اطبع هذه الصفحة


المعافى بن زكريا

د.عيسى عبدالله السعدي

 
بسم الله الرحمن الرحيم


كان المعافى بن زكريا على مذهب ابن جرير الطبري حتى إنه عرف بذلك فكان يقال له : أبا الفرج الجريري ، أو ابن طرار الجريري ، وكان من بحور العلم كما قال الذهبي في السير16/546 وكان من أعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة وأصناف الأدب ، حتى كان الباقلاني يقول : إذا حضر المعافى حضرت العلوم كلها ! ولو أوصى رجل بثلث ماله لأعلم الناس لوجب أن يصرف إليه ! وقال البرقاني : كان أعلم الناس وكان ثقة . وقد ذكر ابن كثير أنه كان كثير الآداب والتمكن في أصناف العلوم ، ومما ذكره على ذلك من الشواهد قصة اجتمع فيها جماعة من الفضلاء في دار بعض الرؤساء وفيهم المعافى فقالوا هل نتذاكر في فن من العلوم فقال المعافى لصاحب المنزل وكان عنده كتب كثيرة في خزانة عظيمة مر غلامك يأتي بكتاب من هذه الكتب أي كتاب نتذاكر فيه ! فتعجب الحاضرون من تمكنه وتبحره في سائر العلوم !! البداية والنهاية 11/328 .
ومع هذا العلم والتمكن والاقتدار فقد كان يعاني من ضر وبؤس شديد حتى قال أبو حيان : رأيت المعافى بن زكريا قد نام مستدبر الشمس في جامع الرصافة في يوم شات وبه من أثر الضر والفقر والبؤس أمر عظيم مع غزارة علمه !!!
ويبدو أنه كان يعاني مع ذلك من حسد بعض من حوله حتى إنه قال في ذلك :

ألا قل لمن كان لي حاسدا ... أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله سبحانه ... لأنك لم ترض لى ما وهب
فجازاك عني بـأن زادني ... وسد عليك وجوه الطلب !

توفي هذا العالم سنة 390 ﻫ عن خمس وثمانين سنة قال ابن كثير له المصنفات الكثيرة منها كتابه المسمى بالجليس والأنيس فيه فوائد كثيرة جمة . وقال الذهبي له تفسير كبير في ست مجلدات جم الفوائد !
تمت


 

د.عيسى السعدي
  • كتب
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية