صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الغرب في قفص الاتّهـام
- رؤيــة مـن الداخــل - (1)

د.عبد المعطي الدالاتي

 
" ترتقي الحضارة بالروح والفكر ، وتنحدر بالغريزة "
- المفكر مالك بن نبي -

تعاني الحضارة الغربية من الوقوع في مأزق كبير بدأ ينحدر بها إلى الهاوية ، سبّبت هذا المأزق عوامل كثيرة منها :
اختلال التوازن بين المادة والروح ، وانفصال العلم عن الإيمان والخلق والضمير ، وانفصال الحياة عن الهدف والمصير .
فلقد أثخنت الغربَ الجراح ، ورُبّ جرح أوقعَ في مَقتل .
ونحن المسلمين لا نتمنى لهذه الحضارة أن تسقط ، وإنما نرجو لها أن تؤمن بالله ورسله .
وإن الجوانب المضيئة من هذه الحضارة ، هي إرث إنساني وإسلامي بشكل خاص ، فلا مصلحة إذن لأي إنسان في أن يتهاوى صرح هذا الإرث .
على أن سقوط الأقوياء لن يُقوّي الضعفاء في شيء ! ولن ينقذهم من تخلفهم ، فليس ينفعنا أن نظل سادرين في غرف الانتظار ننتظر سقوط الحضارات!
وإنما الذي ينفعنا هو التزامنا بالأمر الإلهي الأول ((اِقرأ باسْمِ ربك)) .
ويبقى الدرس الذي نتعلّمه من الغربيين هو ألا نسقط فيما سقطوا فيه .
لقد تنبّه العقلاء من المفكرين الغربيين إلى السيرورة الهابطة لحضارتهم ، فراحوا ينبّهون أقوامهم ، ويقرعون أجراس الخطر لتجنب سقوط هذه الحضارة .
كما راحوا يدرسون آفات هذه الحضارة وأعراضها ، ويضعون الخطط و"الوصفات" في محاولة لإنقاذها قبل الاحتضار بنقل دم جديد في عروق متصلبة !

و فيما يأتي سنطلّ "برؤية داخلية" على مشاهد من الليل البهيم الذي يلف هذه الحضارة .
ترسم هذه المشاهدَ صرخاتُ الحيرة والعبث والاستلاب والاغتراب التي يُطلقها الإنسان الغربي ،
كما ترسمها الصرخات المنذرة التي يطلقها المفكرون الذين يحاولون – ظنّوا – محوَ الظلام بمصابيح خافتة ، ناسين أو متناسين أن الظلام الحالك لا يكشفه إلا الفجر الساطع الذي بدأت طلائعه تتجلى في القلوب التي ملّت الظلام فأشرقت بنور الإسلام ..

مَنْ كانَ يحملُ في جوانحِهِ الضُّحى *** هَـانَتْ عليهِ أشعـةُ المصبـاح ِ

إن مثل هؤلاء المصلحين كمثل الزّراع الذين أبصروا شجرة عليلة ، فتوهموا أن منبع الفساد في بعض أغصانها ، فراحوا يُضيّعون وقتهم في قطع هذه الأغصان ، أو في طلائها بالألوان !
إنهم لا يعلمون أن منبع الفساد في جذور هذه الشجرة ! (( وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا ))(1).
ورُبّ ضارّة نافعة ، فهذا الليل الجاثم على صدر الغرب هو الذي حدا المهاجرين الجدد إلى الإسلام ، والعسرُ مقدّمة اليسر .. ومن رحِم الظلام يولد الفجر ! ولن تنبت الحبة إلا إذا دُفنت في التراب .

يقول الدكتور عبد الكريم بكار : "إن جزءاً من انتصار الإسلام لن يكون بالجري وراء العالم لإصلاحه ، ولكن بعودة العالم إليه بعد انسداد السبل أمامه ، وإن الوقت يعمل لصالح هذا الدين"(2).

وهذه نُقول غربية ملتقَطة من أقوال مشاهير الغربيين – حكماء وسفهاء – .
هذه الأقوال ترسم الملامح الحقيقية للإنسان الغربي والحضارة الغربية ، وهم بلا شك أعلم بأنفسهم منّا بهم .

تشوّقُ طيرٍ لم يُطعه جناحُ !
يقول الفيلسوف نيتشه : "بدأتُ مغامراتي الفكرية ، وفررتُ من الحيرة إلى الإلحاد ، فازدادت حيرتي ! فإلى أين أتجه ! أفلا يجدر بي أن أعود أدراجي إلى الإيمان ، أو أن أوفّق لإيمان جديد ؟!
ويقول :" أنا لا أريد أن أكون نوراً لأبناء هذا الزمان ، بل أريد إيراثهم العمى!…
وكل مولود جديد يأتي برجس إلى العالم ! فإياكم وممارسة الفضائل ! ولنكن أعداء فيما بيننا ، وليحشد كل منا قواه ليحارب الآخرين !
فخير السلام ما قَصُرت مدته !! وإن من الخير أن تكون الأقذار كثيرة في هذا العالم ! فلا معنى للوجود ، والحكمة قاتلة !"(3).

ولعل الدكتور محمد إقبال لم يكن مُبعِداً إذا وصف نيتشه بقوله : "مجنون ولج مصانع الزجاج ! إذا ابتغيت نغمة ففرّ منه ، فليس في نايه إلا قصف الرعد ، وقد دفع مبضعه في قلب الغرب!" .

لمثل كلامك حُمِد السكوت
وفيلسوف غربي آخر ! هو جان بول سارتر ، الوجودي الذي ساهم في تشكيل عقول الملايين من الغربيين وأذيالهم ، يقول : " الجحيم هم الآخرون ، وإنني أطلب العار والدمار والاحتقار، لأن الإنسان خُلق ليقضي على الإنسان في داخله ، وليفتح روحه لجسد الليل المظلم(4)
ويؤكد سارتر عواطفه الهابطة في سيرته الذاتية عندما يتكلم عن أبيه : " ليس هناك أب صالح، تلك هي القاعدة! كان ذلك المرحوم - يعني أباه - قليلاً ما يعنيني ، بل إن هذا الأب ليس حتى ظلاًّ - كل ما في الأمر أننا كلينا مشينا ردحاً من الزمن على الأرض نفسها(5)!!
كنتُ أملك حق العبوس في وجه الكون … كنت أتذوّق متعة الحقد " .
ثم يرتقي سارتر في (إنسانيته) ليقول : " إنني كلب أتثاءب والدموع تسيل ... إنني ذبابة أتسلق على الزجاج ثم أتدحرج ! وأعود إلى التسلق !
إنها منتنة ، تلك هي حُبكة حياتي ! وما من شك في أن نفس الكلب المعتمة أقدر بما لا يقاس على تلقّي ذبذات الفكر من نفسي ! إنني أنظر إلى حياتي عبر موتي ! فهل يُتصوّر أمني وسكوني؟!"(6).
"رأيت ذبابة على النافذة فقتلتها ، ما كان ينبغي لي أن أقتلها ، لقد كانت من جميع المخلوقات الكائن الوحيد الذي يخافني ! فأنا الآن لا أهمية لي بعدُ في نظر أحد ! إنني ذبابة ولقد كنت كذلك دائماً !"(7).
ويحاول سارتر أن يرتقي ويتحرر فيكتب : "كان يطلق النار على الناس ، على الفضيلة ، على العالم كله ، لقد كان رأسه ملتهباً … كانت الطلقات تنطلق حوله حرة في الهواء ! لقد أطلق الرصاص ! لقد اغتسل ! إنه قوي للغاية … إنه حر !"(8).

