اطبع هذه الصفحة


دعشنة الخطاب الاسلامي..!

د.حمزة بن فايع الفتحي


على اشتداد الأزمة على الأمة، وتوالي المحن، وغربة اهل السنة ، تلوح في الأفق، فصول من الابتلاء جديدة، وربما تكون قاسية، تطال كثيراً من مُنجزات الدعوة الاسلامية وآثارها المباركة، والتي تُعتبر فرصة سانحة وغنيمة تاريخية للأعادي والتيارات الليبرالية والعلمانية والقومية، ليبثوا سمومهم على كل ما هو إسلامي،،،!
وقد بدأ ذلك من قديم، وبالتحديد بعد الحادي عشر من سبتمبر، واستُثمر الحدث للنيل من الدعوة والأخيار والجمعة والمشاريع الخيرية ،،،،!
وبات بعض الناس في رعب من التدين ومشاريعه وتطلعاته الجليلة،،!
والآن وبعد نابتة (داعش) الخارجية المتطرفة، يستغل بعض كتاب الصحافة ذلك، ويحاولوا توريط بعض الخطوط الاسلامية هنالك،!!
فلا أعجب من قول صحفيينا قبل أسبوعين تقريبا، (في كل بيت داعشي، وفكرها معشعش في العقول السعودية)،،! والرئيس الامريكي في خطابه الأخير عن التطرف، لم يذكر إلا التطرف الاسلامي فقط، مما اسخط المنظمات الامريكية الاسلامية، ورفضت هذه العنصرية المفضوحة الرخيصة،!!
ومع تجريمنا لداعش، وإدانتنا لتطرفاتها وغلوها، إلا أنه لا يصح حمل المظاهر الاسلامية والسنن على فكرها،،،!
والزج بالأخيار في صندوقها،،،!
وجمع محاسن الدعوة في نطاقها،،!
لأن ذلك ظلم محرم،،،! والله يقول(( اعدلوا هو اقرب للتقوى )) سورة المائدة.
ويقول (( وزنوا بالقسطاس المستقيم )) سورة الإسراء.
وما داعش إلا فصيل منحرف، وطائفة باغية همجية خارجية، لا تمثل الاسلام الصحيح،،! أوضحت البراهين أنها مخترقة من جهات عالمية، لتشويه الاسلام، وإعلان الحرب عليه، وتنفيذ مشاريع استعمارية للغرب،،!
وإلا من أين لهم الدعم والمقرات، والمطبوعات، والأسلحة، والملابس الراقية الفاخرة، والتي توحي بأنهم كيانات ثابتة على الارض، ؟؟!! لأن عصابات الحروب، حربها كر وفر،،،! في حين أنهم لا يملكون سلاحا جويا،،،!!
أفلا يحمل ذلك النقاد الشانئين على التريث والعدل،،،؟!

ومن الأمثلة الواقعية هنا في تعاطيهم إعلاميا واجتماعيا وثقافيا مع قضايا الاسلام ما يلي :
1/ الخطاب الدعوي: وأنه يجنح إلى التكفير، وصرف الناس عن الجادة، لا سيما اذا بُين الحق، وجوهر بالكبائر وبيانها، او المحرمات ومخاطرها، بحيث ينتهوا الى تمييع الدين، كما حصل لبعض المؤسسات الدينية في الخارج،،،!
2/ هيئات الأمر والنهي: تتعرض لحملة مسعورة، منذ ما يقارب العقد من الزمان، وتُضخم اخطاؤها، وترصد حركات أهليها،،! في حين لا يهتم بقضايا الفقر والبطالة والتنمية، إلا يسيرا،،،! بل قد تجد كتابا لا تخصص لهم، إلا الهيئات والخطاب الدعوي،،،! ويثيرون الضحك والدهشة من وقت لآخر،،!
3/ المشاريع الخيرية: والتي تتبناها الجمعيات الخيرية، أدرجت على قائمة الاتهام، وبعضها يحاولون الزج به في مستنقع الإرهاب، ،،! ويمارس الضغط على أصحابها، ليتم الحصار والتحجيم،،،!
4/ البرامج الشبابية: المقدمة في المدارس والأندية والمحاضن التربوية الاخرى، ولكن للأسف، وبرغم دورها الإصلاحي والتوعوي الفكري، إلا أنهم يتهمونها بالسرية وتعمد المناكفة، وذات أجندة خفية، أو أنها مختطفة، ،،! فلا موجه، ولا تخطيط راشد، او إدارة فاعلة ومسؤولة،،،،!!
5/ حقول تربية المرأة: وبرغم الحملات اللاذعة في تمرير مشاريع الاختلاط، فلا تسلم أيضاً من تضييق، واتهام قبل الشروع في العمل ، وهلم جرا،،،،!
6/ منبر الجمعة : وهو الإشعاعية الأسبوعية، المسموح بها ، والتي تتيح القدر الافيح من التواصل والتأثير في الجماهير،،،!
لأننا لا نملك سواه، في حين انهم يسيطرون على كل شئ ، ولكنه لا يخلو من رشقات التصنيف الحزبي، او اتهامه بعدم المسايرة لقضايا العصر،،،!
7/ الصورة الذهنية : عن المتدين وسماته وفضائله في الناس،،،! ومحاولة تكدير ذلك، برسم سورة جديدة، جوهرها التخلف والنقيصة والعوج،،! وأن التدين نهايته ذلك، لا سيما حين إصرار حامله على السنن، وتوخي الاتباع، ولزوم الصراط المستقيم،،! فيُعير بضد ذلك، ويلمز بالتشدد، ومنابذة الإسلام الصحيح،،!
8/ حِلق القران: والتنصيص دائماً على انغلاقها وتخلفها، وأن بعض المتطرفين كان في حلقة كذا وكذا، وتخرج من حلقة كذا، حتى يرسخ لدى الرأي العام، أن تلكم الحلقات مفرخة للتشدد والتنطع، وهو ظلم بيّن، وما الرسومات الساخرة من الحلق والشخصية المتدينة الا جارية في هذا السياق،،،!!
9/ حرف النصائح : وأنها إنما خرجت هنا الآن لفض اللُحمة، او تمزيق الصف، او لم يبتغ بها وجه الله،،،،،!
وكل نقد او تصحيح وتوجيه يفسر على الضد، ويحمل محامل داعشية،،،،!!
ومن السخف المضحك ما نُسب مؤخراً لبعضهم: ان الأضحية وذبح المسلمين لها اخراج لنفس داعشي ،،،!
والآخر يقول: تنفيس عن الغريزة العنقية داخل الانسان،،،،،!
وهذا شكل من الاستهزاء بشعائر الله، وقد قال تعالى(( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)) سورة الحج.
والمعنى أن هؤلاء بلا تقوى ولا رادع، ولا عقل،،،!!
10/ رصد الرموز: من الدعاة الفضلاء، والاعلام المشاهير، وتتبع زلاتهم، واستغلال حبل الإرهاب الطويل وتمطيطاته، حتى زج ببعضهم فيه، وهم منه براء، وإلحاق الطرح الاسلامي الوسطي بتيارات الغلو، وقد قال صلى الله عليه وسلم(( إياكم والغلو في الدين))

فمارس هؤلاء الخصوم منهج الغلو في الدنيا، تجاه خصومهم، حتى في ميادين الثقافة والأدب والخلافات الصحفية التافهة، وخلا منهج العدل والأدب، لنصبح في ميادين من التهارش والتحريش والمنابذة،،! ومن المؤسف قد يكون ذلك في بلد واحد او أسرة واحدة، او مؤسسة واحدة، وغفلنا عن قضايا الوحدة والتنمية والتعاون المشترك، والتصدي للخطر الحقيقي،،،!
فمتى ينتهج الجميع منهج العدالة، وينظروا بعين البصيرة، ويعرفوا مكانة الاسلام في حياة الأمة، ورسوخ مبادئه،؟! والتي لا يمكن المتاجرة بها من خلال فصيل او عميل او رقيع، تكشفت مناهجهم والوانهم، وبانوا في لحن القول، وأن الدين منهم براء ،،، والسلام ...!

1436/5/1

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية