اطبع هذه الصفحة


التسمية لا يُعلّق بها حكم

سلطان بن عثمان البصيري


خرجت فتاوى هذه الأيام تُفرّق بين المتماثلات بحجة اختلاف مسميّاتها ، وهذا خطأ ، فالشريعة لا تعلّق الأحكام إلا بحقائق الأشياء ، فالخمر مثلاً محرّمة سواء سمّيت باسمها أو غيره كالشراب الروحي ونحوه ، لأن حقيقتها على ما هي عليه. وكذلك تعظيم أيّ يوم غير عيدي الفطر والأضحى كعيد الميلاد محرّم ، سواء سمّي بعيد أو يوم أو ذكرى أو غير ذلك.فإلى الله المُشتكى من فتاوى غريبة تُطالعنا بين الحين والآخر.
ووجه الغرابة في تلك الفتاوى مخالفتها لعلوم اللغة العربية وأصول الفقه.
تلك العلوم التي لابدّ منها لمن يتصدّر لإفتاء الناس.
- كيف يَستنبط أحدُهم حكماً من آية لا يعرف إعرابها ! ، والقرآن نزل بلسان عربي.
- كيف يُخصص أحدُهم حكماً لحديث عام وهو لا يعرف متى وكيف يكون التخصيص.
ويزداد الطين بلّة عندما يلمز أحدُهم أسلافَه من أهل العلم بأنهم لم يُدركوا ما أدركه من العلم والفقه بواقع الناس !! ، في صورةٍ منه يملؤها العجبُ والغرورُ !

فله أقول :
- من نقل إليك العلمَ ؟
- من سطّر متونَ العلمِ وشرحَها ؟
- من صنّفَ أمهاتِ الكتب وشرحَها ؟
- جئني بكتابٍ من فقهاء هذا العصر يُضاهي كتابَ الروض المُربِع في براعة صياغته !! فقد عرف الفقهاءُ من ذلك الكتاب أموراً عجيبة .. منها أنه يجمع لك بضعاً من المسائل في جملة واحدة .. وإذا ضمّنها كلمة ( ولو كذا ) كانت الإشارة منه لخلاف في المسألة.
- ألا يسعك ما وسع الإمام أبا عمرو بنَ العلاء – رحمه الله – إذ قال : ( ما نحن في من مضى إلا كبقلٍ في أصول نخل طوال ).

 

سلطان بن عثمان البصيري

 

سلطان البصيري
  • مقالات ورسائل
  • الصفحة الرئيسية