دعاةٌ على أبواب جهنم
وليست حال (ألبير كامو) صديق سارتر بأفضل منه ، فها هو يقول : " ينبغي ألا نؤمن بأي شيء في هذا العالم سوى الخمر!(9)
لو أني شجرة بين الشجر فقد يُصبح لهذه الحياة معنى ، ولعلها تصبح أفضل !(10)
فالإنسان تناقُض وسُخف ولا معقول ، بلا غاية أو هدف ، مصيره الانتحار !" .

زهــرة فــوق قـــبر
ولعل ثالثة الأثافي ، الكاتبة الوجودية (سيمون دي بوفوار) ، كانت أصدق في التعبــــير وأقـــرب إلى البوصلــــة .
وهــا هي تكتب في إحدى تداعياتها : " إن الشيخوخة تترصّدني في قعر المرآة ، وسوف تستولي عليّ ،
لقد فقدت تلك القدرة التي أملكها لفصل الظلمات عن النور … فسعادتي تصفّر وتنحلّ … والساعات العجلى تسوقني مسرعة نحو قبري ! وأنا الآن وحدي ، فواحد وواحد يساويان واحداً ! أي سوء تفاهم!"(11).
"كنا نشرب كثيراً لأن الخمر كانت متوفرة ! ثم لأننا كنا بحاجة إلى أن نتخلص من عُقدنا … لم يكن بوسع الاطمئنان أن يكون حليفنا ، كان العالم يعاكس أهواءنا المنكوسة ، فكان يجب علينا أن ننساه ، بل أن ننسى أننا ننساه!"(12).

أيـــن المفـــــرّ ؟
يقول الوجودي فتزجيرالد في "الضربة القاصمة":" أكره الليل لأنني لا أستطيع النوم ، وأكره النهار لأنه يقود إلى الليل"

سلاسل لا حُلي
" من نواح كثيرة يشبه إنسان العصر الحيوان البري المأسور في حديقة الحيوانات ، فالإنسان اليوم ليس غريباً عن أخيه الإنسان فحسب ، بل الأهم أنه غريب معزول عن أعماق ذاته"(13).

ولا نجمَ يبدو به يُهتدى
يقول سلا كروا في" ليالي الغضب" : " في داخل نفسي أحسّ بأنني ضال حائر ، ألهث وراء البحث عن فكرة غير مزيفة ، فكرة توازي في قيمتها ما أوازيه أنا في قيمتي … إني أحاول عبثاً أن أحتفظ بالأمل في أن أعيش سلاماً مع نفسي …
إنني أعيش في حالة عدم تفاهم مع عدم تفاهمي نفسه ! وإن عصر الانتحار قد فتح أبوابه"(14).

من عجز أن يعلو فلن يعجز أن يهبط
"على المرء أن يبحث عن طريقة يوجد بها علاقة بينه وبين شيء ! إذا لم تكن بينه وبين الناس ، فبينه وبين فراش … أو مرآة أو سجادة ! حقاً لقد أصبح الاتصال بالناس حُلماً بعيد المنال !"(15).

مــن تألّـم تكلــم
يقول الشاعر الالماني بروشرت:" نحن جيل بلا عمق ، فعمقنا هو الهاوية .. نحن جيل بلا دين ولا راحة .. حُبّنا وحشية ، وشبابنا بلا شباب !
إننا جيل بلا قيود ولا حدود ولا حماية من أحد" .

صراع الفأر في المصيدة
ويتساءل (تنسي وليامز) : "لماذا تبدِّد حياتك هباء يا بني ؟! وكأنها شيء كريه مزرٍ عثرت عليه في الطريق؟!" ويجيب شوبنهور : "إن الأصل في الحياة هو العذاب والألم ، إن الحياة احتضار مستمر!" .

لا تضرب نَفسك بالصفرِ
تقول الشاعرة الروسية بيلاّ لينا : " مُعظم شعراء روسيا الكبار ماتوا منتحرين، مارينا سفينا ماتت منتحرة ، أنا نفسي أفكر في هذا الموضوع" .
ولم يكن الانتحار وقفاً على الشعراء فهذه إلينور ابنة الشيوعي كارل ماركس بعد أن خدعها الاشتراكي (إدوارد أفلنج) انتحرت ، كما انتحرت أختٌ لها من قبل !(16) .
وهذا الكاتب البريطاني (آرثر كيسلر) وزوجته يتجرعان السم كي يكشفا الستار عن الحقيقة بالانتحار !! وامرأة إنجليزية انتحرت لأن كلبها أصيب بمرض عضال !
وثمة ظاهرة جديدة وهي انتحار بعض العلماء الذين يدرسون ويعالجون ظاهرة الانتحار !(17) .

أولاد المرابي أول لاعنيه
يقول الفيلسوف جبريل مارسيل : "لا أشك أن أحداً منا يشك في تفاهة وضياع هذه الحضارة"(18).
ويقول كولن ولسون : "أَنظر إلى حضارتنا نظري إلى شيء رخيص تافه ، باعتبار أنها تُمثل انحطاط جميع المقاييس العقلية(19)
إن حضارتنا تسير في الاتجاه المعاكس، وأنا أعتقد أن تدهور حضارتنا أمر لا مفر منه ، كما يعتقد كل طبيب بأن موتنا لا مفر منه"(20).

الفــأس في الــرأس
يقول اشبنجلر في كتابه (أفول الغرب) : "لقد شاخت الثقافة الأوربية وحان موتها ، وهي تعاني سكرات وآلام الاحتضار ، وإن ساعة القضاء قد دقّت وإن المدنيّة الغربية يشيع فيها اليوم القلق والاضطراب ، وقد أخذت تنقلهما إلى الشرق …
ولا أرانا نمتلك أي هدف أو خطة أو فكرة أكثر من تلك التي يمتلكها صنف من الفراشات! "

خيمة السعادة لا تقوم على عمود واحد
يقول المؤرخ أرنولد توينبي – وهو من كبار المدافعين عن الحضارة الغربية!– :
" إن الحضارة الغربية مصابة بالخواء الروحي الذي يُحوّل الإنسان إلى قزم مشوّه يفتقد عناصر الوجود الإنساني ، فيعيش الحد الأدنى من حياته ، وهو حد وجوده المادي فحسب ، والذي يُحول المجتمع إلى قطيع يركض بلا هدف ، ويُحول حياته إلى جحيم مشوب بالقلق والحيرة والتمزق النفسي(21)
وإذا كانت النفوس الغربية قد استبدّ بها قلق الفراغ الروحي ، فإلى متى نتحمل العيش بدون عقيدة دينية؟!"(22) .
ويبلغ الأسى واليأس مداهما في فؤاد توينبي إلى درجة يصرخ فيها : " إنني أكره الحضارة الغربية المعاصرة ، كراهية بعيدة عن التهويل ، فخلال حياتي عاصرتُ حربين عالميتين ، وكلما نظرت إلى هذا الإرهاب الغربي وجدته شيئاً مروعاً"(23)..

الهــرم المقلـــوب
يقول الكاتب الإنجليزي جود : "إنكم تقدرون أن تطيروا في الهواء كالطيور وتسبحوا في الماء كالسمك ، ولكنكم إلى الآن لا تعرفون كيف تمشون على الأرض كإنسان !
وإن الحضارة الحديثة ليس فيها توازن بين القوة والأخلاق ، فالأخلاق متأخرة جداً عن العلم فقد منحتنا العلوم الطبيعية قوة هائلة ولكننا نستخدمها بعقل الأطفال والوحوش .. وإن سمّ الانحطاط هو خطأ الإنسان في فهم حقيقة مكانته في الكون ، وفي إنكاره عالم القيم ، الذي يشمل قيم الخير والحق والجمال "(24).

