عن عبد الله بن هشام قال : كنَّا مع النَّبي صلَّى الله عليه وسلم وهو آخذٌ
بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر : يا رسول الله لأَنْتَ أحبُّ إليَّ مِن كلِّ
شيءٍ إلا مِن نفسي ، فقال النَّبي صلَّى الله عليه وسلم : لا والذي نفسي بيده
حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك ، فقال له عمر : فإنه الآن والله لأنتَ أحبُّ
إليَّ مِن نفسي ، فقال النَّبي صلَّى الله عليه وسلم : الآن يا عمر .
رواه البخاري ( 6257 ) .
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني :
وأما تقرير بعض الشرَّاح : ( الآن صار
إيمانك معتدّاً به إذ المرء لا يعتد بإيمانه حتى يقتضي عقله ترجيح جانب
الرسول ) ! : ففيه سوء أدب في العبارة ! وما أكثر ما يقع مثل هذا في كلام
الكبار ! عند عدم التأمل والتحرز لاستغراق الفكر في المعنى الأصلي ، فلا
ينبغي التشديد في الإنكار على من وقع ذلك منه ، بل يكتفي بالإشارة إلى الرد
والتحذير من الاغترار به لئلا يقع المنكر في نحو ما أنكره !! .
" فتح الباري " ( 11 / 528 ) .