإعرابه: وأنا كنا أن واسمها وكان واسمها. ونقعد مضارع فاعله مستتر والجملة خبر كنا وجملة كنا خبر أنا وجملة أنا معطوفة على ما قبلها. ومنها متعلقان بالفعل نقعد. ومقاعد ظرف مكان منصوب وللسمع جار ومجرور وكلاهما متعلقان بالفعل نقعد. 
أما إن كان الظرف المكانى مشتقا من غير عامله فلا يجوز نصبه بل يكون مجرورا
 نحو: (جلست في مرمى زيد). لأن الظرف هنا ليس مشتقا من جلست.

4-ما كان مختصا:
ما له إسم من جهة نفسه وهو كل ما دل على مكان محوط نحو: (المسجد ، البيت ، المدينة ، الدار).

كيف نعرب الأقسام الأربعة:


الثلاثة الأولى تنصب على الظرفية المكانية وناصبها مايُذكرُ معها من الفعل أو شبهه. أما القسم الرابع فلا يجوز انتصابه على الظرفية المكانية فلاتقول: (جلستُ البيتَ). وإن كان هذا القسم فى معنى الأقسام الأولى بحيث يدل على أن الجلوس وقع فى البيت لكن من حيث الصنعة والحكم الإعرابي لا يجوز نصبه بحال وإنما يكون مجرورًا بفي فتقول: (دخلت في البيت) ، (صليتُ في المسجدِ). وبهذا يتبين لنا أن قول بعض العرب: (دخلتُ المسجدَ) ، (وسكنتُ البيتَ). منصوب على نزع الخافض.


يجوز حذف الظرف اختصارا في مواضع:


الأول:
حذف الظرف والاقتصار على صفته: نحو: (صبرت على فراقك طويلا). والأصل زمنا طويلا.
الثاني:
حذف الظرف والاقتصار على المصدر بعده: نحو: (سافرت طلوع الفجر). والأصل وقت طلوع الفجر.
الثالث:
حذف الظرف والاقتصار على عدده: نحو: (مشيت ثلاثة أيام). والأصل زمن ثلاثة أيام.
الرابع:
حذف الظرف والاقتصار إلى ما يدل على الكلية والبعضية: نحو: (سرت كل الليل ، ارتحت بعض النهار). والأصل وقت كل الليل ووقت بعض النهار.
الخامس:
حذف الظرف والاقتصار على اسم الإشارة: نحو: (نزلت تلك الناحية). والأصل مكان تلك الناحية.

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية