صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







إيضاح مسائل العربية على متن الأجرومية 29

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

خالد بن سعود البليهد

 
بسم الله الرحمن الرحيم
باب الحال


(بَابُ اَلْحَالِ: اَلْحَالُ هُوَ اَلِاسْمُ اَلْمَنْصُوبُ, اَلْمُفَسِّرُ لِمَا اِنْبَهَمَ مِنْ اَلْهَيْئَاتِ, نَحْوَ قَوْلِكَ "جَاءَ زَيْدٌ رَاكِبًا" وَ"رَكِبْتُ اَلْفَرَسَ مُسْرَجًا" وَ"لَقِيتُ عَبْدَ اَللَّهِ رَاكِبًا" وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، وَلَا يَكُونَ اَلْحَالُ إِلَّا نَكِرَةً, وَلَا يَكُونُ إِلَّا بَعْدَ تَمَامِ اَلْكَلَامِ, وَلَا يَكُونُ صَاحِبُهَا إِلَّا مَعْرِفَةً)
هذا هو الباب الرابع من المنصوبات وقد عرَّف المصنف رحمه الله الحال مع المثال ثم ذكر أحكامه الثلاثة
. وقد أطال النحاة الكلام عن الحال لأهميته وكثرة استعماله.

تعريف الحال:

لا بد من تحقق أمور في الكلمة حتى يصدق عليها أنها حال أن يكون وصفا وأن يكون منصوبا في الإعراب لا يرفع ولا يجر وأن يكون مفسرا للهيئات وأن يكون فضلة يمكن الاستغناء عنه في الكلام. وضابطه أن يصح الجواب به عن السؤال بكيف كما عرفه الناظم بقوله:

الْحَالُ وَصْفٌ فَضْلَةٌ مُنْتَصِبُ      **    مُفْهِمٌ فِي حَالٍ كَـ"فَرْدًا أَذْهَبُ".

نحو: (جاء الشيخُ راكبا). وهو جاب لسؤال كيف جاء الشيخ.

الحال قد يأتي على أنواع باعتبار ما يأتى منه:


1- يكون من الفاعل:
كما قال تعالى: (فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً).وإعرابه: الفاء حرف عطف. وخرج فعل ماض مبنى على الفتح. ومنها جار ومجرور متعلقان بخرج والفاعل مستتر جوازا تقديره هو. وخائفا حال من الفاعل المستتر منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وفي الآية دليل على جواز الخوف الطبيعي الذي ينبني على سبب ظاهر محسوس كعدو وسبع وأنه لا يقدح في أصل التوحيد ولا في كماله.

2- من نائب الفاعل:
نحو: (ضُرِبَ زيدٌ قائمًا). فالحال هنا قائما يرجع إلى نائب الفاعل.

3- من المفعول به:
نحو: (رَكِبْتُ اَلْفَرَسَ مُسْرَجًا). الحال هنا مسرجًا يرجع إلى المفعول به الفرس ونظيره قوله تعالى: (وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا).

4-من الفاعل والمفعول به:
نحو: (لقيتُ عبدَ اللهِ راكبيْن). يعني أنا وهو كل واحد منا راكب فراكبيْن حال من تا الفاعل ومن عبد الله المفعول به.

5- من المجرور بالحرف:
نحو: (مررتُ بالطالبةِ حزينةً). حال من الإسم المجرور.

6-من المضاف إليه:
كما قال تعالى: (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا). وإعرابه: إليه جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره كائن. ومرجع مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة فى آخره وهو مضاف و كم ضمير متصل فى محل جر للإضافة. وجميعا حال من الكاف منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة بآخره.

الحال له خمسة أحكام فى الغالب وربما تخلف أحدها:


الأول: أن يكون الحال نكرة:
نحو: (جَاءَ زَيْدٌ رَاكِبًا ، فرحًا). (مررتُ بهند حزينةً). فإن ورد بلفظ المعرفة وجب تأويله إلى النكرة نحو:(جاء زيدٌ وحده). أي منفردًا.
الثاني: أن يكون الحال مشتقًا:
متصرفا فإن ورد جامدًا وجب تأويله إلى المشتق نحو: (بعته يدًا بيدٍ). أي متقابضيْن. ونحو: (ادخلوا رجلاً رجلاً). أي متوالييْن.
الثالث: أن لا يكون الحال وصفًا ثابتًا لازمًا:
نحو: (جاء الشيخُ راكبًا). فراكبا حال من الشيخ وهو وصفٌ غير ثابت يجوز أن ينفك عن الشيخ فالأصل في الحال التغير والانتقال.
الرابع: أن يكون بَعْدَ تَمَامِ اَلْكَلَامِ:
أى بعد جملة تامة بعد ذكر الفاعل والمفعول به لأن الفضلة في الأصل لا يتقدم على العمدة في الكلام.
الخامس: أن يكون صَاحِبُ الحال مَعْرِفَةً:
في الأصل ويجوز أن يكون نكرة ساغ الإبتداء بها لأن لها قوة المعرفة وقد سبق بيان المسوغات الابتداء بالنكرة.

الأصل ألا يتقدم الحال على صاحبه
لكن يجوز أن يتقدم الحال على صاحبه المرفوع نحو: (جاء ضاحكًا زيدٌ). والمنصوب نحو: (ضربتُ مجردةً الطالبةَ). لكن هذا مخالف للأصل وتقديمه يكون لغرض بلاغي وإلا فالأصل أنه يذكر بعد كمال الجملة وتمامها. وأما المجرور بحرف جر أصلي فلا يجوز تقديم الحال عليه عند أكثر النحاة، فلا يجوز أن تقول: (مررتُ حزينةً بهند). لأن هذا الأسلوب فيه ركاكة وضعف فصاحب الحال ضعيف فإذا تأخر فى اللفظ لم يُفد المعنى.

الأصل فى الحال الإفراد
لكن يجوز أن يكون جملة أو شبه جملة مع الرابط.
والرابط إما أن يكون الواو الحالية وهذا في الغالب ، أو الضمير.

والحال غير المفرد ثلاثة أنواع:


1-جملة إسمية:
نحو: (رأيتُك وأنت ممسكٌ القلم). أى رأيتُك حال كونك ممسكًا القلم. ونحو: (رأيتُ المرأةَ وهى تبكى حزنًا). أي رأيتُ المرأة حال كونها باكيةً من الحزن. ومثاله: قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ). والشاهد قوله (وهم ألوف) وهي جملة اسمية مبتدأ وخبر فى محل نصب حال في خرجوا والجملة مرتبطة بواو الحال والضمير هم. وقوله تعالى: (اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ). وإعرابه: اهبطوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو ضمير متصل مبني على السكون فى محل رفع فاعل. وبعض مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة فى آخره وهو مضاف و كم ضمير متصل في محل جر للإضافة. ولبعض جار ومجرور. وعدو خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة فى آخره. وجملة (بعضكم لبعض). فى محل نصب حال وهى مرتبطة بضمير الكاف أو الواو.

2-جملة فعلية:
نحو قوله تعلى: (فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَّقَّبُّ). والشاهد: يترقب فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة فى آخره والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو. والجملة الفعلية من الفعل والفاعل فى محل نصب حال من الفاعل المستتر.

3-شبه جملة:
نحو قوله تعالى: (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ). هنا وقع الحال شبه جملة وهو الجار والمجرور: (فِي زِينَتِهِ). والمعنى خرج عليهم متزينا.

الحال ظرفًا:
مثال ذلك: (رأيت الهلال بين السحاب). فبين ظرف مكان وهو حال من الهلال أي حالة كونه بين السحاب.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية