اطبع هذه الصفحة


حدود طاقات الشباب...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


لاحدود لها، تأخذك إلى ما وراء الإبداع، ،،،!
وتحلّق بك في سماء المجد والمعالي...!
عجيبة، خاطفة، مذهلة، متقنة ، متفننة ،مرعبة...!
نشاهدها كل يوم، وتتوالد مع الساعات، كيف وهي طاقات جسام، وأفعال عظام، ويَرتاع منها حدُّ الحسام،،.!
له همةُ الدنيا يخر عُبابَها// ويصنع فيها صنع غازٍ وسائرِ

متزلج مذهل، وصاعد للقمم العالية، واستعراضي سيارات بشكل مرعب، ومتخط للحواجز بثقة واقتدار عجيب...!
يراها أحدنا فيحزن على أنها لم تبذل في مظانها، ويأسى أن لم توضع في مواضعها...!
ويتذكر فخر ثناء النص النبوي إذا طابت التربية (( وشاب نشأ في طاعة الله )) . والنشأة هي البذرة الأولى للتغيير ، وهي التي ستجعله يتناغم باْذن الله مع (المعاني الإيجابية) من محبة العلم، وصون المجتمع، وحفظ الأعراض، والبناء الذاتي، وتعلم القيم المفيدة، وتطلب الإنتاج والإنجاز، وعدم الرضا بالدون والدنية...!
لأن التنشئة الدينية عالية، ولن ترمي به على ضحالة الواقع المعيش..!
إذا ما علا المرء رام العلا// ويقنع بالدونِ من كان دونا..!

وبنظرة سريعة في بعض شباب الصحابة وكيف صقلت شخصياتهم وتحولوا لمنارات مؤمنة متدفقة، خدمت أمتهم ودينهم، كسعد بن معاذ وقصة الزعامة التغييرية، ومصعب والداعية الأول، وأسامة والقيادة العسكرية، والحسن والحكمة الواعية، وابن عباس والجامعية العلمية، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين.
ومن المؤسف أن لا تتجه بعض الدول والمجتمعات العربية إلى تقدير تلك الطاقات والاعتناء بها ، ومنحها (فرصا للعمل) والانطلاق، ولذلك تتراجع بعض الخدمات الحكومية بسبب التعويل على عناصر شاخت، وقوى خارت، وكوادر ملت وكلت، وفي مقابل تقالّ الشباب، أو تحقيرهم وتسفيههم...! وهذه قد تكون (أيقونة للتطرف) والانحراف يشعلها المجتمع أو المسؤول المتخلف السطحي، وهو في كامل قواه العقلية،،،،!!
وكل ما يلزمنا هنا هو تغيير النظرة، وحسن تربية، وتدريب متين، ورعاية رحيمة لهم، ولهممهم وطاقاتهم ...!
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم (( يعجبُ ربك من شاب ليست له صَبوة )) أي خطيئة .

ولذا نؤكد هنا أن الشباب هم (ثروات الوطن) الحقيقية، ويجب أن تكون (محاضن صحيحة) لهم، تحتويهم وتستثمر فيهم، وأن لا تدق إسفينا بينها وبينهم ،،! لأن أي تعامل سلبي من شأنه أن يقلب تلك النهضة إلى نقمة، فيتحولون إلى (قنابل موقوتة) ضد أوطانهم وأممهم ،،! ولكي نحل هذه المشكلة، ولا سيما في ظل الطفح التقني، والعالم الإلهائي ، والفكر الشاطح، علينا أن نوفر لهم ما يلي :


١/
الرعاية الحسنة والحقوق الطبيعية في المعيشة .

٢/
التعليم الجيد والتأهيل المناسب لهم، والملائم لمتطلباتهم ورغباتهم، فتقايدية المدارس والجامعات لم تعد تطاق، وعلينا استلهام الفكر النهضوي والتعليم المثمر والقيادي .

٣/
المنتديات الحوارية المصغية لمشكلاتهم وأحاسيسهم .

٤/
مراكز التدريب والاكتشاف الموهبي لهم ، بحيث يتم تصنيفهم في الاتجاه المناسب، ولا يخلط بعضهم ببعض، أو يوضع في غير بابه وتخصصه .

٥/
المحاضن التربوية المنوعة علما ومعرفة وترفيها وتأهيلا ، بحيث تتوازن وتعتدل في التربية المنضبطة، فلا جد صارم، ولا تفلت منهار، بل الاعتدال والتوسط . وماذا يعجزنا لو كل مدينة أسست (ناديا شبابيا) أو مركزا خيريا لشباب المدينة يجتمعون تحت مظلته ويحوي صنوف التوجهات الثقافية والاجتماعية والرياضية والتدريبية الملائمة لهم..!
ولا أعتقد أنه صعب إذا توفرت الهمة والقرار، وصحت النية والمقصد .

٦/
تحقيق الأمان الفكري لهم والمستقبلي كذلك، ليسلموا غوائل التطرّف، ومتاهات الغلو، لا سيما إذا صحبوا الجهلة، أو تورطوا في قراءات ملوثة، ومشاهد خطِرة.!

٧/
ترحيب المؤسسات الخيرية والخدمية التطوعية بهم، وتأمينهم، ومنح الثقة لهم، ليصيروا عناصر فاعلة عملا وأداء وتنفيذا وقيادة وتوقدا، لبرامجهم ومشروعاتهم .
وسندرك بعد ذلك أن التعب والسهر عليهم ليس كبيرا، لما سيكون من ورائه من حسن عاقبة، وبناء لكوادر، وتأسيس لقاعدة شبابية تحمل قضايا الوطن، وتعتز بدينها، وتتباعد عن مزالق الانحراف، وتبني بلادها بكل جد وإخلاص

٨/
العمل الجدي في القضاء على البطالة والعطالة، وتراجع نسبها المتوحشة والمحزنة في ذلك، لا سيما في دول تملك إمكانات متميزة، ولكن لطغيان الفساد، بارت العقول والأفهام واشتغل كل فرد بخاصة نفسه ومتعة ذاته، مما نتج عنه التزايد الشبابي العاطل، والتراكم البشري المخيف،،،! وهو أشد خطرا من مخاطر خارجية تتخوف منها بعض الدول، وتهمل ما بين يديها، والله المستعان، وعليه التكلان..
وفق الله بلادنا لكل خير، وصان شبابنا من كل زلل وبلاء،.... والله الموفق ...!

ومضة/
طاقات الشباب المستثمرة حياتنا وارتقاؤنا، وتبديدها هلاكنا وضياعنا..!
١٤٣٧/١٢/١٣

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية