وقعت احداث هذه المعركة البطوليه في شتاء عام 1416هـ - 1996م ...على مقربة من
ارض الشيشان ...وذلك خلال الحرب الشيشانيه الاولى(1995-1996م) ... دعونا
نتحدث عن مفارقات هذه العمليه...والارهاصات التي ساقت بلورة هذه المعركه على
نطاق بوتقة ينصهر فيها كل مقياس دنيوي....وكل مقياس عسكري....الا المقياس
الايماني.....
لايختلف اثنان على شراسة الحرب الروسية في الشيشان....ومدى القتل والتدمير
اللذي اخدثه الروس في بلاد المسلمين تلك...ولكن المجاهدين بفضل من الله
وتثبيته ثبتوا ...وقاوموا ...واستبسلوا في الدفاع عن دينهم وارضهم
وعرضهم.....وتلبية لنداء الرحمن ...ونصرة لأهل الاسلام هب ثلة من شباب
الاسلام ...تاركين وراءهم متاع الدنيا وحطامها...وزينتها وبهرجه...لينصروا
اخوانهم في الشيشان...ويتقاسموا معهم القتل والتشريد والجوع والخوف....
طلبا لرضى الله عز وجل ...وطمعا في جنته ولا نزكي على الله احدا.....
وصل الى ارض اذربيجان مجموعة من المجاهدين العرب...هم ابوعاصم التبوكي...وابواسامة
التميمي....وابومعاذ السوري...وحسن الموريتاني...وصهيب
المصري.....وغيرهم.......
يسر الله لهم دخول ارض الشيشان...والتحقوا بالمجاهدين هناك...فلا تسل عن
فرحتهم ...وتوقدهم للقاء ربهم.... فكان من نصيبهم ..معركة من اصعب
المعارك....الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود.....معركة قلما تحدث في هذه
العصور المتأخره...معركة كسرت موازين القوانين العسكريه...
قام القائد الفذ سلمان رادوييف (فك الله اسره) بجمع مجموعة من جنوده الأشاوس
المخلصين....وتبايعوا على الموت ..... وذلك ليقوموا باختراق الحدود الشيشانيه
وعبور النهر الفاصل بينها وين داغستان ...وعبور ارض داغستان...وحرس الحدود
الروسي...والتسلل مايقارب الثمانين كيلو مترا داخل اراضي داغستان ليصلوا الى
مدينة كيزلار...التي يرابط بها الجيش الروسي...واللتي بها قاعدة التموين
الاولى للجيش الروسي..من طائرات ودبابات وذخائر وجنود...حيث تنطلق منها
الطائرات لتدك مواقع المجاهدين الشيشان....وتنطلق منها الدبابات لضرب رؤوس
المدنيين العزل...وينطلق منها اعداء الله الروس لتعذيب المهاجرين من النساء
والشيوخ والاطفال......فعزم القائد سلمان رادوييف على تدمير هذه القاعده....ودكها
على رؤوس الروس ...
وتسوتها باالارض ليريح المسلمين من شرها....وليخفف الضغط على الشيشان
....ويعطي الروس ضربة عسكريه لن ينسوها على مر التاريخ.....
وصلت الأسود الى مدينة كيزلار...
واخذ المجاهدون مواقعهم....وهم يرقبون العدو الروسي....ويحصون الطائرات
الجاثمه على ارض المعسكر (الثكنه العسكريه) وعدد الدبابات المتواجده....وشاء
الله ان ينكشف المجاهدون قبل ان تبدأ العمليه....ولكنهم واصلوا التحرك الى
اثكنه العسكريه وهم مشبكين مع الروس بالاسلحه ....مباشرة وجها لوجه....والقوات
الروسيه آخذة بالقدوم من كل حدب وصوب....فمر المجاهدون اربع طائرات كانت
جاثمه .....واعطبوا عددا من الآليات والدبابات ...وقتلوا من قتلوا من الجنود
الروس.....وحينما شعر المجاهدون بأن الروس قد اطبقوا الحصار عليهم....توجهوا
صوب المستشفى العسكري (كما فعل شامل باسييف من قبل) واحتجزوا الجرحى من
الجنود والضباط الروس.....واحكموا سيطرتهم على مداخل ومخارج الأبواب ...وشدوا
وثاقهم على الاسرى...وفيهم ضباط ذوو رتب عاليه ... تجمعت القوات الروسيه خارج
المبنى....
