اطبع هذه الصفحة


داعش وتشويه الاسلام..!

د.حمزة بن فايع الفتحي


مهما كانت دعاوى هؤلاء الغلاة والمتطرفين، فإن الاسلام يرفض هذا السلوك الوحشي مع الأسرى، وقد صح قوله صلى الله عليه وسلم(( لا يعذب بالنار الا ربُّ النار )) رواه البخاري .
ولكن هذا يدلك على أن الغلو داء عضال، وجريمة مفجعة، تعصف بالدعوة، وتجني على الأخيار، وتقوض المشاريع،،،!
ولا يضر الاسلام إلا جاهل او مقلد، يزعم انه ينفعه وهو يسيئ اليه،،،!
ولقد تعاظمت إساءات هؤلاء المتطرفين للدعوة، وجنوا على قضايا الأمة، وشوهوا الجهاد وهو ذروة سنام الاسلام،،،!
والسؤال هنا، وبعد فلم حرق الطيار الأردني : من يقف وراء هذا التنظيم الخارجي المنحرف ؟!
ومن أين لهم هذا الدعم السخي ؟!
والتقنية العالية في التصوير،،؟!
والملابس اللامعة التي توحي وكأنهم جيش رسمي منظم،،،!
وأين الأقمار الصناعية من عملية الحرق المكشوفة في العراء ،،؟!
ونحن ندرك ايام مجاهدي أفغانستان والبوسنة والشيشان، كيف كانت حالهم من الشظف والعنت المعيشي،،،؟!
لكن هذا التنظيم المتطرف، والطاغي في الخروج والانحراف، وبرغم قصفه جويا من أشهر عديدة، ما ازداد الا قوة وصلابة،،،،!
وضُربت قواعده في الشام والعراق،،،!
ولا يزال يطبع بطاقات وسجلات لدوائر ووزارات، وينشر أفلاما وفيديوهات،،،،، وبتقنية عالية، تشعرك برخائه المالي،،،،!
رغم ان طريقته القتالية أشبه ما تكون (بحروب العصابات)، والقائمة على الكر والفر، والتمركز حول الذات والآلة العسكرية المحمولة فقط،،،،!! فأنى له حمل كل تلك المقدرات،،؟!
إذن كيف تيسر لهم كل ذلك،،،؟!
والمؤكد أن هذا (التنظيم مخترق) باختصار، وليس إسلاميا خالصا، وتديره دول ومنظمات، من مصلحتها بقاؤه واستمرار حماقاته المتوالية، ليثبت شرهم وحصارهم للأمة، وتدميرهم لحرية الشعب السوري والعراقي،،،! ولذلك يرجح انهم أخلاط من البعثيين والاسلاميين المتشددين، والاستخباراتيين الموجهين، من دول مختلفة،،! ومخلصين مضللين، وبقايا مساجين،،،!
ونعتقد انهم دمروا المشروع الجهادي تجاه الأعداء المحتلين ،،! ويشابهون (الخوارج) في قتل اهل الاسلام وترك اهل الأوثان ،،،!
لا سيما ومناهجهم استُعملت قبل ذلك في الجزائر والعراق، وكانت تلصق بالحركات الاسلامية،،! وبعد عشرات السنين يعترف ضباط، بأنها من تدبيرهم لترسيخ مبادئ الاستبداد والخسف والحيف وعسكرة الدولة،،،!
وهو ما نجحوا فيه،،،.!
وها هنا في الحالة السورية، يُعاد التاريخ نفسه، ولكن (بشكل ملون) ومزركش فاخر،،!
ويقدم ذلك على انه الاسلام الصحيح، او مدرسة سلفية عميقة،،،،!
وخابوا وخسروا، فلقد وُظفوا لتدمير الدعوة، وتشويه الاسلام الحق،،،،!!
ومن الأسئلة المشككة فيهم،،،:
أين (ضرباتهم للنظام النصيري)، والجولان المحتل، وسحق الصهاينة ،،؟!
وأين أسرهم لمقاتلي ايران المنتشرين في سوريا،،،؟!
ولماذا بطشهم يتزايد بأهل السنة فحسب،،،؟!
ومن أين لكم تلك السيارات والإمكانيات الإدارية والعسكرية ،،،؟!
وأين فقهاؤكم ليخرجوا الى العلن، مناظرين ومناقشين،،،؟!
لا إجابة، ولا تعليق،،،!!
الا قطع الرؤوس، او سبي النساء، او حرق الأسرى، وترويع الناس ،،او خطب الخلافة،،،؟!
ولو كان لديهم (ذرة من عقل) وشرع، لجعلوا من قصة الأسير مكسبا سياسيا وعسكريا ودعويا لهم،،،!!
ولكنهم حرضوا العالم ضدهم، وشوهوا ديننا، ونفروا الوثنيين والمحايدين من سماحة الاسلام، وتعاملاته مع الآخرين ،،،!
وسدوا منافذ التواصل والتأثير الدعوي،،،!
وجعلوا من النظام الأردني، يتشفى بقتل امرأة ومعتقلين يحسبون على التيار السلفي، وربما ضاعف ضغوطاته على الحركات الاسلامية ،،!!
فأي فقه ورشاد يحمله أولئك الضلال الهمج ،،،!!
ولو أفلحوا من تأمل الواقع، والنظر بعين العظة، لاستفادوا من حركة القسام، وكيف حبست (شاليط اليهودي)، وأحسنوا التفاوض، واخرجوا مئات من المظلومين الفلسطينيين،،،!
لكن هذا يؤكد عمق التخلف والغلو المسيطر على نفوسهم، او أنهم مؤجرون لهذه الرسالة التدميرية، والمنفرة عن الاسلام وروحه وفضائله ،،،!
وكون الأمة المسلمة مضطهدة، لا يبرر السلوك الإجرامي في الدفاع، لا سيما وانت تقف على عتبات (سطوع اعلامي) لهذا الدين وغزوه للعالم الاخر، برحمته ومحاسنه ،،،! ومطالب باحترام الأسرى وحفظ كرامتهم.
ولذلك ما حرق صلى الله عليه وسلم أسيرا ، بل هديه كما قال الامام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: (ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الأسرى أنه قتل بعضهم، ومنَّ على بعضهم، وفادى بعضهم بمال، وبعضهم بأسرى من المسلمين، واسترق بعضهم....)
ومن أجاز القتل من الفقهاء لم يجز الحرق ولا التعذيب ولا التشفي،،،،!!
وما نقل عن ابي بكر انه حرق الفجاءة السلمي قصة لا تثبت،،،!
ولكن الجهال لا يعون مثل ذلك،،،!
ولذلك سيشتد الحصار عليهم وعلى الأمة، وسيوغل الأعداء في الرصد والحرب والتضييق،،،!
وهذا العمل من نتائج الغلو وهو (الهلكة) والمستقبل المظلم، فقد صح قوله صلى الله عليه وسلم(( إياكم والغلو في الدين، فإنما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ))..!
ونحذر شباب الاسلام من الاغترار بفعالهم، او تقليدهم، فانهم أشبه بالخوارج المستحلين للدماء والتكفير،،،!
فلا شرعٌ لهم فقهوا هداهُ// ولا عقلٌ رصين مستطابُ..!

اللهم احفظ علينا ديننا، وجنبنا الفتن، واكفنا شر شرارنا،،، والسلام...!

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية