شاب في العقد الثالث من العمر احد شباب الأمة الإسلامية من ليبيا كان منذ
صغره له ميل وتوجه نحو الطاعة والبعد عن كل ما يغضب الله نشأ في أسرة طيبه
والتحق بعد الثانوية بالجيش الليبي وفي نهاية عام 1992م انتشرت أخبار المذابح
الصربيه للمسلمين العزل وانتشرت صور المذابح .
فآثر نصرة اخوانه المسلمين في تلك البلاد وفعلا اخذ الخرائط وبدأ يتتبع
الاخبار ويسأل عن الطرق والسبل الموصلة الى تلك البلاد وفعلا استطاع الدخول
الى البوسنة والهرسك في نهاية عام 1992م والتحق باخوانه المجاهدين في مدينة
ترافنيك ، تميز ابو عبدالله عن غيره بالصمت الطويل والسمع والطاعة والتواضع
الجم ومحبة اخوانه اضافة الى الشجاعه والصبر خاض معارك شتى مع الكروات حينما
غدروا بالمسلمين وحاصروهم من جهة الجنوب والصرب من جهة الشمال فأصبح المسلمين
بين فكي كماشه وضرب ابي عبدالله للمجاهد العربي اروع صور الشجاعة والتضحيه
حتى ارتفع شأنه بين المجاهدين واصبح من قادة الجبهة آنذاك ، وكان القائد
المحنك وحي الدين المصري يولي ابوعبدالله عناية خاصه لما راى فيه من صفات
القياده حتى قتل وحي الدين رحمه الله وآلت القيادة العسكريه الى المعتز بالله
وقيادة الجبهه الى حسام الدين وبعد مقتل حسام الدين رحمه الله آلت قيادة
الجبهة الى ابي عبدالله الليبي رحمه الله،تولى ابوعبدالله القياده في بداية
عام 1994م وهي جبهة شريشا وكان رحمه الله شديد التواضع حتى ان الزائر للجبهه
لا يستطيع تمييز الأمير من تذلله لاخوانه وكان رحمه الله صاحب مكر ودهاء في
الحروب فلطالما اثخن في الكروات والصرب وكان ابي عبدالله يتميز عن غيره من
القادة بالترصد الدقيق ،
ومن قصصه في
الترصد
انه ذات يوم ذهب ومعه احد المجاهدين فاقترب اقترابا شديدا حتى خاف الاخ
المرافق له وقال له يا ابا عبدالله انتبه فقد اقتربنا جدا فالتفت اليه وابتسم
وقال بكل هدوء نحن نعمل الأسباب والموت بيد الله سبحانه ، وقال قولة عل بن
ابي طالب رضي الله عنه من أي يومي افر من يوم لا قدر او من يوم قدر فالذي لم
يقدر لا أهابه ومن المقدور لا ينجو الحذر واستطاع ان يسجل اصواتهم ومحادثاتهم
بجهاز تسجيل صغير معه ثم رجع قافلا،
ومن قصصه
انه كان بين يديه جهاز اتصال لاسلكي يتواصل به مع المجاهدين فإذا بأحد القادة
الصرب قد دخل عليه في جهازه واخذ يسب المسلمين وخصوصا المجاهدين ويهدد ويتوعد
فقال له ابوعبدالله اخبرني اين مكانك وفي أي خندق أنت واحسب لي نصف ساعة
وأكون عندك لنرى كيف تهدد فأقفل الصربي الجهاز ولم يدخل على المجاهدين مرة
اخرى .
انتقل المجاهدون الى جبهة اخرى حول مدينة زافيدوفيتش واخذوا مواقعهم وكانت
عبارة عن ثلاثة تباب (قمم) وفي احدها وادي مكشوف للعدو كان هو أميره المباشر
وبعد ترصدات كثيره ورباط دام ثمانية اشهر اقترب موعد ابي عبدالله مع الشهادة
ان شاء الله واستعد المجاهدون لخوض معركة الفتح المبين وتقدمت اسود الرحمن
نحو
ميدان المعركه ودارت رحاها حتى مكن الله للمجاهدين ففتحوا المنطقه
وانهمك
ابوعبدالله بترتيب الاوضاع وبينما هو يسير في احد الاوديه اذ اتته طلقة قناصه
على رأسه فسقط شهيدا رحمه الله
، واصاب المجاهدين مصاب جلل بفقدهم لهذا القائد الهمام اللذي طالما اثخن في
أعداء الله واذاق الكروات والصرب الويلات تلو الويلات وقتل بيده رحمه الله
عدد منهم فلن تنسى ارض البوسنه صولاتك ولن ينسى اعداء الله جولاتك .
من قصص الشهداء العرب
في البوسنه والهرسك
أبو ثابت المهاجر المصري 10