عِشْتُ عصرَه

د.عبد المعطي الدالاتي

 
" أيها الطفل الشهيد : قد علّمْتَنا أن الدرب الدموي هو أقصر الدروب إلى الجنة !!"

قد مرَّ قرنٌ بل قرونْ
والمسلمون الغافلونْ
لا يشعرون بأنهم قد يُسألونْ
يوم الحساب عن العيونْ
عن الفؤاد عن الأذُنْ!!
وسيُسألون لأنهمْ رَفضوا مفاتيح المُدُنْ
وسيُسألون عن القلمْ
لَمّا انهزمْ
ولأنهم لم يَأخذوا دوماً بناصيةِ الأممْ
حتى أتى يومٌ سعيدْ
أهدى لنا الطفلَ الشهيدْ
فاستبشروا يا إخوتي جاء الرجاءُ المنتظرْ
في بُرْعُمٍ شَقَّ الحجرْ
هزَّ الوترْ
في عمقِ أعماقِ القلوبِ القاسيهْ
صاغ الضميرَ لأُمتي في ثانيهْ
ألقى الضياءَ على القلوبِ الغافيهْ
فاستيقظتْ حيرى تسائِلُ : ما الخبرْ ؟!
لكنّه في مثل لَمحٍ بالبصرْ
حان القدَرْ
وأبوهُ يصرخ في سكونْ!
( ( يا مسلمونْ
يا مسلمونْ
أيموتُ طفلي خائفاً لِيعيثَ في بلدي اليهودْ؟!
والله هذا لن يكونْ) ) ..
* * *
صبراً أخي فغداً ترى تحت البنودْ
أحفادَ حيدرَ والمثنّى والرشيدْ
وجنودَ طلحةَ والزُّبيرِ ومصعبٍ وابنِ الوليدْ
قد أعلنوها صيحةً: (( الله أكبرْ..
يومٌ كيومِ قريظةٍ أو يومِ خيبرْ))..

* * *
يا أيها المهدي (ياابْنَ الدُّرَّةِ) :
هيا أَفِقْ ها قد أفاقتْ أمتي
اُنظرْ إلينا من قصورِ الجنةِ
اُنظرْ لما صنعتْ يداك الحانيهْ
في جبهتي
مرَّتْ مرور العافيهْ
أمستْ تراودُ خاطري يا أَيها الأصحابُ فكرهْ
((لما هوى طفلٌ ثوى في جبهةِ التاريخ دُرّهْ))
يا رب: فضلُك واسعٌ وأنا الذي لم أقضِ شُكرَهْ
حمداً كثيراً أنني قد عشتُ - يا مولاي – عصرَهْ

* * *
" من ديوان " أحبك ربي "