الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
فهذه قصيدتي " ابر اليراع " نظمتها في الرد على من نظم قصيدة ضمنها سبا وطعنا
في شيخنا إحسان العتيبي حفظه الله
وكان من رأي شيخنا أن أتجاهله ولا أرد عليه ، وأنه إن كان لا بد فيكفي بيتان أو
ثلاثة !
لكنني رأيت أن هذا لا يفي بحق شيخنا ولا ببيان ما عيه الكاتب من حال
فكانت هذه القصيدة والتي أسأل الله تعالى أن يكتب لي أجرها .
" خالد
شرادقة "
هاتِ الطُروس وفِ المداد دواتي
ابرِ اليراع فإن عدمت فقربن
ابرِ اليراع فإن عصاك فقل له
ابرِ اليراع فإن أبى فاطرح به
أو ناب بنت الرمل سال لعابها
رقطاء لم يلبثْ لديغ نيوبها
سمّ الأفاعِ مدادها ، قرطاسها
بمخالب العِقبان أنقش حرفها
حنت نياقي للرحيل وهاجها
لبثتها فتلبثت كرهى إلى
ما راعني إلا خبيرٌ قال لي
أوما علمت بأن شيخك رامه
فغضبت ثم كظمت أستبقي الهدى
فصَمتُّ حتى قيل بئس صُماته
فنثلت سهم كنانتي متخيرا
ما كنت أحسب قبل يومي أن أرى
الناس تمشي حيث سار وإن قفا
أو غار في وهد بعيد قعره
والناس مثل الفجر منهم كاذب
والناس آلاف إذا أحصيتهم
المال يثري والهوى يغري فتى
يا من مشى الزوراء يمشي القهقرى
دع ما يريبك للذي ما ربته
لو شاء ربي ما ابتلى أهل العلا
شيخي فما شيخي هو الشيخ الذي
كم جاهل في إربد علمته
كم هائم عبد القبور وعندها
متوسلا أو مستغيثا بامرئٍ
الله أعلم حيث صار مصيره
الدود أمحى عظمه حتى غدا
كم رافعٍ كفيه يدعو صالحا
علمته يا شيخنا أن الدعا
لو كان كل الناس مثلك في العلا
أو كان كل الناس مثلك في الهدى
لو كان ينتسب الرجال لعلمهم
لا أستطيع عداد خيرك إنه
فدواك ملء الأرض أو ملء الفضا
إن قيل قد قال الفتاوى يافعا
قلت الهلال يراد أول عمره
إن النعامة وهي أكبر طائر
والعلم ليس يشينه صغر إذا
ارفق معاذ فقد قدحت مبرءا
إحسان من سميت ليس إساءة
ليس الشتائم شيمة السلف الألى
ليس السباب زعمت من أخلاقهم
بئس اسم فسقٍ بعد إيمانٍ أما
فلقد سببت إساءة وهجوته
قالت قريش مذمما لمحمدٍ
إن الذي سبت قريش مذمم
مكياله طفّان غير مطفّفٍ
أما عقيدته وعقد لوائه
سادات أسلافٍ تَزاحمُ عندهم
أحدٌ يشدّ بقوة أحباله
معقودة بجبال طيّ حبالها
من ماء دجلة ترتوي من يومها
ريانة حفظ الفرات جفوفها
معقودة بزمام ناقة أحمد
فاسمع إلى تفصيلها وبيانها
الله نشهد أنه أحدٌ فما
كفراً بآلهةٍ معددةً فلا
لا نرتجي الإيمان بالأصنام لا
لا رافضي حلّ واديَنا ولم
لا شاتهم ترعى بمرعى شاتنا
عنِ الاعتزال طيورنا نفرت فلا
ونقول في القرآن قولة حنبل
أَوَ ليس بالواد المقدس في طوى
ونقول إن الله يهدي وهو من
والناس في طرفَي نقيض منهُمُ
جبرية زعموا بأن الله قد
خلق الأنام مسيرين جميعهم
هو أجبر الأشرار ورد جهنم
قدرية زعموا بأن الله لم
من يأت فاحشةً فذلك فعله
بل زاد غاويهم بأن الله لم
والأشعرية قد أصبنا منهُمُ
ومقالنا بصفاته أمررْ كما
ونقول في الإثبات بالأسماء وال
أما القضية بيننا هل أنتمُ
أم أننا مثل الخوارج ويحكم
نحكي مقال الصالحين أولي النهى
إيماننا قول ومعتقد وزِدْ
هذي الثلاثةلا يكون بغيرها
وجميعها أشراط إصحاحٍ أتتْ
لا تغنِ واحدةٌ عن الأخرى ولا
عمل الجوارح منه كفر أكبر
أو ساجد الأصنام أو مستهزئٍ
وهناك كفر أصغر ومثاله
هذا الأخير نعود فيه إلى القلو
أما الخوارج فالجوارح عندهم
هذا ابن حنبل لم يزل حيا مقا
لم يرضَ عن شبّابة بل إنه
لما ادّعى أن اللسان وقوله
أقرأت فتوى لجنة الإفتاء إذ
وإجابة ابن عثيمنٍ لمسائلٍ
عن شرط الاستحلال في أفعال من
فأجابهم هذا كلام فارغ
وانظر إلى قول ابن بازٍ إذ نفى
ما بال أحمد وابن تيمية وإبـ
فجميعهم قد كفروا وتوعدوا
إن كانت الأعمال شرطاً للكما
من قبلهم جمع الصحابة كلهم
إسحاق وابن شقيق قد نقلوا لنا
وزعمت أن الشيخ كفر عاهرا
إني سألته قلت يا شيخ الهدى
فأجاب لا والله ما أكفرته
وأردتَ نيلاً مِن أبي الفرسان مَن
دهماء روضها وأدهم راضه
إن كان بعثياً بزعمك وهو مَن
هل يصحب العلماء إلا عالماً
فاسكت كما سكت الإمام فلو رأى
سميتَه البعثي نسبة ملة
هذي عقيدتنا عقيدة أمة
تمّ القصيد نسجت بردا سابغا
من سهل إربد ساقها الحادي إلى
|
|
وابرِ اليراع فلاتَ
حين صُماتِ (1)
سيفي أخط بحده كلماتي
شُلت ذراعك يا يراعَ هناتِ
ثم ائتنيِ بنيوب ليث شراةِ
في يوم قيظٍ ينشر الحياتِ (2)
حتى يُبشر بالردى ومماتِ
صخر وصوان ورمل فلاةِ
في وكر نسرٍ شاهق الصهواتِ (3)
شوق إلى الأوطان والأثَلاتِ (4)
أن ضجت الأنياق من رحلاتِ
أدرك - أبيت الطعن واللعناتِ
بالسوء من لم يفهم الآياتِ
والحلم إن الحلم بعض صفاتي
وسكتُّ حتى قلتُ بئس سكاتي
فعجمت سهماً أهزعاً لغزاتي (5)
ذمّاً لذي علمٍ يقول عظاتِ
بهم البحار وجاز في الفلواتِ
أو ناف يرقى شامخ التلعاتِ (6)
أو صادقٍ بعث الضيا لسراةِ
أهل العلوم أقلّ من عشراتِ
يسري ويبري الموت في السرواتِ
خذ بالسبيل ودع سرى الخواتِ (7)
وابنِ العلوم على يقين ثباتِ
بالفقر والإعواز في الأقواتِ
بالعلم يمحو حالك الظلماتِ
نور العقيدة أو علوم صلاةِ
ذبح النسائك يرتجي القرباتِ
أمسى بقبر ضيق الصفحاتِ
في النار أو في خالد الجناتِ
في الترب تربا من كذا سنوات
بالسر والإعلان في إخباتِ
رفع الأكف لفالق الحباتِ
سكن الرجال بأظهر المُهُراتِ
ما احتيج للمصباح والمشكاةِ
نسبوا لغير أب ولا أمّاتِ
عدُّ الألوف وليس عدّ مئاتِ
عدد التراب وعد كل حصاةِ
لم يدّخر في العلم طول حياةِ
نختاره عن سائر الأوقاتِ
ما حلقت كالطير معتلياتِ
ما كان طالبه فتى طلباتِِ
من بدعة التكفير والزلاّتِ
عن شيخنا ما أبعد السوءاتِ
قد فسروا القرآن والآياتِ (9)
