يسألوني لماذا لا تكتب ..
و ماذا أكتب ؟ و كيف أبوح ؟؟ ..
و قلبي يتقطع ألما و حزناً ..
و هل هناك كلمات في قواميس لغات العالم تكفي للتعبير عما نراه اليوم و نسمعه
..
إن الواقع يجل عن الوصف ..
يعربد الروم و يسكرون في أرض الأفغان علانية ..
أشجار عيد الميلاد المزينة تباع في شوارع كابل ..
و قتلانا لا بواكي لهم ..
الفضائيات الأمريكية تنقل احتفال الناس بعيد الفطر .. على أنها احتفالات
بالكريسماس ..
المذيعة الشقراء تتمشى بالجينز و تسلم و تقابل الرجال طوال اللحى ..
و يبادلونها السلام و الابتسامات ..
و قتلانا لا بواكي لهم ..
و البرقع الأفغاني رمز الإيمان و الحشمة و الحياء .. اصبح محل سخرية
هل رحل الإسلام عن أفغانستان برحيل طالبان ..
جاءت أمريكا .. كعادتها .. لتزرع الكفر في قلوب الناس بهدية و ابتسامة ..
عادت معهم السينما و الخمور و الرقص و الطرب و الخنا .. و الكفر ..
و قتلانا لا بواكي لهم ..
الجنود الأمريكان يتصلون على عائلاتهم و أطفالهم و يبادلونهم التهاني بالعيد
و هم الذي سحقوا عوائل المجاهدين عن قصد و قتلوا زوجاتهم و أطفالهم بلا رحمة
..
لأول مرة في تاريخ الحروب البشرية .. لا يجد جرحى الحرب من يعالجهم ..
و يجبر الجريح على القتال بأطراف مقطعة و عظام مهشمة .. يقاتل حتى الموت ..
و عليه أن يختار بين أمرين ..إما الموت .. أو الموت ..
و هل حصل في التاريخ أن يقاتل الجريح و هو على السرير الأبيض !! ..
أخواننا .. أحبابنا هناك .. يا من نصحو و نغفو و ليس على بالنا غيركم ..
أيها العرب الأفغان .. أيها الأفغان العرب .. نعم أنتم القاعدة .. أنتم
القاعدة ..
أنتم أساس البنيان المرصوص .. الذي يقف سداً منيعاً يحول بين أعداء الأمة و
بين ما يشتهون ..
لن أقول سوف يخلد التاريخ ذكركم .. فليس ذلك راجع إليه .. ( مو بكيفه يعني )
و لكن أقول .. على التاريخ أن يطوي أوراقه و يغض بصره حياءً منكم ..
على التاريخ أن يقف على قدميه و يصمت .. هيبة لكم
على التاريخ أن ينشر نفسه بين أيديكم .. أوراقاً بيضاء تكتبون فيها ما تشاءون
..
تسطرون بدمائكم ملحمة من أروع الملاحم التي عرفها تاريخ البشرية ..
ملحمة أذهلت العالم .. و وقف أمامها التاريخ مشدوهاً .. لا يدري ما يكتب ..
و هل يجرؤ التاريخ أن يسجل ما تفعلون و ما يفعل بكم ؟ ..
لن يقدر .. لأنكم سابقة في تاريخ الصمود و البسالة .. لم يمر عليه شبهاً لكم
عبر العصور ..
و هل شهد التاريخ عصابة مثلكم .. اجتمع عليها الكون بأسره ..
و هل وجدت عصابة في التاريخ اجتمع عليها المسلمين و الكفار
و العرب و العجم و الترك و الصين و البربر ..
و السود و البيض و الحمر و الصفر ..
حتى الخطيب .. في آمن بقعة على وجه الأرض .. في المكان الذي يأمن فيه الطير
.. يخاف ..
يخاف .. أن تتحرك شفتاه بالدعاء لكم .. أو أن يزل لسانه بذكركم …
أيها المرضى النفسيين
أيها البطالين
أيها الخوارج
أيها الشباب السذج المغرر بهم ..
أيها المتطرفين المتهورين المغسولة أدمغتهم ..
أفقكم ضيق .. و نظرتكم سوداء .. و بصيرتكم عمياء .. و فقهكم أعوج ..
و مع ذلك كله .. أحبكم .. أحبكم .. أحبكم ..
أحبك لا تسأل لماذا لأنني .. أحبك هذا الحب ديني و مذهبي
فليقولوا عنكم ما يشاءون ..
أما أنا ..
فسأبكيكم ما جادت بذاك عيني ..
و سأدعو لكم ما طاوعني لساني ..
و سأدعمكم .. ما تحركت جوارحي ..
و سأذكركم .. ما دام في جسدي عرقاً ينبض ..
و سألعن من يلعنكم ..
همام