اطبع هذه الصفحة


مما ينبغي عمله ضد المستشرقين

سلطان بن عثمان البصيري


الإستشراق أسلوب فكري غربي يتمثّل في دراسات أكاديمية يقوم بها غربيون من الدول الاستعمارية للشرق بهدف السيطرة عليه على الأصعدة كافة.
فالاستشراق ذو ارتباط بالاستعمار وله ارتباطه أيضاً بالتنصير.
وإن كان الإستشراق اليوم يتخذ أبعاداً جديدة وخطيرة في الوقت نفسه فإنه امتداد لموقف أعداء الإسلام من الكفار – لا سيّما اليهود والنصارى – .

وإن مما يبيّن خطر المستشرقين اليوم أنهم قد أُنشئ لخدمتهم جمعيات استشراقية – لا سيّما في تلك البلاد الداعمة لهم والمنتجة لهم كفرنسا وبريطانيا وأمريكا – ، فعلى سبيل المثال : الجمعية الآسيوية الفرنسية التي تأسست في باريس سنة 1822 م ، والجمعية الشرقية الأمريكية والتي أنشئت سنة 1842 م ، ومعهد الشرق الأوسط الذي أنشئ تحت رعاية الحكومة الأمريكية في واشنطن سنة 1946 م ، وغير ذلك من الجمعيات كثير ، بل أنشئ لخدمتهم مؤسسات أكاديمية تقوم بالدراسات الاستشراقية تابعة للجامعات ، وهي فكرة بدأ العمل بها سنة 1795 م ، ومن أمثلة ذلك : مدرسة ( كليّة ) الدراسات الاستشراقية والأفريقية بجامعة لندن.
ولتأكيد عداء المستشرقين للإسلام وقصدهم الإساءة إليه نورد بعض الأمثلة على ذلك مما نقله الأستاذ أحمد غراب في كتابه ( رؤية إسلامية للاستشراق ) :
( 1 ) زعم المستشرق جوسـتاف فيل في ( كتابه عن النبي محمد – 1843 م ) أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان ينتابه شيء يشبه الحمى ، وما كان يسمعه من صوت كصلصلة الجرس ليس وحيا ، وإنما هو نوبات صرع واضطرابات عصبية.
( 2 ) زعم المستشرق أليوس سبرنجر في كتابه ( عن حياة محمد وتعاليمه – 1861 م ) أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – كان مصابا بالصرع والهستيريا معاً.
( 3 ) زعم المستشرق تيودور نولدكه في كتابه ( عن تاريخ القرآن – 1909 م ) أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كانت تنتابه نوبات عنيفة من الانفعال جعلته يظن أنه تحت تأثير إلهي ( أي يظن أنه يتلقّى وحياً ).
( 4 ) زعم المستشرق صمؤيل مرجليوث في كتابه ( عن محمد وظهور الاسلام – 1905 م ) أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – بادعائه الوحي قد ضللّ لناس عمداً.
وغير ذلك من ضلالاتهم وشبههم.

وإن مما يؤسف له أن كثيراً من المسلمين ممن بهرتهم الحياة الغربية وتحت تأثير الهزيمة النفسية أمام الغزو الفكري قد يدافع عن المستشرقين بوجه عام – خصوصا مستشرقي العصر الحديث – بحجة أن كثيراً منهم غيّر نظرته وقصده ، بل أصبح يخدم الاسلام !! ، فكيف يكون ذلك وهم لازالوا على عمل أسلافهم ، بل أزيد.
هذا وإن كشف زيف هؤلاء لهو من أفضل أنواع الجهاد ، ولذا قال الله – تعالى – : ( فلا تطـع الكافرين وجـــاهدهم به جـهاداً كبيرا ) ، فينبغي على كل من آتاه الله علماً وفقهاً أن يرد عليهم باطلهم ، لذا فليت بإنشاء دائرة تُعنى بالرد على نتاج المستشرقين من ضلالاتهم وشبههم إضافة إلى العناية بنشر التأصيل العلمي في المسائل التي ينالون منها.
 

سلطان بن عثمان البصيري

 

سلطان البصيري
  • مقالات ورسائل
  • الصفحة الرئيسية