الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده " .
رواه البخاري ( 2587 ) ومسلم ( 1627 ) – وفي رواية عنده " ثلاث ليال " - .
وزاد مسلم :
قال عبد الله بن عمر : ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ذلك إلا وعندي وصيتي .
ولعل هذا الأمر مما فرَّط فيه الكثيرون ، وفي ظني – والله أعلم – أن سبب هذا
التفريط يعود إلى الكسل في الكتابة ، أو أنه لكثرة ما يستجد في هذه الحياة وما
يشغل المسلم أصبحت الحقوق كثيرة ومتجددة .
لذا خطر ببالي هذه الوصية والنصيحة وهي
:
أن نكتب وصيتنا على جهاز " الكمبيوتر "
، ويكون التجديد في الكتابة سهلاً وكذا الحذف والتغيير ، ولو أن يأخذ الأمر منا
يوميّاً بضع دقائق .
فيكتب أحدنا على جهازه ملفاً ويسميه – مثلاً – " الوصية " ، ويُعلم بعض أهله
بمكان هذا الملف ، حتى إذا توفاه الله يسهل عليهم الرجوع إليه وقراءته أو
طباعته .
وإني بهذه المناسبة – وأرجو أن يكتب الله لي أجرها – أوصي إخواني أن يذكروا
أهلهم تقوى الله تعالى ، وكذا كتابة حقوق الناس – وهذه عدا أنها وصية فهي كذلك
وثيقة يثبت بها المسلم ما له وما عليه - .
ومن ابتُلي بوجود جهاز التلفاز أو الفيديو في بيته– ولو من أجل الدعوة – أن
يسارع إلى تذكير أهله بوجوب التخلص منه بطريقة شرعية ، أو بإتلافه إن لم تتيسر
الطريقة الأولى ؛ وذلك خشية أن يكون بقاء مثل هذه الأجهزة " سيئة جارية " يجري
لأجلها كتابة سيئات من بعده عليه لا ينقص من آثامهم شيئاً .
ولعل الله أن يوفقني لكتابة أنموذج لوصية شرعية تعمم على الجميع ومن أراد
المشاركة في هذا الأجر فلا يحرمنا ولا يمنع نفسه .
وأسأل الله تعالى أن يوفق من ظلم أو افترى على غيره من المسلمين – بل وحتى غير
المسلمين - وخاصة على علمائهم لتوبة صادقة .
والله الهادي لسواء السبيل