اطبع هذه الصفحة


وحيُ الألم ( 4 ) ...

د.عبد المعطي الدالاتي


الإيمانُ بالله تعالى هو جمال الدنيا ، ودنيا الجمال ..
الإيمانُ بالله تعالى يرتفع بالمؤمن فوق المآسي ..
فيهَبُه الصفاءَ رغم كل الأكدار ، ويعلّمه العوم فوق أمواج الأقدار ..
وأنّى لمصائب الحياة أن تتسوّر مِحراب القلب المؤمن لِتسرقَ منه جوهرة الرضا واليقين !
يقول الرافعي :
( الإيمانُ هو الرجاءُ في اليأس ..
والعزاء عند المصيبة ..
يَهديك إنْ ضللْت عن السكينة ..
ويجعلك صديقَ نفسك ، فتكون وإيّاها على المصيبة ..
إذ يَردّ قدَرَ الله إلى حكمة الله ) ..
ويقول د. محمد إقبال :
( إنّ الذي يكون مسيرُه بين النجوم ، لن يكونَ السيرُ على الأرض عسيراً عليه ) ..
فمهما ضاقَ الأمر ، وسّعَه الصبر .. و لوّنه الرضا واليقين ..
و لقد آذى سفهاء الجاهلية في الطائف ، سيّدنا عليه الصلاة والسلام ، فكذبوه وأغروا به سفهاء الأحلام ..
لكنه ثبَت ثباتَ جبلِ حراء ..
وأوى إلى بستان عداس ، يناجي ربه الودود في ظلال الدالية المباركة :
( إنْ لم يكنْ بك عليَّ غضَبٌ ، فلا أبالي ..
ولكنَّ عافيتك هي أوسعُ لي ...
لك العتبى حتى ترضى ) ..
ويعلق الرافعي قائلا :
( هذا هو إيمانُ النبوّة الذي تنزّه عن الخواطر ، فلا تكدّره ذرّة من فكرٍ أرضي ..
هذا هو فنُّ الصبر ، لا الصبرُ وحده ..
هذه هي قوة الإيمان التي تجعلُ الإنسانَ العظيم ثابتاً في مركز تاريخه ..
لا مُتقلقلاً في تواريخ الناس ..
ناظراً في الحياة إلى الوضْع الثابت للحقيقة ..
لا الوضع المتغيّر للمصلحة ) ..

وحيُ الألم ( 5 ) ..

 


 

د.الدالاتي

  • مقالات
  • ربحت محمدا
  • مرايا ملونة
  • نجاوى
  • هذه أمتي
  • أنا مسلمة
  • لحن البراءة
  • دراسات في أدب الدالاتي
  • مصباح الفكر