وصلت الأسود الى مدينة كيزلار...
واخذ المجاهدون مواقعهم....وهم يرقبون العدو الروسي....ويحصون الطائرات
الجاثمه على ارض المعسكر (الثكنه العسكريه) وعدد الدبابات المتواجده....وشاء
الله ان ينكشف المجاهدون قبل ان تبدأ العمليه....ولكنهم واصلوا التحرك الى
اثكنه العسكريه وهم مشبكين مع الروس بالاسلحه ....مباشرة وجها لوجه....والقوات
الروسيه آخذة بالقدوم من كل حدب وصوب....فمر المجاهدون اربع طائرات كانت
جاثمه .....واعطبوا عددا من الآليات والدبابات ...وقتلوا من قتلوا من الجنود
الروس.....وحينما شعر المجاهدون بأن الروس قد اطبقوا الحصار عليهم....توجهوا
صوب المستشفى العسكري (كما فعل شامل باسييف من قبل) واحتجزوا الجرحى من
الجنود والضباط الروس.....واحكموا سيطرتهم على مداخل ومخارج الأبواب ...وشدوا
وثاقهم على الاسرى...وفيهم ضباط ذوو رتب عاليه ... تجمعت القوات الروسيه خارج
المبنى.... وحاولوا اقتحام المبنى بلا جدوى
وصلت الاخبار الى موسكو ...وتنامت الى مسامع الكهل الخمار بوريس يلتسين رئيس
روسيا اخبار ما قام به جند الله فأدخل على اثر الخبر الى المستشفى....طلب
الروس المفاوضات وتتملكهم الدهشة والرهبه...والنظر بعين الاستكبار لما فعله
الجنود الاشاوس بهم.... وافق سلمان رادوييف على المفاوضات واشترط ان يحضروا
له تسعة من وزراء داغستان وعدد من الضباط كرهائن عند سلمان .وان يجهزوا
للمجاهدين عددا من الباصات لنقلهم الى الحدود الشيشانيه .....ومن هناك يتم
اطلاق سراح الرهائن..... وافق الروس على هذه الخطه ...فجهزوا للمجاهدين عددا
من الباصات لنقلهم...
واحضروا لهم عددا من المسؤولين الروس والداغستانيين ........وفعلا نزل الاسود
وبكل ترتيب هادئ ....بعيدا عن الفوضى والغفله.... واستقلوا الباصات وتوجهوا
صوب الشيشان والطائرات والمدرعات ترافقهم من كل اتجاه....تحرك المجاهدون حتى
وصلوا الى الحدود الشيشانيه ....وما بقي عليهم سوى ان يعبروا الجسر اللذي يصل
بين الشيشان وداغستان...وهو على نهر يشكل فاصلا طبيعيا بين الشيشان
وداغستان......وصلت مقدمة اول باص لتضع عجلاتها على الجسر للعبور .....والاسد
المجاهده من الجهة الاخرى مرابطة على الثغور يرتقبون وصول اخوانهم....فأتت
طائرة هيلكوبتر وقصفت الجسر فتحطم .....فأحس المجاهدون بالخيانه وتوجهوا الى
قرية على الحدود ...هي قرية بيرفوموسكوييه...قرية سكانها من المسلمين
الداغستانيين.....نزل المجاهدون ومعهم اسراهم الى المدرسه ....وطلبوا من اهل
القرية مغادرتها بكل ما يستطيعون حمله..... وتخندق المجاهدون وحفروا خنادقهم
وجهزوا اسلحتهم..... والروس يحشدون لهم ....بطوق من القوات الخاصه الروسيه
...وخلفه طوق من المدفعيه الثقيله وخلفهم طوق من المشاة والقناصين متربصين
على طول الحدود وعلى النهر تحسبا لهرب المجاهدين......اذا اذا تخيلت الوضع
لابد انك سيتسلل اليك اليأس من نجاتهم او مقارعتهم......قسم سلمان رادوييف
المجموعات ووضع على رؤوس بعضها المجاهدين العرب ..امثال ابواسامة التميمي
وابوعاصم التبوكي وحسن الموريتاني ومعاذ السوري وصهيب المصري ...واعطى لكل
واحدا منهم جهاز (مخابره) لاسلكي ليتحدثوا باللغة العربيه ويلتقطها الروس مما
يشعرهم بالخوف والرهبه ان معهم مجاهدين عرب كثر.......
