أبو إبراهيم الخرجي.......
عبدالله بن إبراهيم الرشيد.........
من أهالي منطقة الخرج وسكان مدينة الرياض ...نشأ نشأة صالحه طيبه......
لم تعهد عليه صبوة...تربى تربية صالحه على يد أبيه رحمه الله ...
عرفه الله عز وجل بكرمه ومنه طريق الجهاد مبكرا...وجعل قلبه معلقا به...وفكره
منشغلا به....
حتى يسر الله له طريقا إلى افغانستان....لينصر إخوانه هناك ضد الشيوعيين.وكان
ذلك عام1411هـ
وصل هناك واعد نفسه....وشارك إخوانه هناك....ثم قفل راجعا إلى أهله......
واسمحوا لي أحدثكم عن أخلاقه ومواقفه .......قلما تجد شخصا يتميز ويتصف
بصفاته تلك....
كان رحمه الله كالأم الحنون لإخوانه من الشباب ... يسأل عنهم ويتفقد أحوالهم
ويمدهم ويعينهم ويساعدهم...ولا يعرف القادم من خارج الرياض الا بيت الكرم
والكرماء....بيت أبو إبراهيم....
تجد في نفسه الحرقة على إخوانه المسلمين...متابعا لأخبارهم...ناشرا لها....
يجهد نفسه في جمع التبرعات لإخوانه...والذي يعرفه يعلم ان الرجل بسيط جدا في
كلامه...
لا يتكلف ولا يستخدم العبارات الرنانه ..والألفاظ المنمقة.... بل بكل سهوله
وتعابير بسيطة تخترق حواجز قلبك وذهنك لتنفذ الى عقلك وتخاطبه...والى قلبك
فتحركه....لأنها كلمة خارجه من القلب...
جلسنا ذات يوم نتذاكر بعض المجازر التي يتعرض لها المسلمون ...واذ بعينيه
تذرف الدموع....
قلبه رقيق رقة الهواء البارد ....ودمعته من الخشوع حاضره..ما ان يأذن لها حتى
تزل.....
سمع بمحنة إخوانه في بلاد البوسنة والهرسك فلم يتردد...أو يتأخر...مع العلم
انه متزوج ولديه أطفال...حزم حقائبه واتجه إلى بلاد البوسنة والهرسك...لأنه
سمع هيعة هناك وصيحة تنادي وااسلاماه.....واسلاماه...فلبى النداء وشارك
إخوانه هناك ...وأكرمه الله بحضور عدة معارك هناك...
فلكم افرح إخوانه هناك...ابتسامته الطيبة لا تفارق محياه...وهدوئه واحترامه
لإخوانه وتواضعه لهم...وحبه لهم وإيثاره لهم على نفسه اكسبه محبة وألفه وسمعة
طيبه بين إخوانه اللذين يفتقدوه أينما ذهب ويفرحون به أينما حل ......
رجع إلى الرياض وواصل مشواره التجاري حيث انه يملك متجرا للأواني المنزلية
...وفقه الله ورزقه وفتح عليه ... وأخذ يتوسع بالتجارة وأقبلت إليه الدنيا
ببهرجها وزينتها وغرورها .....
وبدأ بعمارة بيت له سكني...وقطع مشوارا به ......اذ بالامتحان الإلهي
يأتيه....
من أفغانستان ...يا خيل الله اركبي.......واسلاماه........ ...يا خيل الله
اركبي.......واسلاماه........
لم يتردد وكان قد رزق بمولودة لطالما يتحدث عنها وحبه لها....فأعد نفسه وجهز
أموره ....
وفي ليلة سفره رأى عند الإشارة سيارة بها ابنة صغيره ذكرته بابنته...فحن
قلبه...وتفجرت مشاعر الأبوة....واخذ الشيطان مأخذه بالتخذيل....ولكنه استعاذ
بالله من الشيطان وواصل سفره ...وودع أهله ...وألقى على أبنائه النظرة
الأخيرة ....وصل إلى أفغانستان....ورابط في قندهار.....
حتى أتى يومه في رمضان...ليلة من لياليه الساحرة....أتى تعرض من المنافقين
ومعهم الصليبيون ...فكان صاحبنا ومعه ستة اسود ودبابة ...يدافعون
بأجسادهم وأرواحهم عن إخوانهم اذ انكشف لهب الدبابة الى العدو...فلم تتأخر
هيلوكوبتر الأباتشي في تمشيط الموقع فقتل الإخوة ...
وقتل أبا إبراهيم بإصابة بسيطة في رأسه ....ورآه إخوانه مبتسما....مشرق
الوجه......
رحمك الله ياليثنا ...لطالما فرجت عن إخوانك الكرب بعد الله.....
ولطالما كنت لهم كالشجرة التي يتجمع تحتها الأناس ليستظلوا بظلها......
ولطالما حرصت على اجتماع إخوانك وبذلت لهم من مالك ونفسك وروحك ووقتك....
ولا نقول إلا نسأل الله ان نلقاك في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك
مقتدر....