في أعمــاق الضيــاع
"مكّنتنا الكهرباء أن نخترق الأركان المظلمة المحيطة بنا ، ولكن الظلام مازال يخيم على كياننا الداخلي ، فنحن نتحكم في قوى الطبيعة ، ولكن طبيعتنا الحيوانية تتحكم فينا !"(25) .
ويقول فون بابر:" نحن الآن على حافة الهاوية ، ولم يبق لنا إلا بارقة أمل في النجاة ، هي أن نؤمن بأن لهذا الكون خالقاً ، وأنه قد وضع لنا قوانين ينبغي أن نسير عليها" ..
وتقول الكاتبة الفرنسية سانت بوانت: " لقد تعدى الغرب حدود الله وعبث بالشرائع ، وخالف تعاليم المسيح الذي أمر بمحبة الناس .
لقد أضاء الشرق دياجير أوربة بنور تعاليمه ، وما هذه العلوم التي يفخر بها الغرب إلا من علوم الشرق … إن الغرب مجرم ، وقد اختار الرذيلة على الفضيلة ، وأثبت أن مدنيته قد أفلست"(26).
ويتساءل هربرت ويلز :
"هل بلغت البشرية نهايتها ؟ إن الإنسان في صورته الحالية صار شيئاً منهوكاً لا غناء فيه ، ولا بد أن يُخلي مكانه … وكم أتمنى أن أحضر الجنس البشري وهو يجود بأنفاسه!"(27).

ولكنّ الهـــدى رزقُ
يقول العلامة هنري دي كاستري : "الواقع أن الرذائل الفاضحة في باريس ولندن أكثر مما يحدث في الشرق بأجمعه … فلقد تولدت في المسلمين ملكات الحشمة والوقار ، عملاً بما جاء في القرآن الكريم والحديث ، والفرق بين الحشمة عند المسلم وعند غيره كما بين السماء والأرض"(28).

وأول خُبث الماء خُبث ترابــــهِ
والتربة التي ترعرعت فيها الأخلاق الغربية هي التربة الميكيافيلية، حيث يقول فيلسوف الفكر الغربي (ميكيا فيلي) : " إن من يتقن الخداع دائماً أولئك الذين هم على استعداد لأن تنطلي عليهم خديعته ! ومن الخير أن تتظاهر بالرحمة والشعور النبيل والإخلاص والتدين …
ولكن عليك أن تعدّ نفسك عندما تقضي الضرورة ، لتكون متّصفاً بعكسها !"(29) ..
ويؤكد نابليون هذا المعنى فيوصي قائلاً : "لا تنسَ أن تضع دائماً في الواجهة لصاً يتصرف تصرّف الشرفاء" .
ويقول ماكس نوردو : "اكذب واكذب وادّعِ، فلن يكتشف أمرك غير العقلاء ، وما أقلهم!" .

يطلبــون أجــور أنيابهـــم !
يقول الفيلسوف الفرنسي رينان : "خُلق الأوربي للقيادة ، كما خلق الصيني للعمل في ورشة العبيد !" .
ويقول ريلكة : "إن القوي يجب أن يبني إمبراطورية قوية على جثث الضعفاء !" .
أما عضو الكونغرس الأمريكي وليام فولرايت فيقول: "علينا أن نمتثل لما تُمليه علينا دماؤنا ! ! فنحتل أسواقاً جديدة ، لأن غاية الله النهائية تتمثل في حتمية اختفاء الحضارات والأجناس الضعيفة أمام الحضارات العظمى التي تنشئها الأجناس الأكثر نُبلاً وحيوية"(30).
أما فيلسوف الغرب نيتشه فيقول : "الضعفاء العجزة يجب أن يُفنوا ! هذا هو أول مبدأ من مبادئ حبنا للإنسانية ! ويجب أيضاً أن يُساعَدوا على هذا الفناء!!"(31)
ويقول مونتسكو في كتابه (روح القوانين) : "حاشا لله أن يكون قد أودع روحاً في جسد حالك السواد !!" .
تعالى الله عما يفتري المجرمون ..
ونتساءل مع ألكسيس كارليل : " لماذا نعزل المرضى بالأمراض المعدية ، ولا نعزل أولئك الذين ينشرون الأمراض الفكرية والأدبية والخلقية؟!"(32) .
ونقول مع ماكس نوردو : "إن أوربة راتعة في حديقة موت أسود من الانحطاط الخلقي ، ولم يخل من هذا الداء كثير من المفكرين والكتاب، إذ خرج جانب عظيم من مؤلفاتهم غاصاً بعاهات هذا الداء ومقاذره ، والجماهير الحمقى تسميهم قادة الفكر ومصابيح المستقبل ، وما هم في الحقيقة إلا فئة من المرضى المصابين، والمستشفى أولى بهم من المكتبات !"(33).

