اطبع هذه الصفحة


إيضاح مسائل العربية على متن الأجرومية 9

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

خالد بن سعود البليهد

 
بسم الله الرحمن الرحيم

بَابُ اَلْأَفْعَالِ

 

(اَلْأَفْعَالُ ثَلَاثَةٌ: ماض، وَمُضَارِعٌ، وَأَمْرٌ، نَحْوُ: ضَرَبَ، وَيَضْرِبُ، وَاضْرِبْ. فَالْمَاضِي: مَفْتُوحُ اَلْآخِرِ أَبَدًا. وَالْأَمْرُ: مجزوم أَبَدًا. والمضارع: مَا كَانَ فِي أَوَّلِهِ إِحْدَى اَلزَّوَائِدِ اَلْأَرْبَعِ اَلَّتِي يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ "أَنَيْتُ" وَهُوَ مَرْفُوعٌ أَبَدًا، حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهِ نَاصِبٌ أَوْ جَازِمٌ).

بين المصنف أقسام الأفعال وحكم كل قسم من حيث الإعراب وعلامات الفعل المضارع.

تعريف الفعل:

الفعل في اللغة: الحدث. أما في الاصطلاح:  فكلمة تدل على معنى في ذاتها مع اقترانها بزمان، و قد استقرأ علماء النحو الأفعال فوجدوا أنها ثلاثة أفعال: فعل ماض و فعل مضارع وفعل أمر.

1- الفعل الماض: هو ما دل على وقوع الحدث في الزمن الماض و هو أمر نسبي قد يكون في الزمن البعيد أو في الزمن القريب و سياق الكلام يحدد ذلك. مثاله: (قرأت النحو أول الطلب). يفهم من هذا بُعد مضي الفعل قد يكون قبل سنوات كثيرة. و(شربت القهوة العصر). والوقت الحالي منتصف العصر فيفهم منه قرب مضي الفعل.

 

2-  الفعل المضارع: هو ما دل على وقوع الحدث في الحال و يفيد التجدد والاستمرار وعلامته ابتداؤه بأحد الحروف الأربعة المجموعة في قولك " نأيت" فتقول: نأكل وآكل ويأكل وتأكل. وتقول مثلا: أشرح الدرس فالفعل هنا يفيد الاستمرار في الشرح إلا إذا دلت قرينة في الكلام على أنه لا يفيد الاستمرار.

و الحروف النواصب و الجوازم إذا دخلت على الفعل المضارع قد تغير معناه فتقلبه إلى معنى الماضي و قد تدخل على الفعل الماضي فتغير معناه و تقلبه إلى الحاضر.

 

3- فعل الأمر: ما طلب فعله في المستقبل و قد يكون في المستقبل القريب أو المستقبل البعيد، ويسمى أمرا إذا كان من الأعلى إلى الأدنى، كقوله تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ). وإعرابه قل فعل أمر مبني على السكون والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. أعوذ فعل مضارع مرفوع بالضمة في آخره والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. برب الناس الباء حرف جر. ورب اسم مجرور مكسور الآخر وهو مضاف. الناس مضاف إليه مجرور بالكسرة في آخره. والجار والمجرور متعلقان بأعوذ. و إذا صدر هذا الأمر من الشخص إلى من كان في مرتبته يسمى التماسا. و من الأدنى إلى الأعلى يسمى دعاء أو طلبا. قال تعالى: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي). وإعرابه قال فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. رب منادى وحرف النداء محذوف. اغفر فعل طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. ولي جار ومجرور متعلقان باغفر.

الخلاصة: أن الأفعال من حيث الدلالة والعلامات ثلاثة: فعل ماض نحو"ضرب". وفعل مضارع نحو "يضرب".و فعل أمر نحو "اضرب".

