اطبع هذه الصفحة


قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...!
المفتاح المنهجي النقدي.(١٢)

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! وقفات أولية ....[١]
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! أفكار الصحوة...! [2]
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! التدين وصحوة التدين...! [3]
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! أثر الصحوة الاسلامية.. [4]
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! الرموز شكلا ومضمونا...! [5]
القراءة النقدية لكتاب الاستاذ الغذامي (٦) فضاء تويتر أم النت،،،؟!
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! الموقف من الحداثة..!(٧)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! الصحوة الفكرية...!(٨)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! مزايا الصحوة المحلية (٩)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! اللحية التجديدية أو الثقافية (١٠)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! حلم الناصرية العروبية..(١١)


كل عملية نقدية تقويمية لمشروع أو حركة أو مصنف صغر أو كبر، يتعين فيه تحديد المنهج النقدي المنضبط في القراءة والبحث والتقويم....
وما حصل في كتاب الدكتور، أن المنهجية كانت شبه غائبة أو متعثرة بسبب خفاء العناصر، أو انعدام المقومات الحقيقية للقراءة،،،، وهو ما سنلحظه في النقاط التالية :
١/ يقول في فصل: علامات الصحوة/ المفتاح المنهجي ص(١٣) :
( من شرط الدربة المنهجية البنيوية حصر العينة إلى أصغر وحدة ممكنة، بحيث يستحيل النزول إلى ما هو أقل منها ثم التعرف إلى العناصر المكونة لهذه الوحدة محل الدرس...ولكي نقرأه بمنهجية لابد من كشف العنصر المهيمن الذي يمثل القلب للجسد....)
وانتهى هذا التفحص والاستقراء أن الحشد هو (قلب الصحوة)، وإذا انتهى القلب انتهت فلا أثر ولا فكر....!
وكالقلب بالنسبة للإنسان، إذا مات أو توقف، وقفت الحركة وأذنت بالوفاة والخروج إلى العالم الآخر،،،،!
كذا خلاصة ما ارتآه ...
( ولو عزلنا عنصر الحشد عنها فماذا سيبقى إذن ..!)
وهنا نسجل بعض الملحوظات المهمة :
- أن هذه المنهجية غير دقيقة ولا مستقيمة، لا سيما والصحوة لها علامات وسيمياء أخرى، وتتخللها أفكار وأصول تحركها وتقومها وتتفاعل بها...!
- فالمفتاح المنهجي هنا بلا أسنان، ومن أسنانه ليصح الفتح، وتستقيم المقدمة النقدية هو تعويله على الأفكار والتوثب لنقدها، من خلال مراجع معتبرة كتبت وأرخت للصحوة وقضاياها وتوجهاتها .
- تراث الصحويين أنفسهم كما تقدم، تم تجاهله بالكامل، والإعراض عن أدبياته، لكأنه مشبوه أو مفرغ الفائده والمضمون، أو كانوا غير مؤهلين للتنظير والقيادة ،! أو أنه مجرد رسائل إيمانية ترقيقية، لا تؤسس لفكر، ولا تحتوي على خطة واستراتيجية،،! وهذا محل تعجب كبير..،!
- ولولا ما في الصحوة الإسلامية من أفكار متينة وثمينة، لما التفت حولها تلكم الحشود الزاحفة والمرعبة ..!
- الدكتور سلمان نقل عنه نقلا واحدا فقط، وغير مفيد ولا مجد، وهو عبارة عن تغريدة سنة (٢٠١٣)م عن توظيف الدين للسياسة ، وأهمل إنتاجه الزاخر الزاهر، وهو محاضرات متينة تؤصل للفكر الصحوي ، وتكشف من خلالها ماذا تريد الصحوة،،،! ولم يفعل....!
- الدكتور الحوالي متجاهل للغاية، برغم محاضراته الثرية، وما قدمته من رؤية واستشراف لعدد من الأحداث، وسمينا شيئا من ذلك آنفا .
- الفكرة التشويهية للصحوة، وللأسف الشديد حاضرة قبل الدليل والمنطق، لخفاء غالب الأدوات النقدية، وقد تعلمنا من العلامة ابن عثيمين رحمه الله قاعدة نقدية منهجية ( استدل ثم اعتقد )، وواضح هنا أن الاعتقاد قبل الدليل، ويشوب هذا الاعتقاد عناد وإصرار على أفكار مسبقة، يحاول المؤلف تثبيتها، وبالتالي يختفي العقل الصحيح، وقد قال شوبنهاور ( ينتج العناد عن محاولة الإرادة إقحام نفسها محل العقل ) والعقل يقتضي جمع الأدلة والانصاف، مع عدم الركون إلى التصور المبدئي، ولو كان حلوا في الذات النقدية المعنية ..!
- مراجعه منقوصة، ولا تفي بمقاصد الكتاب النقدية والتصحيحية، فقد تضمن ثبت المراجع(٢٣) مرجعا، ليس فيها في جوهر الصحوة سوى بضعة كتب، لا تتجاوز الستة الكتب...!
وأهمل مراجع متينة، مثل: الصحوة الإسلامية للدكتور عبد الكريم بكار، والصحوة الإسلامية للدكتور عبد الله ناصح علوان، وتاريخ الحركة الإسلامية للدكتور النفيسي وآخرين،
وغيرها من الكتب المفيدة .
- الدكتور عايض، ليس له أية إشارة في الكتاب، وكأن الكتاب لا يخص صحوة المملكة، ويعتبر الشيخ وفقه الله برغم إسهامه الوعظي والقصصي، أثرى الجانب الأدبي واللغوي من خلال طروحاته الشعرية، والتي عالجت إخفاق الأندية الأدبية في حينها، والتي كانت مشغولة بترسيخ مفهوم الحداثة الغربي، أو تناول موضوعات عقيمة النفع..،!
- الدكتور العمر، بنفس التجاهل السابق، وإنما تم ذكره عند تحليل مقولة الحافظ ابن عساكر رحمه الله ( لحوم العلماء مسمومة ) حيث له محاضرة بهذا العنوان، طبعت في كتاب لاحقا، ،،،يقول مثلا ص(١٢٧)..( مقولة لحوم العلماء مسمومة كانت من أخطر المقولات التي أفرزتها الصحوة في بداية تحركاتها..... مما جعل المعنى يجنح نحو تحصين الذات من النقد والمساءلة، وهو أصل نظري يعود إلى فكرة التوجس ..)
- وإن تعجب على شيء، فعجب هذا التصور وتلكم المنهجية..،!
- محاضرات بالمئات لم يرجع إليها.،،!
- وانتقاد تدقيقي وتحليلي خال من علامات حقيقية للكشف والمقاربة ، لأن هذه العبارة سيقت مع مئات العبارات للنصح والتوجيه، ولم تكن مقدمة تحصينية، أو قاعدة إقصائية في النظر الصحوي...!
وغاب عن نقداته أن الرموز الصحوية، مارست النقد مع الأكابر فيما يخص فقه الواقع وتجديد الوعي، والهم الإسلامي،وقضايا الاحتساب، وطالبتهم بالمزيد والدفع للأمام،،،! فكيف تبتدع هذا الحصن الثقافي...؟!
إلا أن يدعي أنها حصانة لهم من دون الناس، وذاك لا يستقيم واقعا ولا عقلا...! وللصحوة عبارات ومقولات، استلهمت منها ودأبت على تكرارها....
ومن هذه العبارات السيارة في الفكر الصحوي، وشكلت وعيا سلوكيا وتربويا :
( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ).للخليفة عمر .
( نحن قوم مساكين لولا ستر الله لافتضحنا ). للإمام أحمد .
( ونفسك إن لم تشغلها بالحق، شغلتك بالباطل ). للشافعي.
( كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر ) للإمام مالك رحم الله الجميع .
وَمِمَّا يؤكد ذلك أن الصحوة مارست النقد لها ولغيرها، وطرح الشيخ العودة محاضرات نحو:
- لماذا نخاف من النقد ؟
- مراجعات من جزئين.
- خلل في التفكير
- فقه إنكار المنكر
- أدب الحوار والمناظرة
- الشريط الإسلامي ما له وما عليه.
- وللشيخ الحوالي :
- الشباب بين العقل والعاطفة
- آفة الاستعجال
- العزلة الفكرية لدى الشباب المسلم،،، وغيرها
- الممتاز شرح خطاب ابن باز
- وهذا يؤكد كلامنا أن الرجل لم ينقل عن الصحوة، أو لم يطّلع على أدبياتها..!
فلكأنه يتحدث عن صحوة أخرى، أو بلد آخر..،!
