اطبع هذه الصفحة


الإقصاء المشؤوم...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


كثيرا ما نتهم الاتجاهات الليبرالية والعلمانية بالإقصاء الفكري، وهذا صحيح، وتفاجأ أن بعض العاملين في الحقل الإسلامي قد يمارسه وللأسف وبامتياز أحيانا، ضاربين بالإخوة الإسلامية والعمل المشترك والقيم العليا، وحق الإبداع الكتابي، عرض الحائط ....ولنصح بعضهم كان النص التالي ...:

سنظلُّ نكتبُ رغم كلِّ حصارِ// وتحزبٍ ممقوتِ من أخيارِ!
سنظل نكتبُ للوجود نداوةً// وحكايةً شعّت بغير ستارِ
ونظل عنوانَ الحقيقة لا نرى// فيها متاعَ الأسر والإقصارِ!

ونغنّي للدنيا ربيعاً باسما// ما أجملَ الأنسامَ للأحرار
ما أشأمَ الإقصاءَ يَعزل أهلَه// ويُعيدهم لمحاجرٍ وغبارِ
يتنفسُ القلمُ العتيد ويمتطي// بجناحه ما كان من أخطارِ
ما أجملَ القلمَ المبين يَشوقُه// همٌّ ويحدوه إلى الإصرارِ!

أيضرُكم قلمي الصريحُ ومذهبي// أم أنها الأحزابُ كالأسوارِ؟!
أحسنتُ ظني في (الكلام) ونهجِها// لكنها طُبعت بغير حوار
وتجشمت نصرَ الدعاة وأمةٍ// عافت رؤى التحجيمِ والأسرار

ماذا دَهى تلك الجنانُ وزهرُها// أو لم تكونوا شمعةَ الأزهارِ؟!
أو لم تكونوا ساحةَ الرأي التي// نُسجت بكل تفهم ومسار؟!
وفتحتمُ قصرَ الحوار وكنتمُ// أصحابَ فكرٍ نيّرٍ ومسارِ

وذبَبنا عنكم حين رامت عصبةٌ// أنحاءكم وأتت بكل شنارِ
لكنكم تأبون إلا أنفساً// ضاقت ببعض مخالفٍ مِغوارِ
وتقلّدون تعصبا متدثرا// بلفائفِ (الأحناف) في الأعصارِ

ويود وراقُ الكتابة قفوَه// في مسلكٍ متوحّدِ المضمارِ!
والسيدُ المرموق يَحزِم أمرَه// بعساكرٍ ومقامع وطوارئ
لا صوتَ للرأي البعيد ولا رؤى// مسموحةً للناس في الأفكارِ!

أوَ هكذا نهجُ النبي وصحبِه// أو صفوةِ الفقهاء والأبرارِ؟!
أو هكذا المفضالُ ينشر مجده// ويسوقه للعالم الزخّارِ؟!
أو هكذا (التيمي) حين تطايرت// أفهامه في أعصر وقفارِ
وغزا جميعَ النابهين بفكرِه// متوهجٍ كتوهح الأقمارِ
أنتم بعصر الدافقات وثورةً// علميةً محفوفةََ الإعصارِ

لم يبقَ للمنع الرخيص حكايةٌ// أو فِرقة التجفيف والإعسار !
لم يبقَ للعذر المشين بطانةٌ// أو لفظة ٌمزهوة الأنوارِ!
ليست بأول صنعة يا قومَنا//ماذا جرى للسُّفْن والبحارِ ؟!

من كان يأمل فكرةً وهداية// لا ينحني لفعائل الأغيارِ
الضيقُ بالآراء شر منازل// لا تسقطوا في الوحل والأغوارِ
والعالميةُ زعمُكم وشريعةٌ// محصورةٌ بالصارم البتارِ
البحرُ للأحباب جلّ مقامُهم// وخِلافُهم ليسوا سوى الأعذارِ

كثُرت معاذيرُ الأحبةِ وارتموا// لتخندقٍ مشبوهِ باستصغارِ
عودوا إلى عمق المحيط وغرّدوا// بمحاسن الدر النفيس الجاري
لا تفعلوا فعلَ الكئيب ورأيَه// وتقدّموا للعالم الثرثارِ

جزّوا رحَى الإقصاء وانتشروا إلى// باح التوسع دون أي غبارِ
أقلامُنا عونٌ لكم وركائزٌ// أوَ ليس من أنصارِنا الأنصاري ؟!
مَن نادى من أفقٍ بعيد يرتقي// للحق كلَّ تقدم ومدارِ

هبّوا الى النهر المبين وعَرفِه// واستنشقوا بروائع الأبرارِ
ما عاد ينفع أقبُرٌ ولحودُها// هيا ادعموا الأحرارَ بالإيثارِ

حقلُ الكتابةِ للجميع بشرطِها// لا تخرسوا الأقلامَ بالأكدارِ
إن كان صحوتُنا المجيدة تنتهي// لمعاقلِ التضييق والمسمارِ
فعلى عقولِهمُ العفاءُ لأنها// غرَست نباتَ الحَجْرِ والأحجارِ !
وعلى عقول المصلحين طلاسمٌ// محبوسةُ التخييل والإبصارِ !!

١٤٣٧/١٢/٨


 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية