خطأ في تفسير نظام العمل ، ولكن ..

سلطان بن عثمان البصيري

جاء في المادة الرابعة بعد المائة من مواد نظام العمل والعمال الصــــادر بالمرسوم الملكي رقم ( م / 51 ) وتاريخ 23 / 8 / 1426 هـ ما نصّه :
( يوم الجمعة يوم الراحة الأسبوعية لجميع العمّال. ويجوز لصاحب العمل بعد إبلاغ مكتب العمل المختصّ أن يستبدل بهذا اليوم لبعض عمّاله أيّ يوم من أيام الأسبوع ، وعليه أن يمكنّهم من واجباتهم الدينية ، ولا يجوز تعويض يوم الراحة الأسبوعية بمقابل نقدي ).
لعلّك تلحظ أخي القارئ الكريم أن المادة تطرّقت إلى استبدال يوم الجمعة كإجازة بغيره من أيام الأسبوع فلا يصّح استناد بعض الكُتّاب لهذه المادة في تبرير القرار الذي صدر من إحدى الجهات الخاصة بشأن منح موظفيها يوم إجازة بالإضافة إلى يوم الجمعة.
ثُمّ إنّك تلحظ أخي القارئ أيضاً أنّ المادة جعلت استبدال يوم الجمعة جُزئياً على بعض العاملين ، ولعلّ المنظّم راعى أثناء وضع النظام أن بعض المُنشآت قد يكون فيها بعض العاملين من غير المسلمين الذين هم مُجبرون حسب دياناتهم بترك العمل في يوم غير الجمعة.
ولكن بالمناسبة أقول : كثيرٌ هم المتأثرون بأفكار غربيّة وغريبة عن مجتمعنا تجدهم يحتقرون أهل الديانة من المسلمين ، لا سيّما علماءهم ، فيتلقى هؤلاء المتأثرون بقبولٍ ما يوحيه إليهم شياطينُهم من الجنّ والإنس ، فهم يوحون لهم بأنّ أهل الديانة من المسلمين يجهلون كثيراً من الأمور الدنيوية ولا يُجيدون غير تعلّم أحكام عباداتهم ! مع إدراكهم أن علماء المسلمين بلغوا شأواً عظيماً في العلوم كافّة ، ولكنّ هؤلاء كعادة أسلافهم الذين قال الله تعالى فيهم ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظُلماً وعلواً ) ، ولهذا فليس غريباً أن تجد النُّتَفَةَ منهم يهرِف بكلامٍ يظنّ أن لن يعرف عواره أحد.
 

سلطان بن عثمان البصيري