الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فقد نقلت جريدة " شيحان " الأردنية الأسبوعية عن شيخنا أبي طارق إحسان العتيبي
جزء من كلام ، ومن ثم ردَّ عليه بعض المغرضين من ضعاف النفوس ، وخاصة حامل لواء
التكفير وهو أبو محمد عصام المقدسي ، وصوَّره ونشره أتباعه ومقلدوه بكل بلاهة .
ولم يكلف نفسه لا هو ولا هم أن يتأكدوا من شيخنا ويقفوا على الحقيقة ، ولو أن
الأمر كان معهم أو مع شيوخهم لرأيتهم ينكرون على الناقل ويتهمونه بالصيد في
الماء العكر وعدم التثبت من النقل .
وقد تحداهم شيخنا أن يأتوا بالمقال كاملاً ليناقشوه في " البال توك " فهربوا ،
وهو عرف كيف يرد عليهم كذبهم ، فالمنشور في الجريدة هو جزء يسير من مقاله ، وهم
لا يعرفونه ولم يقفوا عليه .
وكان الشباب يطالبون شيخنا بالمقال كاملاً ، وكان يرد بأنه يرغب بالمزيد من
الأجر ، وحتى يعطيهم فرصة ليراجعوا أنفسهم ويخطئوا شيخهم الذي ردَّ بكل وقاحة
على ما في الجريدة دون تثبت .
ومن يعرف شيخنا يعلم أنه لا يشرفه الكتابة في مثل هذه الجرائد الساقطة ، بل إنه
لم يعقب على تعقيب الحلبي المرجئ الذي علَّق في الأسبوع الذي بعده في الجريدة
نفسها قائلاً (( إنه يخالف شيخنا في المنهج والسلوك )) فرفض شيخنا الكتابة
للجريدة لا لإنكار حذفهم لكثير من المقال ولا ردّاًَ على الحلبي ، ومن كلماته
الرائعة للشباب ردّاً على الحلبي قوله (( نعم ، هو صادق ، وهي أصدق عبارة له
سمعتها منه منذ زمن بعيد ، فنحن نخالفه في المنهج والسلوك )) ، نعم ، هو مرجئ
لص كذاب ظالم فكيف يتوافق مع شيخنا في المنهج والسلوك ؟؟؟؟؟؟
وكان شيخنا يعطي المقال لبعض الإخوة المحبين والذين جاءوا للتأكد منه ، وأما
غيرهم من الظلمة والكذبة فلم يكن يرى أنهم يستحقون التوضيح ، وأصحاب الهوى لا
ينفعهم رؤية البينات ولا الأدلة .
ثم أصرَّ بعض المحبين على أن ينشر مقاله ، وكان أن خصني بنشره في المنتديات ،
فرأيت من الواجب علي كتابة هذا ليراه الناس جميعاً .
ومما قاله شيخنا لنا أن هذا الجواب كان قد أطلعه على بعض المشايخ وطلبة العلم
فكلهم وافقوه عليه ولم يزيدوا على ما قاله حرفا واحدا ، وهذا من فضل الله ،
ويدل على تواضع شيخنا وثقته برأي إخوانه .
وأحداث معان لم يتكلم عنها شيخنا إلا في آخر الجواب ، ولم تستهلك إلا بضعة أسطر
، وكلامه فيها حق وصواب ، وهو يشمل جميع الأطراف ، وقد دفع أهل معان وكثير من
المناطق الثمن غاليا والنتيجة لا شيء .
وهو إذا سئل عن (( أبو سياف )) قال : لا أعرفه ، فكيف أسبه أو أنتقده أو أتكلم
عليه ؟؟؟؟؟
وكثير من الناس خلط بين كلام مراد والحلبي وبين كلام شيخنا .
وهذا هو ما كتبه شيخنا بالحرف .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فقد تناقلت وسائل الإعلام أخبار عدة متفرقة عن قيام مجموعات من الشباب في دول
كثيرة بعمليات قتل لأفراد من الجيش والشرطة ، وتفجير مباني وسيارت ، والقيام
بمظاهرات حصل معها تخريب لممتلكات المواطنين والدولة مما يعود نفعه على الناس
جميعاً .
ومما تناقلته هذه الوسائل أنَّ الذي قام بهذه العمليات هم " سلفيون " ، فكان
السؤال منهم : هل هذا ما يدعو إليه المنهج السلفي ؟ وهل لمثل هذه الأعمال أدلة
من الكتاب والسنة وفتاوى العلماء الموثوق بعلمهم ودينهم ؟ .
فكان الجواب على هذا :
إن للسلفيين منهجاً واضحاً ، وغاياتٍ بيَِّنة ،
يعلمها الجميع ، وهم يعتزون بإعلانها دائماً ، وهي ذات صلة بحاجات الأمة التي
ينتشر بينها الجهل بأحكام الدين والعقيدة ، وفرَّقتْها أهواء الأحزاب والجماعات
.
