اطبع هذه الصفحة


الطيبة الدعوية لا السذاجة الدعوية..!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


يُشترط في الداعية ونجاح دعوته طيبة قلبه، وأساليبه ومحبته للناس، وإشفاقه على الخلائق،،،!(( ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضوا من حولك )) سورة آل عمران . والطيبة الرقراقة تحول دون ظاهرة الانفضاض الاجتماعي، والنفور الدعوي ...!
ولا تعني الطيبة، تقمص السذاجة، أو انتهاجها في التعاطي الدعوي ومسرح الحياة، لأن ذلك قد يفضي بالضرر الدعوي لكل المنجزات، وتصبح محل سخرية الأعداء، أو أضحوكة العالم والحياة...! ولكنها محاسن أخلاق مبثوثة، وروائع آداب منشورة، مع بذل وتفان ومحبة، بلا ضعف أو انهزام وتخاذل .
وقد صح قوله صلى الله عليه وسلم (( لا يُلدغ المؤمنُ من جحر مرتين ))
واشتهر من مأثورات الفاروق عمر رضي الله عنه ( لستُ بالخَب ولا الخب يخدعني ).!!
وقال المتنبي :
لا يُدْرِكُ المجْدَ إلَّا سَيِّدٌ فَطِنٌ // لما يشق على السادات فعالُ

ولذلك لابد مع الطيبة الدعوية من حزم إداري ونباهة اجتماعية، لئلا نستغفل أو يُضحك علينا، لأن (المؤمن كيّس فطن حذر)، قولا وعملا، وهذه المقولة صحيحة المعنى، وإن كانت لا تصح حديثا..! وأشد الجهات تسفيها ومخادعة للدعاة والعلماء المؤسسات الإعلامية، فتكذب، وتدلس، وتخادع، وتزيّف، وتتلاعب، وتختفي، وتجحد...! وبعض المستفتين المخادعين، وشبههم من المغرضين، لا غاية لهم إلا التسخيف أو التوريط، او الظفر بسخرية كبرى،،!
ولذلك للحزم صور :
١/ مراجعة المواقف والخيارات، وترك الحماس والتعجل .
٢/ الحذر من الصياغة العامية، الضاغطة على الدعاة .
٣/ ديمة التثقيف الدعوي والفكري .
٤/ انتهاج التثبت الشرعي، لاسيما الأحوال الغامضة، والشخصيات المبهمة، والجهات المجهولة،(( خذوا حذركم ))سورة النساء .
٦/ الاستقلال الذاتي والمادي، والحذر من تبعات الأموال :(( فما آتانيَ الله خير مما آتاكم )) سورة النمل .
٧/ التوقي من التصعيد الإعلامي الفضائي، ومراميه ومغازيه في الإبراز ..!
وأما السذاجة فهي تراجع فكري وتفريط في قراءة المواقف الاجتماعية والشرعية، وتحسين الظن في كل شيء..!
ولا ارتياب أن ذلك يجر الدعوة لمهاوٍ سحيقة، وتبعات لا يستهان بها، ولا أقلها التشويه واستعمالها كمادة غنية للمنافقين وأعادي الإسلام..!

ومن ذلك :
- استصدار مواقف ضارة بالدعوة وأهلها .
- تشويه الأخيار والتجرئة على مخادعتهم، كما يحصل من وسائل الإعلام .
- تحقيق مكاسب عَلمانية واستبدادية مغلفة بغلاف ديني .
- وأما أسباب السذاجة الدعوية :
- الوثوق التام في كل شيء، جهات أو أشخاص ومؤسسات .
- الخلط بين الطيبة والسذاجة من جهة، وبين الحزم وحسن الظن من جهة أخرى .
ومع قبوله صلى الله عليه وسلم لهدايا مقوقس مصر، إلا أنه قال كما في السيرة المروية (( ضن الخبيث بملكه ولا بقاء لملكه ))!!
- ضعف الاطلاع الشرعي والنقدي في فهم الناس والحياة .
- الانصهار في الوضع البيئي والاجتماعي البئيس .
- الاندفاع المظهري الحامل على استحسان كل المطروح .
- الجهل بالعلوم والمكتشفات الحديثة، والزهادة فيها .
وليس من الحزم مثلا، ترك التبسم والترفع على الخلائق، والرد بغلظة وتعانف، ولكننا قصدنا يقظة الداعية ونباهته، بحيث لا يُخدع، أو يضحك عليه لا سيما من وسائل إعلامية، أو جهات مشبوهة، ونحوها، وتبقى أخلاقه وبسمته،،،، والله الموفق .

ومضة/ كن داعية جميلا، لا ساذجا بليدا..!
١٤٣٧/٨/٧

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية