اطبع هذه الصفحة


قطّعوا إحباطَنا بالآمال...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


كذا هي حركة الحياة واستمراريتها، هناء وابتلاء، وشقاء وسعادة، وتآكل وتحالف، وقوي يتفرد بضعيف، وغني يستفز فقيرا .(( ليبلوكم أيكم أحسن عملا )) سورة الملك .

شقاء الأبناء يُعالج بالدعاء والتربية، وهلاكهم بما تبقى منهم ، والخسارة التجارية بفرص أخرى، وما سُد باب إلا فتح الله ألف باب..!

سيفتحُ الله باباً كنت تحسبُه// من شدة اليأس لم يُخلق بمفتاحِ

الإحباط قيدٌ يورث الكسل، وإعاقة تبعث على الفتور، وحصار ينتهي للعدم والتشظي..!

كيف يشقى من بين يديه القرآن بحسنه وحلاوته ودرسه وموعظته؟! إنه كتاب عمل وحفز مؤثر (( خذوا ما آتيناكم بقوة )) سورة البقرة والأعراف .

مآسي المسلمين كثيرة، ويخففها، إن نصرالله قريب ، ونرى من بسالة الشاميين واليمنيين ما يجدد الأمل، ويصنع المعجزة..!

لا يوجد ظلم سرمدي، ولا طغيان مطلق، وسيفتح الله للمستضعفين وهم لا يشعرون (( فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا ))سورة مريم .

فشِلتَ عدة مرات، فاستيقن أن الفتاح الله، والغني رب العالمين، والرزاق ذو القوة المتين(( ما عندكم ينفد وما عند الله باق )) سورة النحل .

يُحارب الإسلام، وتسن قوانين ضده، فيعود صافيا ملتهبا، ومن سماته الذاتية العجيبة أن حربه تُشعله، ومضادته تكثف جنوده،... يداك أوكتا وفوك نفخ..! (( ويأبى الله إلا أن يتم نوره ))سورة التوبة .

أحسن ما في الحياة الآمال التي تبزغ من رحم المأساة، وتطل من عمق المصيبة، وتولد من داخل المِحنة .. ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ...!

إذا تقاعست عن واجبك الشرعي، وأنت آمن، فتذكر فقيرا ممتحَنا، وجائعا لاهثا، أو حربا مدمرة، ونكبة قد طالت وتمددت.

التضايق من الأحوال لا يعني ترك العمل، فإيقاد شمعة خير من لعنات مئوية، وغرس شجرة، قربة وقت القيامة المدوية، وابتسامة أفضل من محازن مستشرية..! (( ويعجبني الفأل )).

طاف الطوفان بقوم نوح، ونجي إبراهيم من النار، ولو دب اليأس في يونس ما قال( لا إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين )، وعوفي أيوب عليهم السلام جميعا، والمقصد أن لا نيأس من روح الله .

القرآن والسنة النبوية بسيرتها ودرسها يشعلان أمل الوجود، ويضخان روح التحدي، وينشران بسمات الانتصار والفرج(( إن مع العسر يسرا )) سورة الشرح .

يعلمنا القران أن العاقبة للمتقين، والدائرة على الكافرين، وأن بطشهم مَهين، ومكرهم ممكور به(( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) سورة الأنفال .

وعلمتنا الحياة أنها لا تدوم لأحد، وأنها فتّانة غرارة، وأنها برغم بؤسها فيها مخارج للدعوة والتأثير، واستدعاء الأمل (( ولا تحزن عليهم ولا تك في ضَيق مما يمكرون )) سورة النحل .

الحزن والضيقة نتيجة طبيعية للإحباط، ولكن ما ينبغي الإخلاد إليها، وتعاهدها بالقرآن والتأمل (( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبة ))سورة النحل .

تنامي الإسلام في أماكن بعيدة، وحفظ الناشئة للقرآن، وانتشار ثقافته، يؤكد أن المستقبل لهذا الدين، وهي بارقة أمل تدفع للعمل وتثير الحماس الدعوي..!

التحزنُ لا ينتج أثرا هو سوى مزيد الغم والتعب، والواجب استعمال نظارات الأمل والبهجة والتفاؤل (( قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما ))سورة الأحزاب .

ومضة/ دين فيه قرآن وسنة ومعانيها، كيف يحبط صاحبهما، ولكن من يتدبر..؟!
١٤٣٨/١/٢٢

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية