من أهالي الكويت.....بلد أخرجت لنا الأبطال تلو الأبطال.....والشهداء تلو
الشهداء.....
كان أبو علي شابا مغمورا كغيره من الشباب......
التحق بعد دراسته الثانوية بالجيش الكويتي وتعين برتبة ضابط.......
لم تكن تبدو عليه مظاهر الالتزام.....بل العكس من ذلك....
تزوج رحمه الله ورزق بأطفال....بدأ الغزو العراقي للكويت .....واخذ مع من
اخذ أسيرا إلى العراق...
حيث انه ظل يقاوم ولم ينسحب....وكانت رتبته نقيب....وشاء الله له
الأسر......
اسر عند القوات العراقية ثمانية اشهر واجه خلالها المتاعب .....والتعذيب
....والصعوبات...
وشاء الله له في ذلك الموطن ان تتحرك في نفسه الفطرة.... بميله للالتزام
والطاعة.....
قصفت القوات الأمريكية بغداد وقصف السجن الذي كانوا فيه فاستطاعوا
الهرب.....
حتى وصل هو ومن معه إلى الكويت...... فاستقبل استقبال الأبطال .... ورجع
إلى أهله وأولاده....
شاء الله له ان يتعرف على البطل الشهيد أبو معاذ الكويتي......وغيره من أهل
الجهاد......
فتحركت معاني الشهادة في قلبه......وازدادت بعد سفر أبي معاذ إلى البوسنة
والهرسك....
بعدها قرر الذهاب إلى البوسنة والهرسك .....وفعلا سافر إلى هناك.......
وصل إلى البوسنة وشارك إخوانه الجهاد.....ونال شرف الرباط....والجهاد.....
أراد بعض المجاهدين ان يذهبوا من مدينة زينيتسا إلى مهرج ....وشاء الله لهم
ان يؤسروا بعد ان ضلوا الطريق......
وقع أبو علي رحمه الله في الأسر عند الكروات ......ووقع للمرة الثانية في
الأسر.....
ضرب رحمه الله أروع معاني الصبر والتحمل ......والطاعة والعبادة......
كان يأتيه من الضرب أضعاف أضعاف ما يأتي باقي المجاهدين.....
كان الكروات يعطون الأسير كأس ماء فقط في اليوم كله...فكان يدخره
للوضوء......
وأما عن أكلهم فهو عبارة عن زيت وكسرة خبز يابس ....كان يدخرها لسحوره
وصيامه.....
فكان يصوم يوم ويفطر يوم ...وصاحب قيام ليل طويل......وعبادة دائمة....
يأتي الكروات من مختلف المناطق والجبهات وبعضهم قيادات كبيرة فقط ليتفرجوا
على الأسرى.....
ويشبعونهم ضربا...فكانوا يضربون المجاهدين ضربا موجعا مبرحا .....
ويظهر المجاهدون التأثر ليسلموا فقط من ضربهم ....أما أبا علي فلم يكن أبدا
يسمعهم كلمة من ضربهم أو يعطيهم شعور أنهم أوجعوه وذلك عنادا وقهرا للكروات
....فكان له النصيب الأوفر من الضرب...والحصة الكبرى من التعذيب......
كان كغيره من الأسرى ومعظمهم قتل (أبو صالح أبو معاذ القطريين وأبو ماعز
)...يذهب من الساعة الخامسة فجرا الى الساعة الخامسة مساء في حفر الخنادق
...ونقل الذخيرة للكروات في جبهتهم ...
والقيام بالأعمال التي لا يطيقها عشرون رجلا توكل إلى سبعة فقط من
الأسرى...؟؟؟؟....
صبر وصابر رحمه الله إلى ان يسر الله وأطلق سراحه (
لمن أراد الاستزادة
يرجع إلى القصص السابقة )...
فرح به الشباب المجاهد أيما فرح وباقي إخوانه الأسرى.... ورابط وواصل
القتال مع المجاهدين....
حتى أتى ذات يوم وأرسلت دولة الكويت طائرة خاصة لتنقل الرعايا الكويتيين من
البوسنة إلى الكويت وكان عددهم خمسة كويتيين فقط.....وأمنت من الأمم
المتحدة....ووصلت إلى مطار سبليت لتنقلهم ...
ذهب الكويتيون الخمسة إلى سراييفو ....وقبل ان يهموا بركوب طائرة تابعة
للأمم المتحدة....
نظر إليهم أبا علي وقال والله لن اذهب معكم........ولن ارجع الى الكويت....
لأنني ما أتيت هنا الا لطلب الشهادة.....وان اقتل في سبيل الله ...اذهبوا
انتم بحفظ الله....
نظر إليه أصحابه.....وطلبوا منه ان يرافقهم ويرى أبناءه ويودعهم ويرجع
.....
ولكن محاولاتهم باءت بالفشل ..وفعلا رجع إلى المجاهدين في زينيتسا وواصل
رباطه في الجبهة...
حتى أتت عملية على الكروات في منطقة فيتز....وبعد انتهاء المعركة.....وعند
تقدم المجاهدين....
ثار لغم بأبي علي الكويتي ..ونزف بعدها وهو يردد الشهادة الى ان فاضت روحه
الطاهره الى ربها...
وقتل رحمه الله واستشهد.....وبر الله بقسمه..( والله ما أتيت إلى هنا الا
لأنال الشهادة..)...
رحم الله أبا علي واسكنه فسيح جناته.......