بل حكمة بمواعظٍ حسناتِ
رددت يوما سورة الحجراتِ (10)
والشيخ إحسانٌ جميل صفاتِ
قال الرسول نجوت كل نجاةِ (11)
أما أنا فمحمّد الخيراتِ
ميزان شيخي راجح الكِفّاتِ (12)
عقدت عليه أصابع الساداتِ
رُكَبٌ زحام الناس في عرفاتِ
وتهامة أوصت به الجبلاتِ
ثهلان يمسك أوثق العُرُواتِ
النيل يسقيها ونهر فراتِ
من فيح هاجرة ومن ضَحَواتِ (13)
يمشي بها في الحل والرحلاتِ
واحفظ رعاك الله حسن وصاتي
ولد الإله بنين فكيف بناتِ
نرضى بشرك للإله مواتي
هُبلٍ ولا عُزّى ولا باللاتِ
نضربْ بواديهم لنا الخيماتِ
أو شاتنا ترعى بمرعى الشاةِ
أطيارهم سجعت على أيكاتي
حرف وصوت ليس كالأصواتِ
الله كلم موسَ بالكلماتِ
ضل العباد بأمره البتّاتِ
من يزعم الإجبار والتكلاتِ
نزع الإرادة سيّر النيّاتِ
من طائع أو صاحب الحوباتِ
والطائعين إلى علا الجناتِ
يُردِ الشرور ولا فعال غواةِ
والله لم يشأِ الشرور لعاتِ
يخلقْ ولم يعلمْ سوى القرباتِ
قهرا بيوم تسايفٍ وغزاةِ
جاءت بلا نفيٍ وتأويلاتِ
أوصاف كيف مقالنا بالذاتِ
وافقتمُ الإرجاء في النحلاتِ
إنا لنركب في سفين نجاةِ
مِن تابعين ومَن قفا الخطواتِ
عمل القلوب مع الجوارح هاتِ
إيمان عبدٍ يرتجي الجنّّاتِ
في الوزن والمكيال مستوياتِ
نُرجي الفعال بشرط معتقداتِ (14)
كسباب رب الأرض والسَمَواتِ
بالدين أو بالرسل أو بصلاة
قتل وشرب وترك زكاةِ (15)
بِ و" إنما الأعمال بالنيّاتِ"
تكفيرها بكبائر الزلاّتِ
له لم يمت خطّ بالصفحاتِ
ألقى حديثه وهو شيخ ثقاةِ (16)
عمل يفي بالشرط كل وفاةِ (17)
ردت على التحذير والصيحاتِ (18)
قطرية غيّاثة القطراتِ
فعل المكفر أو حكى بلغاتِ
فاعقل كلام الشيخ ذي الإخباتِ (19)
شرط الكمال مجلة المشكاةِ (20)
ـن عثيمنٍ والباز ذي القنصاتِ
بالنار داراً تارك الصلواتِ
ل فما لهم أفتوا بغير ثباتِ
إجماع ينقله ذووا الحجاتِ
إجماع أصحاب النبي الأثباتِ
يزني بمحرمه من الفتياتِ
هل صحّ أنك قلتَ ذا بزناةِ
هو عاهر خنزير خنزيراتِ (21)
ساس الجياد وروض المُهُراتِ (22)
شقرا نبت من أصل شقراواتِ
صحب الإمام محدث الداراتِ (23)
أو يسكت العلماء عن نكراتِ
نكراً لأنكر يكشف العلاّتِ
شر المذاهب أسوأ الملاّتِ (24)
من عهد أحمد سُلسِلت بثقاتِ
وشّيتها برّاقة الحَبِراتِ
شمّ الشمارخ في جبال شراةِ
|
(1) الطروس : جمع طرس وهو الصحيفة . فِ : فعل أمر من وفى . اليراع
: هو القلم هنا .
(2) بنت الرمل : هي الحية.
(3) العقبان : جمع عقاب . الصهوات : جمع صهوة وهو المكان العالي .
(4) الأثلات : هو نوع من الشجر .
(5) نثلت : استخرجت، عجمتُ : تفحصت واختبرت . السهم الأهزع : هو أفضل السهام في
كنانة الرامي .
(6) الوهد : الأرض المنخفضة . التلعات : جمع تلعة وهي المكان المرتفع .
(7) القهقرى : الرجوع إلى الخلف .
(8) الإخبات : هو الخشوع .
(9) إشارة إلى تسمية الشيخ إحسان إساءة وادعائه أن هذا النوع من السباب هو من
أفعال السلف !!!
(11) إشارة إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم : يشتمون مذمما ويلعنون
مذمما ، وأنا محمد " رواه البخاري (3340 ) .
(12) طفّان : ملآن .
(13) الهاجرة والضحوة : هي الحرارة الشديدة .
(14) ونحن نعرف أن لفظ " شرط صحة " لم يعرف عن السلف لكته يدل على المقصود الذي
يحاول هؤلاء نفيه بنفي المصطلح هذا، وإلا فقد استعلموا مصطلح " شرط كمال " !
فمن أين جاءوا به ؟ ولما رأى بعضهم تورطهم في مسألة الإيمان قال عن العمل إنه
ركن وجزء ! لكن الإيمان لا يزول بزواله ! وقال بعضهم بجهل ! فكيف يكون ركناًً
ولا يفسد الإيمان بفساده ؟ فلم يبق إلا هذا المصطلح الذي يعرفون معناه ودلالته،
وإلا فإن ألفاظ السلف أن العمل " ركن " و" جزء " كافٍ في الدلالة ، لكن لا
مشاحة في الاصطلاح.
(15) وهذه معاصٍٍ سمى الشرع بعضها كفراً لكنها ليست من نوا قض الإسلام ، والكفر
هنا هو الكفر الذي لا يُخرج من الملّة بذاته .
(16) وشبَّابة هو ابن سوار أحد الثقات، ترك الإمام أحمد حديثه لأنه جعل قول
اللسان في تعريف الإيمان هو العمل ! وقد قال الإمام أحمد عن قوله " هذا قول
خبيث ما سمعت أحدا يقول به، ولا بلغني " ! وللأسف فقد قال به من تبنى مذهب
اللإرجاء في زماننا هذا، وهو أول من أصدر علماء اللجنة الدائمة في كتابه
التحذير منه وتحريم طبعه وبيعه توزيعه.
(17) قال بعض الباحثين من أهل السنة : ومعنى الخبث فيه ظاهر : حيث يوهم أن
الشهادة من أعمال الإيمان ، وليس كذلك بل هو من القول .
ويهم أيضا أن المرجئة يدخلون العمل ، وليس كذلك ، بل هم يخرجون طاعات الجوارح ،
فالمقصود بالعمل : طاعات الجوارح ، وما يلزمها من طاعات القلب ، فالمعركة في
هذه ، وليست في الشهادة .
من هنا وصف الإمام هذا التلبيس من شبابة بأنه : أخبث أقوال المرجئة.
(18) صدرت فتوى علماء اللجنة الدائمة رقم ( 21517 ) بتاريخ 14 /6/ 1421 ه في
التحذير من كتابي " التحذير من فتنة التكفير" و " صيحة نذير " وكلاهما لعلي
الحلبي، وفي آخر الفتوى: فإن اللجنة الدائمة ترى أن هذين الكتابين: لا يجوز
طبعهما ولا نشرهما ولا تداولهما لما فيهما من الباطل والتحريف ، وننصح كاتبهما
أن يتقي الله في نفسه وفي المسلمين، وبخاصة شبابهم .
وأن يجتهد في تحصيل العلم الشرعي على أيدي العلماء الموثوق بعلمهم وحسن معتقدهم
، وأن العلم أمانة لا يجوز نشره إلا وفق الكتاب والسنة ، وأن يقلع عن مثل هذه
الآراء والمسلك المزري في تحريف كلام أهل العلم ، ومعلوم أن الرجوع إلى الحق
فضيلة وشرف للمسلم .
(19) والأسئلة القطرية : مجموعة أسئلة طرحت على الشيخ ابن عثيمين _ رحمه الله _
في محاولة ترقيع تدريس كتاب صدرت فيه فتاوى من الجنة الدائمة يدعو إلى الإرجاء
الذميم وينسبه للسلف ! وفيه أسئلة عن بعض ما يظنه هؤلاء من اعتقاد السلف ومنها
سؤال عمن يشترط في الكفر المخرج من الملة الاستحلال ! ! فقال الشيخ _ رحمه الله
_ :
هذا كلام فارغ !
(20) جاء في حوار الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – مع مجلة " المشكاة "
السلفية ما نصه :
المشكاة : ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح عندما تكلم على مسألة الإيمان والعمل ،
وهل هو داخل في المسمى ، ذكر أنه شرط كمال ، قال الحافظ ( السلف قالوا ... ) .
فأجاب الشيخ : لا ، هو جزء ، ما هو بشرط ، هو جزء من الإيمان ، الإيمان قول
وعلم وعقيدة أي تصديق ، والإيمان يتكون من القول والعمل والتصديق عند أهل السنة
والجماعة.
المشكاة : هناك من يقول بأنه داخل في الإيمان لكنه شرط كمال ؟
الشيخ : لا ، لا ، ما هو بشرط كمال ، جزء ، جزء من الإيمان ، هذا قول المرجئة ،
المرجئة يرون الإيمان قول وتصديق فقط ، والآخرون يقولون : المعرفة ، وبعضهم
يقول : التصديق ، وكل هذا غلط .
الصواب عند أهل السنة : أن الإيمان قول وعمل وعقيدة ، كما في " الواسطية " ،
يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
المشكاة : المقصود بالعمل جنس العمل ؟ .
الشيخ : من صلاة وصوم وغير ، عمل القلب من خوف ورجاء .
المشكاة : يذكرون أنكم لم تعلقوا على هذا في أول الفتح ؟ .
الشيخ : ما أدري ، تعليقنا قبل أربعين سنة ، قبل أن نذهب إلى المدينة ، ونحن
ذهبا للمدينة في سنة 1381 هـ ، وسجلنا تصحيحات الفتح أظن في 1377 هـ أو 87 [
لعلها 78 ] أي : تقريبا قبل أربعين سنة ، ما أذكر يمكن مر ولم نفطن له .
نقلا عن مجلة " المشكاة " المجلد الثاني ، الجزء الثاني ، ص 279 ، 280.
هذا ، والشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – قد أقرَّ ما تعقَّب به الشيخ علي
بن عبد العزيز الشبل كلامَ الحافظ ابن حجر ، وذلك في كتابه " التنبيه على
المخالفات العقدية في الفتح " ( ص 28 ) :
قال المؤلف : ( الصواب أن الأعمال عند السلف الصالح قد تكون شرطا في صحة
الإيمان ، أي أنها من حقيقة الإيمان ، قد ينتفي الإيمان بانتفائها كالصلاة.
وقد تكون شرطا في كماله الواجب فينقص الإيمان بانتفائها كبقية الأعمال التي
تركها فسق ومعصية وليس كفرا ، فهذا التفصيل لابد منه لفهم قول السلف الصالح
وعدم خلطه بقول الوعيدية .
مع أن العمل عند أهل السنة والجماعة ركن من أركان الإيمان الثلاثة : قول وعمل
واعتقاد ، والإيمان عندهم يزيد وينقص خلافا للخوارج والمعتزلة ، والله ولي
التوفيق ) .
والشاهد اعتبار هذا الموضع من مواضع المخالفات العقدية في " الفتح " .
وكلا النقلين استفدتهما من أحد طلبة العلم السلفيين .
(21) والعجيب أن شيخنا كان قد وثًّق نقاشه مع بعض من يزعم اتباع السلف وفيه
بيان حكم " نكاح زوجة الأب " وبيان أن الحديث فيه تكفير له بقرينة تخميس ماله،
كما كان قد ناقش هذه المسألة مع بعض كتاب " الإنترنت " وفيه قوله أن المسألة هي
" نكاح المحارم " لا " زنا المحارم " ، وجاء هذا ليكذب عليه ويعكس المسألة .
(22) أبو الفرسان : هو الشيخ الجليل محمد إبراهيم شقرة _حفظه الله تعالى _ .
(23) هو محدث الديار الإسلامية الشيخ الألباني – رحمه الله تعالى عليه -.
(24) والمردود عليه كتب في قصيدته أن الشيخ محمد شقرة " بعثي " ! فكيف نرد عليه
؟ وهذا الاتهام فيه نسبة الشيخ لحزب لا ديني , وظاهره تكفير للشيخ وهم يتهمون
غيرهم بالتكفير ؟ .