"من كتاب " ربحت محمدا ولم أخسر المسيح"

الغرب  في قفص الاتّهـام -  رؤيــة مـن الداخــل  - (2)

-------------------------------
(1) سورة الأعراف (58) .
(2) (مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي) د.عبد الكريم بكار (37) .
(3)  (هكذا تكلم زرادشت) فريدريك نيتشه .
(4) (بين الفلسفة والأدب) سارتر (151) .
(5) (سيرتي الذاتية) سارتر (14) .
(6) نفسه (69-175) .
(7) نفسه ص(186) .
(8) (الحزن في النفس) سارتر (193) .
(9) عن (فوضى العالم في المسرح الغربي المعاصر) د. عماد الدين خليل (74) .
(10) عن (الإسلام بين الشرق والغرب) علي عزت بيغوفيتش (131) .
(11) (قوة الأشياء) سيمون دي بوفوار (ج2 / 476) .
(12) نفسه (ج 1 / 56) .
(13) (إنسانية الإنسان) رينيه دوبو (49) .
(14)  نقلاً عن ( فوضى العالم في المسرح الغربي المعاصر) د. عماد الدين خليل .
(15) (حديقة الحيوان) إدوارد إلبي نقلاً عن (فوضى العالم في المسرح الغربي المعاصر) د. عماد الدين خليل .
(16) عن (برناردشو) للأديب عباس العقاد ص (33) .
(17) المسلم لا ينتحر لأنه يحسن السباحة على موج القدر ، فلا يجد في مصائب الدنيا ما يموت دونه الصبر الجميل ، ومهما تكفّأت عليه المصائب وانسدت أمامه السبل ، ففي جهة السماء يجد المسلم كل الرجاء ، وإن نعمة الرضا بالقدر هي إحدى النعم الكثيرة التي أفاء الله علينا بهذا الدين .
(18) عن (نظرات حول الإنسان) روجيه جارودي (16) .
(19) (سقوط الحضارة) كولن ولسون (5) .
(20) (اللا منتمي ) كولن ولسون (132) .
(21) عن (مقدمات العلوم والمناهج) أنور الجندي ( مجلد4 /ص  772) .
(22) عن (سبيل الدعوة) د. أمين المصري (163) .
(23) عن (مقدمات العلوم والمناهج) أنور الجندي مجلد (7) ص(231) .
(24) نفسه مجلد (4) ص (770) .
(25) أرنولد توينبي عن (مقدمات المناهج والعلوم) أنور الجندي ( مجلد4 / 764) .
(26) عن المصدر نفسه ص(765) .
(27) هربرت ويلز ، عن (بنية التخلف) إبراهيم البليهي (116) .
(28) عن (المرأة والأسرة المسلمة من منظور غربي) د. عماد الدين خليل (64-65) .
(29) (الأمير) مكيافيلي (150) .
(30) (غطرسة القوة) ص(47) .
(31) عن (ركائز الإيمان بين العقل والقلب ) للعلامة محمد الغزالي (318) .
(32) (الإنسان ذلك المجهول) ألكسيس كارليل (318) .
(33) عن (مقدمات العلوم والمناهج) أنور الجندي (مجلد 4 / 770) .

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

د.الدالاتي

  • مقالات
  • ربحت محمدا
  • مرايا ملونة
  • نجاوى
  • هذه أمتي
  • أنا مسلمة
  • لحن البراءة
  • دراسات في أدب الدالاتي
  • مصباح الفكر