في اليوم الاول من الحصار استعد المجاهدون للقاء الله تعلوهم السكينه والثقة
بنصر الله لهم....وعلى مسافة بعيده من آلاف الكيلومترات ....وعلى البحر اختطف
خمسة مسلحين شيشانيين باخرة سياحية روسية كانت متجهة الى تركيا وعلى متنها
العشرات من السياح الروس....وهددوا بتفجير الباخره واغراق من فيها اذا لم يفك
الحصار عن المجاهدين في قرية بيرفوموسكوييه......
وفي آخر اليوم اختطف اربعة عشر جندي روسي من قروزني .... وهددوا بالقتل ذبحا
اذا لم يفك الحصار عن المجاهدين........وفي اليوم الاخر فجرت محطتين للقطارات
في موسكو ....وهددت باقي المحطات بالنسف اذا لم يفك الحصار......وهكذا ( لله
در شعب قليل العدد قوي البأس....من كلام الامام عبدالعزيز بن باز رحمه الله
عن الشعب الشيشاني)...
وفي اليوم الثالث لم يجد الروس بدا من اقتحام القريه وقتل المجاهدين وانقاذ
سمعة الجيش الروسي التي وصلت الى الحضيض.....استعد المجاهدون وتبايعوا على
الموت ...وقسمت المجموعات ...واستعدوا للقاء الله بدأ الروس بالقصف المكثف
فعلم المجاهدون ان الاسرى لاقيمة لهم فذبحوا الروس منهم واطلقوا الباقين....وامر
سلمان المجاهدين بأن يقتحموا على القوات الروسيه ..وموعدهم الجهة الاخرى من
النهر على ارض الشيشان.....تفاجأ الروس بالمجاهدين وهم يقتحمون عليهم مواقعهم
الحصينه ...وتعالت الاصوات وارتفع التكبير والتهليل....وثار الغبار وقتل انا
مصيرهم الى الجنة واخرون الى النار.....قتل ابوعاصم وابواسامه وحسن وصهيب
ومعاذ رحمهم الله وتقبلهم في هذا الاقتحام ......وقتل عدد كبير من الشيشانيين
....واستطاعت مجموعة كبيرة من المجاهدين ان يقتحموا الطوق الاول من القوات
الخاصه الروسيه ....والطوق الثاني من سلاح المدفعيه ......والطوق الثالث من
الجنود والقناصة وحرس الخدود ...وعبروا النهر ووصلوا الى ارض الشيشان
.....ونجوا باعجوبة وكرامة من الله عزوجل .....
تناقلت وسائل الاعلام هذه الاخبار والروس في ذل وهزيمة وفضيحة امام العالم
لايستطيعوا ان يجدوا لها تفسيرا.....افضل القوات وافضل المدفعيه وامهر
القناصه ومع ذلك اخترقتهم مجموعة مسلحة باسلحة بدائيه .....ونجا ممن نجا
القائد سلمان رادوييف.....ويوجد في الشيشان محطة ارسال تلفزيزيوني متنقلة على
شاحنة صغيره....يستطيعون من خلالها ايقاف بث التلفاز الروسي لدقائق معدوده.....فقاموا
بقطع الارسال وخرج لهم الاسد سلمان رادوييف معلنا انتهاء الحصار ونجاح المهمه...وتدمير
القاعده ......وختم بالتهديد لبوريس يلتسين والجيش الروسي بتكرارها.....
وهكذا انهت هذه الملحمه.....وقتل فيها خيرة من الشباب العربي والشيشاني.....رجع
بعض الاخوه الى ارض المعركه فيما بعد ليتفقدوا من وجد حيا او جريحا بعد
مده...فاذا بأجساد الشهداء العرب تفوح منها روائح المسك ...وتعلوا محياها
الابتسامه العجيبه.....والارض تعبق بريح المسك ...ولم يتغير شي في اجسادهم.......وكانت
رائحة المسك مميزة من ابي عاصم التبوكي...ذلك الشاب اللذي ترك دراسته
الجامعيه العلميه وباعها لله عز وجل.......
م.حمد القطري