وقد كنت أتمنى وقد أقام الدكتور في (جدة) واشتغل في برامج النادي الأدبي، أن يخطو خطوات يسيرة، ليسمع ما يقال في الضفة الأخرى من النهر الثقافي المحلي، فسيجد في جامع الأمير متعب، رجلا أكاديميا، ومفكرا مرموقا، يحدث الناس بأعاجيب فكرية ثاقبة، وتقريرات منهجية نادرة..! وهو الشيخ المفكر الحوالي وفقه الله .
والمنهجية تقتضي المماسة الحضورية، أو النقل عنهم، وليس التكهن البعيد، أو التصور الشخصي والمشوب بميل قبلي...! أو ملاحظة الحشود الجارفة والمتدفقة، دون الغوص في أدبياتها ومكنوناتها...!
- ثم إن عبارة ابن عساكر، عسكرةٌ لأعراض البررة من العلماء والمهرة من الفقهاء، لا أنها حظر للنقد، وحماية للجهلة ،أو سياج للقداسة، فهي مانعة للتطاول، وليس حائلة عن التساؤل، كما توهمه المؤلف.،! فلقد نقد العلماء ونقدت الصحوة، وأثيرت حلقات نقاش، وكان الوسط الصحوي فيه نقاشات عالية علمية وفكرية وتربوية، ووقعت فيها تجاوزات، ولما دخل خصوم الصحوة من بعض الشرعيين في جدليات طويلة، استبيحت أعراض، ونيل من شخصيات.،! ولم تتعكر المسيرة الدينية بحمد الله تعالى .
بل إن بعض الصحويين طرح (مناظرة الحداثيين والعلمانيين)، والتحاكم إلى الحجة الساطعة، فلم يصغوا لذلك، وآثروا الفرار والانزواء، والانتقاد من بعد...! وقد أشار هو إلى صراع الجنادرية ص(٢٠) لثلاث سنوات متواليات، بين الإسلاميين والحداثيين، ولم يُبين لنا نقاط التضاد بينهما، وحاول التسطيح بأنها حشود مستولية للمكان، وتكبّر، وتلكم تصفق،،،، ولم يسم مسالة جوهرية للصراع الثقافي، والذي من أجله صادمت الصحوة وتوجست...!
٢/ يقول المؤلف ص(١٤) ( الصحوة حشد جماهيري باندماج تفاعلي وأركز على مفهوم الحشد الجماهيري مفرقا بين شخوص رموزها وخلقياتهم...
وأبرز علامات قوتها هي سحريتها في الإغراء لتصدر مجالسها أو لمجرد الاندماج فيها ....
هي منظومة علامات تنفعل مع ذاتها وتتحرك ضد غيرها في حركة شبه فيزيائية ..) ص(١٤)
وهنا تعليقات في غاية الأهمية :
- أن نظرية الحشد لا تزال مركوزة في ذهنه ومصرا عليها، وزاد عليها الاندماج التفاعلي الداخلي.
- حرصه المستديم في تجريدها من الخطاب الواعي التبصيري، والذي كان مسهما في التحشيد والتفاعلية العالية .
- اعتبارها بدون قيادة واعية وراعية، تخطط وتوصف وتنظم، وهذا تجاهل واسع للدور المشيخي القيادي لأقطاب الصحوة المشاهير والمتقدم ذكرهم .
- لم يشرح ما هذه السحرية المستقطبة لهذه الحشود لا سيما الشبابية، أو يكشف أسبابها وخطاب موجههيها، وحاول متجاهلا تسطيح خطابها، أو يقول أن الدين خطاب من لا خطاب له، وخفي عليه إزاء الدافع الحشدي ما يلي :
أ- قوة الخطاب الصحوي وجودته العلمية والمنهجية في الجذب والسحرية البليغة .
ب- بزوغ الوعي الفكري والسياسي والاجتماعي في الخطاب القيادي لأصحابها .
ج- ملامستها الوجدان الشبابي تغذيةً ومعالجة إيمانية، وحلولا ومدافعة لمشاكل نفسية يعيشها الشباب المتدين .
د- إفلاس المشاريع المطروحة من قومية مهزومة، وعلمانية متطرفة، أو حداثة منبتة الصِّلة بماضيها، أو شهوانية مترفة، لم تستطع ملء فراغهم ببرامجها الدرامية والفنية، والتي سادت في السبعينيات والثمانينيات ، وكانت محاضرة صحوية راقية كافية في زلزلة غرس باهت مشوه ..!
وجعلت الشباب ينصرف انصرافا كاملا إلى الطرح الجديد الذي ملأ قلبه وفكره ووقته...! فليس الانضمام والاندماج معها لا سر له، أو عُقد سحرية غير مفهومة، كما يتوهمه المتوهم، أو يزعمه الزاعم..!
