اطبع هذه الصفحة


المنعطف الأخير

د.عبد المعطي الدالاتي

 
(( أسرف في ذنوبه.. ثم حانت اللحظة العليا.. لحظة الانعطاف إلى القمة ))

أسرى به نحو الخلـود جهـادُهُ *** ويقينُه أنّ الشهــادة زادُهُ
إنْ كان أسرف بالذنوب فؤادُهُ *** فلقد محا تلك الذنوبَ رمادُهُ
كم حار سعياً خلف تيهِ سرابهِ *** ولكم دنا، فازداد ثـَمَّ بعادُهُ!
كم قيل:هيّا ياأخي نمضي إلى *** درب العُلا في عزمةٍ نرتادهُ
لكنه قـد غـاله كأسُ الهـوى *** لولا بقية ُ نخـوةٍ تعتادهُ
أولى له أن ينتهي من غِيـّه ِ*** ليطوفَ من حول الحمى آسادُهُ
هو ظامىءٌ مهما ارتوى من ذا الهوى***هو حائر فمتى يعود رشادهُ!
في ليلةٍ ظلماءَ حالكةِ الدجى *** هتفت به " وامسلماهُ " بلادُهُ
"يا خيلُ، يا أنصارَ أحمد أينكم؟" *** فجفاه من هول النداء رقادُهُ
وإذا به في ليله متململا ً*** فانظر له لمّا استفـاق فـؤادُهُ
" الله أكبرُ" جلجلتْ في ثغره *** وبومضةٍ سبق الجيادَ جوادُهُ
ومضى به في دربه يقتادهُ *** في عودةٍ للخلدِ .. طابَ مَعادُهُ
" لبيك ربي.. رغم ذنبي ها أنا" *** ناجى بها ربَّ العباد فؤادُهُ
عجبي له! إمضاؤهُ في بيعهِ *** فدماؤه فوق التراب مدادُهُ ‍‍!
هو فارسٌ لله باع حيـاتهُ *** فمُرادُ ربِّ العـالمين مرادُهُ
هو فارسٌ لله باع دمـاءَه *** من يشتري؟.. ذا سيفُه وجوادهُ
دمُه هنا ... عارٌ على أولادهِ *** إنْ نـام عن ثـأرٍ له أولادُهُ
***
 

د.الدالاتي

  • مقالات
  • ربحت محمدا
  • مرايا ملونة
  • نجاوى
  • هذه أمتي
  • أنا مسلمة
  • لحن البراءة
  • مصباح الفكر