حجبتْ محاسنَها بالطهرِ والخفَرِ *** وسرتْ بعفـّتها في
موكب القمَرِ
باتتْ تحدّثها آياتُ مصحفِها *** يا حُسنَ مجلسها في
روضةِ السّوَرِ
باتتْ تحدثها والنورُ ثالثـُها *** والدمعُ رابعُها..
في هدأةِ السحَرِ
والروحُ من ظمأِ الأشواقِ تحسَبُها
*** تسري تحثّ خُطاها روعةُ
السفَرِ
كم ذا أغضّ جفوني عند رؤيتها *** صوناً لعفتها منيّ ومن
نظري!
أو كم أغارُ عليها أن تلا مسَها ***
كفُّ النسيم، ويؤذيَها ندى الزهَرِ!
هذا الحجابُ وهذا الطهرُ يَكلؤُها *** أصدافُ تربيةٍ
لروائعِ الدّرَرِ
فنساءُ أحمدَ صِرنَ اليومَ قدوتـَها *** أثـَرُ
الكريمةِ قد يمضي على أثرِ
خيرُ السماء يُرَجىّ حين تَحتجبُ *** خلفَ الغيوم
لِتُهدي رحمةَ المطرِ
فصِدقُ الحُسنِ أن تسمو روائعُهُ *** وصدقُ اللحنِ
أن يسري بلا وترِ
حجبتْ محاسنَها فقلتُ لطيفها: *** خيرُ المحاسنِ ما يَخفى
من الخفرِ
* * *
|