اطبع هذه الصفحة


رسالة من أب

د.عبد المعطي الدالاتي

 
 (( إلى كلّ أبٍ اقتطع فلذةً من كبده ثم أرسلها لتكون (( قطعة إكسسوار )) في آلات الغرب )) .

كتبتُ إليكَ ولم تَكتبِ *** وزِدتَ بعاداً ولم أَعتبِ

 سكبتُ دموعَ اشتياقي إليكَ  ***  ولولاكَ دَمعيَ لم يُسكَبِ

أُمنّي الفؤادَ بأنك آتٍ  ***  لِتمسحَ دمعَ الأبِ الطّيبِ

تُرى هل نسيت! أنا ما نسيتُ  ***  أوانَ تُنادي : أبي يا أبي ؟!

فتجري إليَّ وتهوي عَليَّ  ***  فتتعبُ ضَمّاً , ولمْ أتعبِ !

أتذكرُ كيف عبرتُ الفضاءَ  ***  وإيّاكَ ! نرقى بلا مركبِ ؟!

وكيف قطفتُ نجومَ السماءِ  ***  ولم أُبقِ فيها على كوكبِ !!

فلما غدونَ دُمىً في يديكَ  ***  صرختَ: (( الفضاءُ غدا مَلعبي ))؟

ومكتبيَ كُلّما طُلتَهُ *** تجوبُ يداكَ على مكتبي

ومِن عَجَبٍ إنْ كففتُ يديكَ  ***  غضبتَ عليَّ, ولم أغضبِ !

أتذكرُ أيّام نلهو , وكيفَ  ***  أثورُ لأنّكَ لم تَلعبِ !؟

وكيف تُنـازعني شربتي  ***  فتشربُ أنتَ ولم أشربِ ؟!

وكيف تصاحبني للصـلاةِ  ***  نُلـبّي الأذانَ مع المغربِ ؟!

وكيف أَحِنُّ إليكَ , وكيفَ  ***  تطوفُ عليكَ صلاةُ النبي ؟!

* * *
" من ديوان " عطر السماء"

 

د.الدالاتي

  • مقالات
  • ربحت محمدا
  • مرايا ملونة
  • نجاوى
  • هذه أمتي
  • أنا مسلمة
  • لحن البراءة
  • مصباح الفكر