اطبع هذه الصفحة


تساؤل حول انتخاب المرأة في المجالس البلدية

سلطان بن عثمان البصيري


عندما ننظر في أكثر دول العالم من حولنا نجد أن أعضاء البرلمانات ترشحوا لها من المجالس البلدية ، وبعضهم لم يتوقف به الأمر ليكون عضواً في البرلمان بل صار وزيراً وآخر رئيس دولة وثالث وصل لمنصب رفيع ، وأجزم بأنّ هذا المآل هو السبب الذي من أجله يُمانع البعض لدينا من مشاركة المرأة في الانتخابات ، فالانتخابات بداية الطريق .. انتخاب ثم ترشّح ثم منصب في المجلس البلدي ثم الشورى ثم .. الخ ، فمن ينظر المآلات يقول هذا ، أما من يكتفي بنظرة آنية لا يرى بأساً بذلك.

ولكن التساؤل الذي وردني بعد أن قلت في كلام سابق عن انتخاب المرأة : ( إنه لم يأت لفظ صريح في الاتفاقيات الدولية عن الانتخاب ) في رسائل توالت على بريدي وكانت تلك الرسائل متعجّبةً من هذا الكلام ، لأن المادة السابعة في الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة لعام 1979والتي انضمت لها المملكة كان نصّها : ( تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز في الحياة السياسية والعامة للبلد ، وبشكل خاص تكفل للمرأة على قد المساواة مع الرجل الحق في : أ - التصويت في جميع الانتخابات والاستفتاءات العامة ، وأهلية الانتخاب الهيئات التي يُنتخب أعضاؤها بالاقتراع العام ). انتهى.

وفي الحقيقة أن الصياغة عند التأمّل لا يُفهم منها الصراحة في الإلزام ، فالتقييد اللاحق للفظ التدابير وهو لفظ ( المناسبة ) يُمكّن الدول الأطراف من استبعاد غير المناسب من التدابير.

صحيح أن لفظ التدابير عام لدخول ( ال ) الجنسية عليه ، ولكن قيد ( المناسبة ) لم يُبقه على عمومه ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فقولي : (إنه لم يأت لفظ صريح في الاتفاقيات الدولية عن الانتخاب ) ، قصدت به الصراحة في الإلزام بانتخاب المرأة ، فـ ( ال ) في لفظ الانتخاب في كلامي للعهد ، أي ( ال ) العهديّة ، وما عُهد انتخاب في الكلام إلا عن انتخاب المرأة.

هذا مع التأكيد على أنّ الاتفاقية الدولية ليست قانوناً بالمعنى الحقيقي لأنها تختلف عن القانون في مصدري التشريع والقضاء ، وكذلك فإن قواعدها – أي الاتفاقية – تفتقر إلى بعض خصائص القاعدة القانونية مثل الجزاء عند مخالفتها ، فغايته قطع العلاقات والشطب من الاتفاقية.

بل أضحت الاتفاقيات عند الدول الكبرى حبراً على ورق ، كالاتفاقيات المتعلقة بأسرى الحرب وغيرها ، وما يحدث في دول المسلمين المستضعفين شاهد ، وبالله التوفيق.

سلطان بن عثمان البصيري

 

سلطان البصيري
  • مقالات ورسائل
  • الصفحة الرئيسية