اطبع هذه الصفحة


وقفة حول الأندية الرياضية النسائية

سلطان بن عثمان البصيري


كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يولي لمآل أي قرار يريد اتخاذه اعتباراً ، ويشهد لهذا وقائع كثيرة ، منها قول عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – له في غير ما واقعة : ( دعني أضرب عنق هذا المنافق يا رسول الله ) فكان يقول – صلى الله عليه وسلم : ( لا ، لئلا يتحدّث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ). فانظر أخي القارئ الكريم كيف اعتبر النبي – صلى الله عليه وسلم – مآل الأمر وهو أنه يؤول إلى مفسدة أعظم من مصلحة قتل المنافق.
ومما لاشكّ فيه أن أهل بُعد النظر وأصحاب النظرة الكليّة أو الشموليّة يتفقون على أن النظر إلى ما يؤول إليه القرار إن سلباً أو إيجاباً لابدّ منه ، سواءٌ كان القرار شخصيّاً أو عامّاً.
ومن أجل هذا فإن العجب يمتلك المرء عندما يسمع من بعض من يُصنّف على أنه من العقلاء التشنيع على علمائنا عندما يعتبرون هذه النظرة في فتاواهم وهي ما تسمى في أصول الفقه بسدّ الذرائع.
نعم .. العاقل لا يقبل الوسوسةَ والشكّ عند دراسة أمر أو النظرةَ السوداويةَ لمآله لكن العاقل إذا غلب على ظنّه شيء أخذ بتلك الأغلبيّة.
أخي القارئ الكريم .. لعل ما أريده وَصَلَ إليك ، فعلماؤنا إن منعوا في فتاواهم من شيء في أصله مباح فإنهم لم يمنعوا منه إلا لأنه سيفضي إلى محرّم أي سيكون ذريعة لمحرّم ، فليس خافياً أن المحرّم إما أن يكون محرّماً لذاته كالقتل والزنا أو يكون محرماً لغيره أي بسبب غيره ، ومعناه أن الفعل في أصله مباح لكن قام أو ارتبط بذاته فعل محرّم فيكون محرّماً من أجله مثل النظر لوجه المرأة المحرم بشهوة ، فالنظر لوجه المرأة المحرم في أصله مباح ولكن من أجل الشهوة التي ارتبطت به صار محرّماً.
وعلى هذا فلا مانع شرعاً من أن تزاول المرأة الرياضة لكن إيجاد الأندية الرياضية النسائية سيؤول إلى ما لا تُحمد عقباه من اختلاط المرأة بالرجال بدايةً من إدارات الأندية ، وكذلك السفور الذي يحصل مع اللباس الرياضي ، بالإضافة إلى ظهور المرأة بمشاركاتها الرياضية في الإعلام ، وهكذا شيئاً فشيئاً ، ولنا في دولٍ قريبةٍ أسوة.
ولهذا فمنع إقامة أندية رياضية نسائية لم يُفت به علماؤنا من فراغ.
 

سلطان بن عثمان البصيري

 

سلطان البصيري
  • مقالات ورسائل
  • الصفحة الرئيسية