 

حكم الأفعال الإعرابي:

1-الفعل الماض الأصل فيه البناء وهو على أحوال ثلاثة:

الأولى: يبن على الفتح إذا لم يتصل بآخره شيء كقوله تعالى: (وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ). وإعرابه: الواو عاطفة. أخذ فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. برأس جار ومجرور متعلقا بأخذ وهو مضاف. وأخيه مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف والهاء مضاف إليه.

أو اتصل بآخره تاء التأنيث الساكنة كقوله تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء). وإعرابه: ورحمتي الواو عاطفة. رحمتي مبتدأ. وسعت فعل ماض مبني على الفتح والتاء للتأنيث والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. كل مفعول به منصوب وهو مضاف. وشيء مضاف إليه مجرور. والجملة الفعلية في محل رفع خبر.

أو اتصل به ألف الاثنين كقوله تعالى: (دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُما). وإعرابه: دعوا فعل ماض مبني على الفتح وألف الاثنين ضمير متصل في محل رفع فاعل.الله لفظ الجلالة مفعول به منصوب بالفتحة في آخره. ربهما بدل من الله منصوب مثله وهو مضاف والهاء مضاف إليه.

الثاني: يبن على السكون إذا اتصل به ضمير رفع متحرك تاء الفاعل كقوله تعالى: (أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ).  وإعرابه: الهمزة للاستفهام. عجلتم فعل ماض مبني على السكون. التاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. والميم علامة الجمع. أمر مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف. رب مضاف إليه مجرور بالكسرة وهو مضاف. وكم ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.

أو اتصل به نا الفاعلين كقوله تعالى: (إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ).  وإعرابه: إنا إن حرف ناسخ ونا اسمها. هدنا فعل ماض مبني على السكون ونا ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. إليك جار ومجرور متعلقان بهدنا. والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن.

الثالث: يبن على الضم إذا اتصل بآخره واو الجماعة كقوله تعالى: (تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ). وإعرابه: تذكروا فعل ماض مبني على الضم وواو الجماعة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. فإذا الفاء عاطفة وإذا فجائية. هم مبتدأ. مبصرون خبر المبتدأ.

وقد يكون بناء الماضي على حركة ظاهرة أو على حركة مقدرة كقوله تعالى: (فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ) .وإعرابه: ألقى فعل ماض مبني على فتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر. موسى فاعل مرفوع بالضمة المقدرة في آخره. وعصاه مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره وهو مضاف والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

 

2- فعل الأمر الأصل فيه البناء على ما يجزم به مضارعه وله أحوال أربعة:

الأولى: أن يكون صحيح الآخر ولم يتصل بآخره شي فيبنى على السكون، مثاله قال تعالى: (قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَّهِّرْ). كل هذه أفعال مبنية على السكون لأنها مجرده لم يتصل بآخرها شيء.

وكذلك إذا اتصل بفعل الأمر نون النسوة يكون مبينا على السكون نحو: ذاكرْن الدرس. وإعرابه: ذاكر فعل أمر مبني على السكون نون النسوة ضمير مبني على الفتح في محل رفع فاعل. الدرس مفعول به منصوب بالفتحة في آخره.

الثانية: أن يتصل بآخره نون التوكيد فيبنى على الفتح نحو: اضربن زيدا. وإعرابه: اضرب فعل أمر مبني على الفتح ونون التوكيد ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل. زيدا مفعول به منصوب بالفتحة في آخره.

الثالثة: أن يتصل به ضمير رفع ألف الاثنين أو ياء المخاطبة أو واو الجمع فيبنى على حذف النون. نحو: تحركا ، تحركي ، تحركوا. فهذه الأفعال مبنية على حذف النون لأنها اتصلت بضمير رفع.

الرابعة: أن يكون معتلا الآخر يعني مختوما بحرف من حروف العلة الألف والواو والياء فيبنى على حذف عرف العلة. نحو: اغز ، واخش ، ارم. فهذه الأفعال مبنية على حذف حرف العلة.