ه- أن النخب الثقافية المعادية للصحوة والتوهج الإسلامي، لم يستطيعوا تقديم أية برامج شبابية أو مشاريع تربوية حاضنة للشباب، وحتى قضية الحداثة لما طُرحت، لم تطرح بشكل منهجي مقنع، ولذلك لم تشهد زخما حضوريا، ولم يهتم بها الشباب، مع أنه كان بإمكانهم تقريبها بوسائل تبسيطية،،، ولكن لم يصنعوا ذلك، لما تحتويه من موقف تجاه التراث والدين...! وهو ما ضخم الخلاف مع الصحويين...!
و- الجهل بالسنن التاريخية والتي تقتضي هبة الإسلام وازدهاره من حين لآخر، وأن الله يغرس له غراسا تقوم به، ويزرع له مجددين، يحيون ما اندرس من شعائره ، لا سيما وما حل به من ضعف شديد من أواخر الدولة العثمانية ، ثم سقوطها وتسلط الاستعمار الغربي، حتى شوه الإسلام، ووُسم بالرجعية والتخلف لعدة عقود، ثم كانت هزيمة (٦٧)م مؤذنة بالعودة الجديدة، والصحوة الإسلامية بشكلها اللافت والبهيج..!
فهم لا يدركون معاني الاحتشاد الإسلامي وما التف به من معانٍ آسرة، وخصائص باهرة، جعلته يستهوي على وجدان الجيل، ويقدم الإسلام في أبهى صوره..!
ز- زعمه أنها تندمج مع ذاتها وضد غيرها فيزيائيا...!!
وهذا توهين وتهوين للمد الصحوي الإسلامي، وأن أتباعه لم يتخذوا قرار التدين، وما يقول في جماهير العائدين إلى الله، وقد أردتهم المعاصي، وافتقروا للحياة الطيبة، والتي توفرها لهم وسائل الإعلام في وقتها، ولا الخطاب الثقافي الحداثي المتنور...!
وعزَب عن ذهنه الفكرة الإسلامية الدافعة للتدين، وحب الصفاء الإيماني، وأن التدين بذاتيته يملك قوة الجلب والاستقطاب والسيطرة، بالأصول الخالدة والمؤثرة فيه...!
وكأن هؤلاء لم يجربوا التدين قط، ولا استطعموا الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب ..!
ودعوى الحشد والتفاعل الداخلي فيها، واستجماع القوة المؤثرة فيها، غير كاف لاجتياح النطاق الشبابي، وإحداث زلزلة مجتمعية مرعبة للمناوئين ، لو لم يكن ثمة طرح إيماني مؤثر، يصاحبه خطاب فكري سيال، قد تدثر بدثار الدليل والإقناع..!
وهو ما تحلت به الصحوة، محدثة ثنائية عجيبة، تجمع إلى الترقيق والوعظ، العلم والفكر، والأسلوب الرقمي والاستقرائي، ومناهج البحث والإقناع الأخرى.،،.!
ولكن هؤلاء لا يقرؤون، وإذا قرأوا لم يفهموا..!
وأعيذ المؤلف ونظراءه ممن تخاصم مع الصحوة، أن ينتهجوا مناهج التجاهل والتسطيح والتوهين، والقراءة المبتسرة الانتقائية،،،،! والتي تقزم من دور الصحوة وأفيائها، وما نتج عنها من ظلال وارفة، ومحاسن زاهرة، لا ينكرها إلا مكابر أو جاهل...!
ولا نبالغ حينما نقول إن الصحوة امتلكت خطابا دينيا وثقافيا وفكريا، لم تملكه المؤسسات الثقافية في حينها...!
وهذا مما أتاح لها انبهار الحشود بها، وتعلقهم ومحبتهم،،،!
فلم تكن القضية حينئذ حب استطلاع، أو رغبة تجمع آنية للتخويف والإرعاد، أو مستأجرين ماليا ومنتفعين،،،! وقد قيلت من بعضهم، حينما سطع الشريط الإسلامي، وسمى المشايخ المشهورين، ( تجار الكاسيت )،،! وأن التغلب الصحوي الكاسح، كان وراءه دعم وتزويد ومعونات ، هي من ألجأ الجمهور الغفير للحضور البهيج والمخيف ..!

ومضة/ تقويم الصحوة من خارج نطاقها وتراثها، مفارقة منهجية، ونتيجة مغلوطة..!
 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية