الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فهذه مواضع منتقاة من كلام ابن بطال في شرح البخاري لابن حجر " فتح الباري " ،
دعت الحاجة لكتابتها تحذيراً من مصنفات الأشعرية التي أفسدت كتب السلف .
وإن نقل ابن حجر لها – مما في شرحه - دون تعقب : يدل على موافقته لها .
وبما أن الإخوة الأفاضل وبخاصة الأخ عبد الله زقيل ينقل لنا ما خالف فيه الحافظ
ابن حجر عقيدة السلف : فإنني أشارك في بيان ما أخطأ فيه ابن بطال ، وهو أصل
مواضيع المناقشة كما هو معلوم .
وهذه المواضع موجودة في كتاب الشيخ عبد الله الغنيمان " شرح كتاب التوحيد من
صحيح البخاري " .
( 1 ) قال ابن بطال :
ومذهب الأشعري وأبي بكر بن الطيب ، وابن
أبي زيد ، والداودي ، وأبي الحسن القابسي ، وجماعة علماء السنة !! : أن القرآن
لا يفضل ! بعضه بعضاً ، إذ كله كلام الله وصفته ، وهو غير مخلوق ، ولا يجوز
التفاضل إلا في المخلوقات ! . أ.هـ
قال الشيخ عبد الله الغنيمان :
فهذا النقل عمن ذكرهم – قال إحسان : أي
: ابن بطال وابن الدراج - ، والزعم بأن هذا مجمع عليه من أهل السنة هو بحسب ظن
هؤلاء – يعني ابن بطال ومن يقول ذلك – لأنهم ظنوا أن هذا القول الذي هو عدم
المفاضلة لازم لمن يقول " إن القرآن كلام الله " فهو من صفاته ، والتفاضل لا
يكون إلا في المخلوقات ، والقرآن عندهم غير مخلوق .
وهو ظن خطأ ! فلم ينقل عن أحد من السلف أنه نفى المفاضلة بين آيات القرآن وسوره
.
ونحن نطالب مدعي الإجماع على نفي ذلك بالدليل ، ولن يجد ذلك .
والنصوص من الكتاب والسنة تبطل هذه الدعوى كما تقدمت الإشارة إلى ذلك .
وابن بطال – عفا الله عنا وعنه – كثيراً ما ينقل الإجماع على مسائل ؛ الحق على
خلافها !! كما ستأتي الإشارة إلى بعضها إن شاء الله .
" شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري " ( ص 57 ، 58 ) .
قال الشيخ الغنيمان – عند حديث " ..
وإنما يرحم الله من عباده الرحماء " - :
... والله تعالى اسمه وصفته يختص به ،
فرحمة الله صفة له عليا ، صفة كمال ، وسالمة من كل نقص أو عيب يمكن أن يلحق
بالمخلوق .
فليست رحمته تعالى عن ضعف أو عجز ، بل عن كمال فضله وإحسانه .
ولا يجوز أن تؤول بالثواب أو العطى أو إرادة ذلك وما أشبهه مما يقوله أهل
التأويل !! كما ذكر الحافظ ابن حجر عن شرَّاح البخاري وغيرهم ، كقول ابن بطَّال
! :
( إن المراد برحمته : إرادته ! تقع لمن سبق في علمه أنه ينفعه ، وأما الرحمة
التي جعلها في قلوب عباده : فهي من صفات الفعل ! وصفها بأنه خلقها في قلوب
عباده ! وهي رقة على المرحوم ، وهو سبحانه منـزه عن الوصف بذلك ! فتتأول بما
يليق به !! ) أ.هـ
وذكر من هذا النوع أشياء تخالف نصوص كتاب الله ونصوص سنة النبي صلى الله عليه
وسلم كما هي عادته !!!! لأنه عفا الله عنا وعنه على المذهب الأشعري !! الذي
يعتمد على تأويل صفات رب العالمين ، وإن كان أحياناً يذكر مذهب السلف فيما
ينقله ، ولكنه لا يتبناه !! بل يخلط بينه وبين ما يخالفه !! .
وهذا المذهب – يعني : مذهب الأشعرية الذي عليه أكثر المتأخرين – مخالف لما عليه
رسل الله صلى الله عليهم وسلم ، ومخالف لكتبه ، ولما عليه أتباع الرسل ، كما
اعترف بذلك يعض كبار علماء هذا المذهب ، كالفخر الرازي ، والجويني ، والغزالي ،
والشهرستاني ، وغيرهم ، كما يأتي ذكر ذلك إن شاء الله تعالى .
" شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري " ( 1 / 85 ، 86 )