اطبع هذه الصفحة


حقوق الإنسان

عبداللطيف بن هاجس الغامدي

 
كثيرًا ما يدندن الغرب الكافر حول قضية حقوق الإنسان وخصوصًا حقوق المرأة ، متخذًا من هذه القضايا أدوات سياسية قذرة للضغط على الدول الإسلامية ولممارسة الهيمنة عليها والتغيير فيها حسبما يقتضيه الذوق الغربي الفاسد .
وغدت هذه القضية كالمطرقة فوق رؤوس بعض من لا يثقون بدينهم ولا يعتزُّون بعقيدتهم ولا يفتخرون بموروثهم لجهلهم به وغفلتهم عنه ومخالفتهم له .
والحقيقة الدقيقة أننا معاشر المسلمين بحاجة إلى أن نقلب ظهر المجن في وجوه أعداء ملتنا ، لنحاربهم بسلاحهم ونقاومهم برماحهم ، لنجعلها كالسيوف المصلتة فوق جماجمهم الصدئة التي ملئت كبرًا وغطرسة وعتوا ، ولو كره المحبون لهم والمتعلقون بهم !
فما من دين أعظم من دين الإسلام الذي يرعى الذمم ويصون الأمم ويعلي من مكانة الإنسان ويحافظ على حقوقه ويرعى مصالحه .
لا نقول هذا كردة فعل لهجومهم علينا وطعنهم فينا ، فليسوا ممن يهمنا رأيهم أو تشغلنا انتقاداتهم ، ولكننا نهتف به في مسامع بعض إخواننا الذين اهتزَّت قناعتهم في دينهم لضعف إيمانهم ورقَّة يقينهم ، واضطربت مفاهيمهم حول شريعتهم لجهلهم بحكمه وأحكامه وغفلتهم عن شرائعه ونظامه ،تأثرًا بالزخم الإعلامي والانفتاح الأهوج على العالم دون ضابط شرعي أو رسوخ عقدي أو تأصيل علمي .
فزلَّت الأقدام وزادت الأوهام وزاغت الأقلام في بحر الضلال من أناس جهال يستحقون أن تفرس أقلامهم في أحداقهم لأنهم عمي عن الحقيقة الناصعة صمٌّ عن الوقائع الصادقة ، يرددون في سخف و غباء مقالات وقناعات الأعداء ، ويلقفون في سخف بالغ ما يتقيؤه الغرب الكافر الفاجر ويفرحون به ، وربَّ ساع في حتف نفسه وهو لا يشعر .
وليس الذي يدمي قلوبنا بغي أعدائنا علينا ، فالحرب بيننا وبينهم حرب دين قبل أن تكون على لعاع من حطام الدنيا الفاني ، وإنما الذي يفري الكبد ويحرق القلب أن خذلاننا جاء من بين صفوفنا ومن داخل بيوتنا ، ونحن قوم لا نطيق أن تكون حصوننا مهدمة من الداخل مهزوزة الثوابت مخلخلة الأساس .
وفي استقراء سريع لبعض النصوص الشرعية في هذه القضية نجد أن الإسلام بأوا مره ونواهيه حافظ على حقوق الإنسان وصان كرامته ورفع من منزلته وأعلى من قدره ، بل وحافظ على حقوق الحيوان قبل الإنسان ، فحرَّم إيذاءه والتعدي عليه ونهى عن القسوة معه والغلظة عليه ، فهل من مدَّكر ؟!
والنصوص الشرعية الناطقة بمنطوقها ومدلولها على هذه الحقيقة في محافظة الإسلام على حقوق الحيوان البهيم فضلا عن المحافظة على حقوق الإنسان المستقيم لا تعد ولا تحصى ، ولا يعمى عنها إلاَّ من لا بصيرة له .
فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثًا ؟‍
 

عبداللطيف الغامدي
  • كنوز دعوية
  • مقالات ورسائل
  • كتب ورسائل
  • الصفحة الرئيسية