الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :
مسألة فناء النار مسألة عظيمة ، وأنا متأكد - أو شبهه - على أن المتكلم فيها
على شيخ الإسلام إنما تابَع فيها بعض المتعصبين المعروفين بالحقد على السنة
وأهلها ، وسأذكر الآن بعض النقولات ونطلب من المتكلمين على شيخ الإسلام إبداء
رأيه :
1. قال ابن جرير الطبري
عند تفسير سورة هود في قوله تعالى { فأما الذين
شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما
شاء ربك } قال :....
وقال آخرون : عنى بذلك أهل النار وكل من دخلها ، ذِكر من قال ذلك : عن ابن عباس
: يأمر النارَ أن تأكلهم . وقال ابن مسعود : ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها
ليس فيها أحد، وذلك بعدما يلبثون فيها أحقابا . وعن الشعبي : جهنم أسرع الدارين
عمرانا وأسرعهما خرابا . وعن ابن زيد : أخبرنا بالذي يشاء لأهل الجنة فقال
{عطاء غير مجذوذ} ، ولم يخبرنا بالذي يشاء لأهل النار ... "التفسير" (7/118).
2. وقد نقل السيوطي!
في "الدر المنثور" (3/350) تلك الآثار وزاد عليها :
وعن الحسن البصري عن عمر رضي الله عنه : لو لبث أهل النار عدد رمل عالج لكان
لهم يوم على ذلك يخرجون فيه . وعن أبي هريرة : سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيها
أحد.أ.هـ
= فما حكم هؤلاء الذين نقلوا هذا الخلاف
، وما حكم المنقول عنهم ، خاصة عند الحمقى الذين يكفرون شيخ الإسلام - وقولهم
عندنا غير معتبر - ؟؟
= وأما الفائدة الجليلة! المقدمة للمكفرين لشيخ الإسلام من الذين انتسبوا إلى
الأشعري فهي:
3. قال الرازي
في تفسيره (12/136) عند قول الله عز وجل { وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز
الحكيم} :
المسألة الأولى :
معنى الآية ، وفيه سؤال ، وهو كيف جاز لعيسى أن يقول "وإن تغفر لهم" والله لا
يغفر الشرك ؟
والجواب من وجوه: ..
والثاني: أنه يجوز على مذهبنا من الله
تعالى أن يُدخل الكفارَ الجنةَ !!!!! وأن يدخل الزهاد والعبَّادَ النارَ
!!!!!!!
وقوله أن الله لا يغفر الشرك ، فنقول : أن غفرانه جائز عندنا!!! ...الخ
=
ولن أعلق خشية زعل بعض الناس على أئمتهم ، ونترك التعليق للمنصفين من المحبين ،
ولأهل السنة الرادين لهذه الأقوال.
=
فلذلك لا داعي لأن نقول - عن شيخ الإسلام - إنه "ليس ضالا ولا مخرفا" ، لأنه
ليس كذلك فعلا ، أما أن لا تقولوا أنتم ذلك عمن يستحقه فشأنكم ونحن نقول
للتحريف والتخريف إنه كذلك بغض النظر عن قائله ، ولا نستميت في رد الحقائق
ونغطي الشمس بغربال مخرَّق.
= فائدة هامة :
قول جهم وأذنابه هو "وجوب فناء النار" ،
والمنقول عن أهل السنة "الجواز" - ولا أرى أنه صواب - .
= فهذا بعض ما تيسر ، ومن أ راد الفائدة أفدناه - على ضيق وقتي - ومن أراد غبر
ذلك فلا ينتظر أن أرد عليه.