علامات الجزم

(وللجزم علامتان : السكون والحذف).

بين المصنف أن هناك علامتان إذا وجدت فهي تدل على جزم الكلمة. إحداهما أصلية وهي السكون والأخرى فرعية تنوب عنها وهي حذف النون.

(فأما السكون فيكون علامة للجزم في الفعل المضارع الصحيح الآخر).

يكون السكون علامة على الجزم في موضع واحد فقط وهو الفعل المضارع إذا كان صحيح الآخر يعني لم يختم بحرف علة وكذلك لم يتصل به ضمير رفع نحو يقرأ ويكتب. فإذا دخل عليه حرف جزم بالسكون. مثاله: قوله تعالى: (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ). وإعرابه: لم حرف نفي وجزم. يلد فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. ولم يولد الواو حرف عطف. ولم حرف نفي وجزم. ويولد فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(وأما الحذف فيكون علامة للجزم في الفعل المضارع المعتل الآخر وفي الأفعال الخمسة التي رفعها بثبات النون).

الحذف يكون علامة للجزم في موضعين:

الموضع الأول: الفعل المضارع المعتل الآخر وهو ما كان آخره حرف من حروف العلة الثلاثة: الألف نحو يسعى. والواو نحو يدعو. والياء نحو يقضي. مثاله: قوله تعالى: (لَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ). وإعرابه: لم حرف نفي وجزم وقلب. يخش فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة الألف من آخره وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. وإلا أداة حصر. الله لفظ الجلالة منصوب على التعظيم وعلامة نصبه فتح آخره.

الموضع الثاني: الأفعال الخمسة التي ترفع بثبات النون. مثاله: قوله تعالى: (وَإِن تَصْبِرُواْ). وإعرابه: الواو حرف عطف. إن حرف شرط جازم تجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه. تصبروا فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. وجواب الشرط جملة قوله تعالى: (فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ).

المعربات

( فصل ) المعربات قسمان : قسم يعرب بالحركات وقسم يعرب بالحروف).

بين المصنف أن الكلمات التي يدخلها الإعراب قسمان باعتبار نوع علامته: قسم يظهر عليه الإعراب باختلاف الحركات في آخره الضمة والفتحة والكسرة. وقسم يظهر عليه الإعراب باختلاف الحروف فيه. وسيأتي بيان ذلك فيما يأتي. والقسم الأول أكثر شيوعا واستعمالا في كلام الناس. واستنبط النحاة هذا التقسيم بدليل الاستقراء والملاحظة. وهذا الفصل تلخيص واختصار لما سبق تفصيله من أحوال الإعراب ومواضعه.

مُعربات بالحركات

(فالذي يعرب بالحركات أربعة أشياء: الاسم المفرد، وجمع التكسير وجمع المؤنث السالم، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء).

بين المصنف القسم الأول الذي يعرب بالحركات فذكر أنه يشمل أربعة أنواع: الاسم المفرد وجمع التكسير وجمع المؤنث السالم والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء. وقد سبق بيانها. ولا يدخل الإعراب بالحركات نوعا آخر غير هؤلاء الأربع.

(وكلها ترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتخفض بالكسرة وتجزم بالسكون وخرج عن ذلك ثلاثة أشياء: جمع المؤنثِ السالم ينصب بالكسرة، والاسم الذي لا ينصرف يخفض بالفتحة، والفعل المضارع المعتل الآخر يجزم بحذف آخره).

بين المصنف أن القاعدة في إعراب هذه الأنواع:

1-الرفع بالضمة. مثاله في كلها: (يبتهل أحمدُ والرجالُ والمؤمنات). وإعرابه: يبتهل فعل مضارع مرفوع بالضمة لأنه لم يتصل بآخره شيء. أحمد فاعل مرفوع بالضمة وهو اسم مفرد. والرجال معطوف على أحمد مرفوع بالضمة وهو جمع تكسير. والمؤمنات معطوف على مرفوع مرفوع الآخر بالضمة وهو جمع مؤنث سالم.

2-النصب بالفتحة. مثاله في ثلاث منها: (لن أبايعَ أحمدَ والأصدقاءَ). وإعرابه: لن حرف نفي ونصب. أبايع فعل مضارع منصوب بالفتحة في آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. أحمد مفعول به منصوب بالفتحة وهو اسم مفرد. والأصدقاء معطوف على أحمد منصوب بالفتحة أيضا وهو جمع تكسير.

3-الخفض بالكسرة. مثاله في ثلاث منها: (مررت بمحمدٍ والرجالِ والمؤمناتِ). وإعرابه: مررت فعل وفاعل. بمحمد الباء حرف جر ومحمد مجرور بالكسرة في آخره وهو اسم مفرد. والرجال معطوف على محمد مجرور بالكسرة بآخره وهو جمع تكسير. والمؤمنات معطوف على مجرور مكسور الآخر وهو جمع المؤنث السالم.

4-الجزم بالسكون. مثاله في الفعل المضارع: (لم يتفوقْ الطالب). وإعرابه: لم حرف نفي وجزم وقلب. يتفوق فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون في آخره لأنه صحيح الآخر. الطالب فاعل مرفوع بضم آخره.

ويستثنى من هذه القاعدة ثلاثة أمور:

الأول: جمع المؤنث السالم ينصب بالكسرة بدلا من الفتحة.

الثاني: الاسم الممنوع من الصرف يجر بالفتحة بدلا عن الكسرة.

الثالث: الفعل المضارع المعتل الآخر يجزم بحذف آخره بدلا من السكون.