اطبع هذه الصفحة


ألــم و آلام

م. عبد اللطيف البريجاوي

 
الحمد لله والصلاة على رسول الله وبعد:
جاءتني تطلب الطلاق بعد سبع وثلاثين عاما ....!!
وعندها من الأولاد تسعة... !!!
خمس من الذكور وأربع من الإناث....!!!
وعندها من الأصهار أربعة ومن زوجات البنيـن ثلاثة...!!!!
وعندها من الأحفاد عشرة ....!!!!!
أما السبب فإنها لم تستطع أن تتفاهم معه ...!!!!
قلت لها كم بقي من العمر هلا انتظرت خمس عشر سنة أخرى لعل الله يحل هذه المشكلة بينكما بوفاة أحدكما .
فأجابت مستطردة لم أعد أحتمله ولا أستطيع التفاهم معه .....
قلت سبحان الله هذه إحدى المشاكل العديدة والمتنوعة في المجتمع ثم جلست أفكر بهذه القصة وتراودني أسئلة كثيرة
ألم يستطع أحد الزوجين أن يخفض جناحه للأخر؟؟؟
ألم يستطع الزوجان أن يجدا نقاطا مشتركة يسيران عليها في حياتهما ؟؟؟
ألم يستطع الزوجان أن يبتعد كل واحد منهما عما يزعج الآخر ؟؟
ألم يتدخل الأولاد والبنات والأصهار في توضيح الصورة للزوجين ؟؟؟؟
ألم ......ألم ......ألم .......حتى أصابني من هذه الأسئلة ألم ...
ثم رحت أكبر الصورة الاجتماعية شيئا فشيئا حتى تشمل المجتمع المسلم كله فرأيت أن المجتمع المسلم كله بأطرافه المختلفة يشبه هذه الأسرة الممزقة .
نشتم نقذف نتشاجر نحسد نبغض نتفاخر
وكل منا يتهم الآخر
هذا هو حال المسلمين لا أحد يستوعب الآخر ولا أحد يرى الفضل للآخر فكل واحد بدأ الإسلام من عنده و لربما فكر بأنه سينتهي عنده
مع أن الاسلا م وجه إلى الاعتراف بفضل الآخرين وذلك نلمسه واضحا وجليا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة قال فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين "البخاري
فانظر كيف اعترف الرسول الكريم بالبناء كاملا ولم يحقر هذا البناء إنما جاء مكملا له ومتمما وأنه مجرد لبنة ولبنة واحدة فقط .!
وكل مسلم هو حلقة من سلسلة من الحلقات فلا بد أن يعترف بالحلقة التي قبله ويمسك بالحلقة التي بعده حتى تصبح هذه الحلقات متينة وقوية
وهذا الحديث يعطينا كيف نتواضع لجهود الآخرين وإن لم تبلغ الكمال وإن لم تنجح وكانت في طريق النجاح وكم نحتاج إلى هذا فهاهو النبي الكريم يعترف بجهود من قبله متواضعا لهم مع أن جهودهم لم تبلغ الكمال ولم تصل إلى الدرجات العلى .
فكم نحن بحاجة إلى الأرضية التي ننسج من خلالها احترام الآخر والاعتراف به وخفض الجناح له وعلى ذلك ربى الرسول الكريم صحابته الكرام فجاؤوا أئمة هداة جابوا الدنيا ونشروا العلم والأمان
فيا ربنا أكرمنا بالبصيرة وإتباع الكتاب والسنة المطهرة ..آمبن

 

م. البريجاوي
  • عبير الإسلام
  • إليك أخي ...
  • فقه الأسرة المسلمة
  • تدبرات قرآنية
  • في رحاب النبوة
  • كتب
  • أطياف الهداية