الأخ الفاضل
= أشكر لك حسن ظنك ، وأسأل الله لي ولك العلم النافع والعمل الصالح.
= أما الجواب على أسئلتك ، فأقول:
أ.
"إذا رأيتم العلماء بأبواب السلاطين ، فاتهموهم" ليس بحديث!!
وهو قول روي عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، ولفظه "الفقهاء أمناء الرسل ،
فإذا رأيتم الفقهاء قد ركنوا إلى السلاطين فاتهموهم".
وقد رواه أبو نعيم الأصبهاني في "فضيلة العادلين" (ص185) ، و"حلية الأولياء"
(3/194) .
قلت : وقد روي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه الحاكم في بعض
تصانيفه ومن طريقه الديلمي – كما قال أبو نعيم - ، لكنه مليء بالعلل ، وأظن أن
بعض تصانيف الحاكم هي تاريخ نبسا بور وهو مع مسند الفردوس للديلمي من مظنة
الأحاديث الضعيفة والموضوعة.
وانظر العلل هذه في "فضيلة العادلين" (ص186).
- وقد نسب القول هذا لجعفر المذكور آنفا : المزي في "تهذيب الكمال" (5/88) ،
والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (6/262). والله أعلم
ب.
أما قصة يزيد مع المصحف فلم أجدها في مظانها ، فلعلها كذبة من كذبات الرافضة!!
أو لعل المراد ما نسب إليه من الشعر التشفي من أهل البيت وأنه كان يظهر إسلاما
ويبطن كفراً!! فإن كان هذا هو المراد فهو كذب أيضاً ، قال شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله:
افترق الناس فى يزيد بن معاوية بن أبى سفيان ثلاث فرق :
طرفان ووسط
فأحد الطرفين قالوا إنه كان كافراً منافقاً وأنه سعى فى قتل سبط رسول الله
تشفياً من رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتقاماً منه وأخذاً بثأر جده عتبة
وأخي جده شيبة وخاله الوليد بن عتبة وغيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم بيد علي بن أبى طالب وغيره يوم بدر وغيرها وقالوا تلك أحقاد بدرية
وآثار جاهلية وأنشدوا عنه
لما بدت تلك الخمول وأشرفت * تلك الرؤوس على ربى جيرون
نعق الغراب فقلت نح أولا تنح * فلقد قضيت من النبي ديونى
وقالوا أنه تمثل بشعر ابن الزبعرى الذي أنشده يوم أحد
ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا الكثير من أشياخهم * وعدلناه ببدر فاعتدل
وأشياء من هذا النمط
وهذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان فتكفير يزيد أسهل
بكثير!!! "مجموع الفتاوى" (4/481-482)
ت.
أما أن عليا رضي الله عنه كان يسب على منابر الأمويين :
- فإن كان من أهل العلم الفضل فكذب أصلع ، فهو صحابي جليل ومبشر بالجنة وخليفة
راشد للمسلمين .
- وأما إن كان الساب جاهل ضال فلا يبعد ذلك ، والله عز وجل ما سلم من السب !!
فلأن يسب إمام من جاهل فأمر لا يستغرب .
ث.
وأما "تفاءلوا بالخير تجدوه" فلا أظنكم تجدونه في كتاب مسند لا صحيح ولا ضعيف
!!