ومن هنا كان أهم غاياتهم تعليم الناس التوحيد بخاصة ، والعلم الشرعي بعامة ،
ودعوة الناس ليلتزموا بأحكام الدين وعقيدته وشريعته في المنزل والشارع والعمل
والمؤسسات ...الخ .
وإن كل ما يصرفهم عن هذه الغاية ، أو يخالفها فهو ليس ذا صلة بهم ، ومن ذلك :
التعدي على حرمات الآخرين ، وتخريب ممتلكاتهم ، ونشر العصبية المقيتة ،
والجاهلية المنحرفة ، وحمل السلاح في وجوه المسلمين ، وتحويل ساحات القتال من
مواجهة أعداء الإسلام إلى ساحات بلاد المسلمين ، وفي وجوه المسلمين .
وقد وُجد من قد انحرف عن جادة الصواب والعلم فانطلق لتلك الأفعال من تحقيق لهوى
جماعته وحزبه ، وأسوأ منه من انطلق من تكفير المسلمين وخاصة العلماء والدعاة
وطلبة العلم فضلاً عن تكفير الجيش والشرطة ، ولذلك لا ترى من هؤلاء مشاركة
فاعلة في قتال الكفار الأصليين ، ولا تراهم في ساحات الجهاد ، بل يزاودون عليهم
وينسبون أنفسهم لهم ، وكل أفعالهم إنما هي في بلاد المسلمين وفي وجوه المسلمين
، والصادق منهم هو من وجَّه سلاحه في وجه من أمره الله بقتاله لا من أمر الله
بحفظ دمه وصوْن نفسه ، والأمثلة على ذلك في الدول الإسلامية واضحة ومعلومة .
ولا يقر المنهج السلفي ولا يفتي علماؤه بتكفير المخالفين في مسائل الاجتهاد ،
ولا يقولون بالمظاهرات التي تنمي العصبية وترفع رايات الجاهلية وتمدح أحزاب
الضلال ، وما يكون فيها من تعطيل الأعمال وتحطيم ممتلكات المواطنين وحرق
الأشجار مما لا يقره عاقل فضلاً عن عالم .
وأخيراً نقول :
إن الله تعالى قد استرعى كل واحد منا رعيَّة ومن مات وهو غاش لهم لم يرح رائحة
الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
فعلى الدول أن تتقي الله تعالى في مواطنيها ، وأن تترفع عن الظلم وأخذ الأبرياء
بجريرة السفهاء ، وأن تجعل للحوار مع المخالفين طريقاً ، وقد عُلم أن الحوار
خير طريق لردع المخالفين ، وأن السجون لا تزيدهم إلا غلوّاً وتعصبّاً .
وعلى العلماء أن يبينوا للناس دينهم ، ولا يلتفتوا إلى تخذيل المخذلين ولا إلى
طعن الطاعنين ، وعليهم مسئولية عظيمة في نقاش وحوار المخالفين للعقيدة والمنهج
، وقد ثبت جدوى هذا في رجوع الكثيرين عن أفكارهم المنحرفة وخاصة تلك المتعلقة
بالتكفير والتفجير كما حصل مع الكثيرين في مصر وفي جبال الجزائر حيث أعلنوا
براءتهم مما كانوا عليه من انحراف .
وعلى قادة الجماعات الإسلامية أن يتقوا الله ربهم في أفراد جماعاتهم بتربيتهم
التربية الصحيحة على الكتاب والسنَّة دون تحزب ولا غلواء ، وأن يساهموا فيما
ينفع الأمة ويوحدها - على الحق - لا على ما يضرها ويفرقها .
وعلى عامة الناس أن لا ينساقوا وراء عواطفهم دون الرجوع إلى العلماء الموثوق في
دينهم وعلمهم دون الشباب المتحمس الذي يتقلب في آرائه ويتبنى كل أسبوع رأياً ،
ودون من يتسبب في إهلاك الحرث والنسل ، ويكفر المسلمين ويضلل العلماء ويسخر
منهم .
وإن ما حدث في " جنوب الأردن " ليحز في نفس كل مسلم شريف ، لما يرى من توجيه
السلاح في وجوه بعضنا بعضاً ، ولما يرى من التسبب في ترويع الآمنين ، وتعطيل
الأعمال ، وخاصة في هذا الشهر العظيم الذي هو شهر القرآن والتوبة ، فبدلاً من
اجتماع الناس في المساجد على القيام ، وبدلاً من اجتماع الأسَر على المائدة في
الإفطار : رأينا الخوف والهلع وإطلاق النار .
وإننا لنسأل الله تعالى أن يحفظ دماء المسلمين ، وأن يهدي ضالهم ومنحرفهم ، وأن
يوفق العقلاء لدرء الفتنة ونشر الأمن والأمان .
والله الهادي إلى سواء الصراط
كتبه
إحسان محمد عايش العتيـبي
أبو طارق