اطبع هذه الصفحة


جدلية الجـنــس و الصـفـة

م. عبد اللطيف البريجاوي

 
كلما طالعت كتاب الله وقرأت فيه توقفني وبدهشة تلك الآيات التي تتكلم عن بني اسرائيل وكيف فصل الله لنا من أحوالهم وصفاتهم وغدرهم ومكرهم وإلى ما هنالك من هذه الصفات أو تلك ولطالما تعجبت من هذا التبيان وهذا التفصيل !!
ولطالما سألت نفسي لماذا هذا التفصيل ؟ ولم هذا الإسهاب ؟
وكان الجواب يأتيني من بعض الأخوة: إن الله فصل من أجل العظة والاعتبار!!
لكن هذا الجواب لم يشف غليلي ولم يرو ظمئي!!
قرأت في كتاب الله فوجدت كيف أن الله تكلم عن قصة البقرة بإسهاب وتفصيل حتى وصل اليهود إلى درجة من المراوغة والاحتيال وهم يقولون " إن البقر تشابه علينا...."

وقرأت في كتاب الله كيف أن بني إسرائيل برروا لأنفسهم كثيرا من الأعمال كما فعلوا في قصة أصحاب السبت " واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون" (163)الأعراف

وقرأت في كتاب الله فعلمت أن اليهود كاذبون " سماعون للكذب .." (41) المائدة و سماعون صيغة مبالغة تأخذ معنى يتلذذون بسماعهم للكذب

وقرأت في كتاب الله فعلمت أن اليهود محرفون " فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون"(59) البقرة

وقرأت في كتاب الله فعلمت أن اليهود حريصون على الحياة أشد الحرص " ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا "(96) البقرة

وقرأت وعلمت وكلما قرأت ارتقيت لأني علمت
ولكن مازال السؤال يؤرقني لماذا هذا الإسهاب و لم هذا التفصيل ؟؟؟
حتى أرشدني الاستقراء إلى أن الله سبحانه وتعالى يقص علينا هذه القصص من بني اسرائيل تحذيرا لنا ولأنه علم في سابق علمه أنه سيكون من هذه الأمة فئة تتصف بصفات بني إسرائيل وتحذو حذوهم وتسير على خطاهم من أجل هذا السبب وغيره كرر القرآن الكريم هذه القصص .

إن كثيرا من العرب الآن يتصفون بصفات حذرنا الله سبحانه منها لأنها كانت صفة يتصف بها بنوا إسرائيل
ففتنة النساء والتبرج الفاضح كانتا أول فتنة بني إسرائيل وهما الآن بين صفوف العرب كادتا تفوقان بل هما تفوقان ما كان في بني إسرائيل
وأكل الربا .. وعدم التناهي عن المنكر... والحرص على الحياة ....و ...
كلها صفات يتصف (بعض ..)العرب بها , بل أغلبهم
وأخطر من ذلك كله والذي جعل اليهود ينتصرون علينا أنهم يقاتلون بعقيدة اليهود ونقاتلهم بعقائد عديدة ليس في واحدة منها عقيدة القرآن
ومن هنا فعندما سنقف أمام الله سبحانه وتعال يوم القيامة عن أي شيء سيحاسبنا عن جنسنا العربي أم عن صفاتنا ؟؟
عن جنسنا الذي نتفاخر ونتباهى به أم عن التزامنا وأخلاقنا وصفاتنا الكسبية ؟؟
إنه سؤال بإجابتنا عليه إجابة صحيحة قد تتغير كثير من الاستراجيات والمنهجيات وربما كثير من الخطط والمناهج والأهداف
فالصفة هي مناط المساءلة و محورها والصفة هي مناط التكليف والتشريف عند الله ولن يغني عنا نسبنا العربي ولو كان من نسل أشرف الخلق عليه السلام إذا لم نتصف بصفاته وننتهج منهجه

فإلى الاتصاف أيها العرب بالصفات التي طلبها الإسلام

كفانا مفاخرات باليات    بجدود وعهود سابقات
حسبنا منها ستغني    تقصيرنا يوم الصاعقات

 

م. البريجاوي
  • عبير الإسلام
  • إليك أخي ...
  • فقه الأسرة المسلمة
  • تدبرات قرآنية
  • في رحاب النبوة
  • كتب
  • أطياف الهداية