اطبع هذه الصفحة


الليبرالية في السعودية .. سحابة صيف

سلطان بن عثمان البصيري


من يدّعون أنهم ليبراليّون في السعوديّة هم في الحقيقة من أطياف عدّة سنَّة وغيرهم ، وقد أضحى مصطلح ليبراليي السعوديّة غطاءً لمشاربهم المتعددة ، ولكن هم أبعد ما يكونون عن الليبرالية بمعناها ومبناها وارتباطها بالسياسة كالعلمانية أنموذجاً وارتباطها بالاقتصاد كالرأسمالية أنموذجاً كذلك ، لأنهم حوّروها لما يُريدون ولم ينتهجوا نهجَ أربابها ، لكن الذي يجمعهم بالليبرالية هو حبّ الهوى فحسب باسم حريّة الفرد ، والهوى عندهم تبعٌ لما يوحيه الشيطان في أنفسهم.
ولا قضيّةَ لدى من يدّعون أنهم ليبراليّون في السعوديّة إلا شهوتُهم من خلال الدينار والمرأة ، فالمرأة لا تهمّهم كرامتها أو ما لها من حقوق وان ادّعوا ذلك ، بل يهمّهم أن يروها كاسية عارية ، بل ربّما كان طموحُهم أبعدَ من رؤيتها ، وهذا أمرٌ يطول الكلام فيه ، وأمّا الدينار فحدّث ولا حرج عن جمعهم له ولو من غير حلّه.
ولقد رزئت الأمَّة بجنايتهم على أهليهم في ديار الإسلام ، إذ إن الواحد منهم ما هو إلا بوق لأعداء الإسلام يُزعجُ بما يُلقَى فيه ، لكن مما يُبشّر أن صولتَهم ستكون كسحابةِ صيفٍ سريعاً ما تنقشع بإذن الله ، لأنهم لا إمام لهم ولا منهج لهم ولا مبادئ عندهم ، وكأني أراهم ينطبق عليهم كلام الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله عن أدعياء السلفية ( في رسالة تصنيف الناس ) إذ قال وكان بأمر الله ما قال : ( لكن ممّا يُطمئن أن هذه وعكةً مصيرُها إلى الاضمحلال ، ولوثةً وافدةً تنطفي عن قريب.

وعودةُ المنشقين إلى جماعة المسلمين أن تعلم :
- أن هذا التبدد يعيش في أفراد بلا أتباع ، وصدق الله : ( وما للظالمين من أنصار ) ، ومن صالح الدعاء : ( ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ) وقوله تعالى : ( ربِّ فلا تجعلني في القوم الظالمين ).
- وأن هؤلاء الأفراد يسيرون بلا قضيّة.
- وأن جوَلانهم هو من فزع وثبة الانشقاق ، ولهذا تلمس فيهم زعارةً وقلةَ توفيق.
فلابد بإذن الله أن تخبوا هذه اللوثةُ ، ويتقلّص ظلُّها ، وتنكتم أنفاسُها ، ويعود المنشقُ تائباً إلى صفّ جماعة المسلمين ، تالياً قول الله تعالى ( ربِّ نجني من القوم الظالمين ) انتهى.
وبالله التوفيق.
 

سلطان بن عثمان البصيري

 

سلطان البصيري
  • مقالات ورسائل
  • الصفحة الرئيسية