 

3- الفعل المضارع الأصل فيه الإعراب لأنه فيه قوة الاسم و الأصل في الأسماء الإعراب وهو أشبه بالاسم في الصيغة والقوة وهو على أحوال ثلاثة:

الأولى:  إذا لم يتصل بآخره شيء فيعرب على حسب العوامل الداخلة عليه كما سيأتي تفصيله.

الثانية: إذا اتصل بآخره نون التوكيد الثقيلة أو الخفيفة كان مبنيا على الفتح نحو: قال تعالى: (لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ). وإعرابه: اللام موطئة للقسم. ويسجنن فعل مضارع مبني على الفتح ونون التوكيد الثقيلة لا محل لها من الإعراب ونائب الفاعل مستتر تقديره هو. والواو عاطفة. يكونن كسابقه ونون التوكيد هنا خفيفة.        

الثالثة: إذا اتصل به نون النسوة كان مبنيا على السكون كما في قوله تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ). وإعرابه: الواو عاطفة. الوالدات مبتدأ مرفوع بالضمة في آخره. ويرضعن فعل مضارع مبني على السكون ونون النسوة ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل. أولادهن مفعول به والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ.

 

الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء له ثلاثة أحوال:

الحالة الأولى: أن يكون مجردا لم يسبقه حرف عامل. فالحروف التي تسبق الأفعال قسمان حرف عامل و حرف غير عامل، فالعامل: مثل النواصب و الجوازم  و غير العاملة: كالسين و سوف و قد وهذه الحروف لا تعمل في الفعل إنما هي تدخل على الفعل من أجل المعنى، كقوله تعالى: (كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُوْنَ)، فـسوف لم تؤثر في الفعل تعلمون وهو فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، وقال تعالى: (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ). السين لا تعمل أيضا. و (قَدْ يَعْلَمُ الَّلهُ مَا أَنْتُمْ عَليْهِ). فهذه الحروف لا تعمل في الفعل المضارع. إذن في هذه الحالة يكون فيها الفعل المضارع مرفوعا بالضمة الظاهرة على آخره، ومثاله: قوله تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ). وإعرابه: يثبت فعل مضارع مرفوع بالضمة في آخره. الله لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة في آخره. الذين آمنوا اسم موصول وصلته في محل نصب مفعول به.

 

الحالة الثانية: أن يسبق الفعل المضارع ناصب من النواصب الثمانية عشرا، ففي هذه الحالة يصير الفعل منصوبا بالفتحة الظاهرة أو المقدرة. والمثال على ذلك في قوله تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُوْدُ و لا النَّصَّارَىْ). وإعرابه: الواو حسب ما قبلها. لن حرف نصب ونفي. وترضى فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة المقدرة في آخره. عنك جار ومجرور متعلقان بترضى. اليهود فاعل مرفوع بالضمة في آخره. الواو عاطفة. ولا نافية. النصارى فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على آخره لفعل محذوف تقديره ترضى دل عليه ما سبق.

 

الحالة الثالثة: أن يسبق الفعل جازم من الجوازم فيكون الفعل مجزوما و علامة جزمه السكون و الشاهد من كتاب الله: (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ). وإعرابه: لم حرف جزم ونفي وقلب. يلد فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة لم يولد معطوفة على الأولى وإعرابها كما سبق.

 

الخلاصة:

1- فعل الماضي مبني وله ثلاثة أحوال تارة يبنى على الفتح وتارة يبنى على السكون وتارة يبنى على الضم.

2- فعل الأمر مبني على السكون إلا إذا اتصل به نون التوكيد فيبنى على الفتح أو اتصل به ضمير رفع فيبنى على حذف النون أو كان معتل الآخر فيبنى على حذف حرف العلة. 

3- فعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء معرب مرفوع بالضمة منصوب بالفتحة و مجزوم بالسكون إلا إذا اتصل به نون التوكيد فيبنى على الفتح. أو اتصل به نون النسوة فيبنى على السكون.


 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية