اطبع هذه الصفحة


الدروس، ومعالجة الكسل وترتيب العمل...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


وفِي الدرس للأشياخ حفز ونعمةٌ// وفيه مواعيظٌ وفيه تعقّلُ
 

لا تُحصى فوائدها على النفس والعقل والرسم المجتمعي الاستراتيجي دعوة وفكرا وخيرا وصيانة،،،! (( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله...)) سورة فصلت .
ولكن للأسف بعضنا لايزال مقصرا أو مترددا أو خجِلا، أو مشغولا أو معتذرا..!

متى ستفرغ للعبءِ الذي كمَنا// في علمك اليوم إن درسا وإنْ سننا؟!
فاللهُ أودعكَ الإحسان واعجباً// ممن أناخ وأهدى الشغلَ والوهَنا؟!

ابتدأ بعض إخوانكم الدرس قبل (عشرين سنة) ولا يزال يجد حلاوتها وبركتها، وعلماء مكتظة أوقاتهم شغلا وعملا وذرية من عقود، ومع ذلك فهم في تدريس وتأليف وإمامة وخطابة وقيادة،،،!
نحن لا نروم منكم سوى درس أو درسين في تخصصك،،،!
وخطاب الضعيف (لأساتذة الجامعة) من فاقوا رتبة وعلما ومكانة وفهما، واستشرفهم الناس وبجّلوهم، وخضعوا لكلماتهم، ونادوهم بالعالم والدكتور والعلامة، والباحث الجاد العميق...!
وفِي نهاية المسار والثناء العلمي، فإن خدمته الدعوية والمجتمعية ضئيلة، وتحتاج إلى فيتنامينات ومقويات تنتشله من بعض المعاذير المتكررة،،،،!
وعدد غير قليل من زملاء الجامعات يعتذرون بالأشغال والعمل البحثي والأسفار المؤتمراتية،،،!
حسنا أعذار مقبولة،،،! ولكن إلى أين المنتهى، وكثر سؤال الناس عنكم والمحبين عن غيابكم،،،؟!
وكلامي هنا معاتبة زميل محب لهم كما قال جميل بثينة:
‏أُعاتِبُ مَن يحلو لديّ عتابُهُ//وأتركُ من لا أشتهي وأُجانبُهْ

ولا أظنهم يجهلون أن في الدرس العلمي والمشاركة الدعوية ولو قلّت:

زكاة للعلم وفِي الحديث(( فوَعَاها وحَفِظها وبَلَّغها )).
وتزكية للروح قال تعالى(( قد افلح من زَكَّاهَا )) سورة الشمس.
ومشاركة في الدعوة
وإصلاحاً للمجتمع
وزجرا للأشرار
ومشابهة للأنبياء قال ابن المبارك رحمه الله( لا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم ).
ونشراً للسنن
وتحذيرا من البدع
وإقامة للدين
وتذكيرا للناس
وإرشادا للضال
ومراجعة للعلم
وترقيقا للقلب
وصناعة للشباب.
وتثبيتا على الطريق.
وفيها فوائد وفرائد لاتنقضي عجائبها..!
وقد قضى أبو عبدالرحمن السلمي رحمه في جامع الكوفة الأعظم (٤٠) سنة يقرئ القرآن، ويقول: ذاك الذي أقعدني هذا المقعد،! يقصد حديث(( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )).
وسنتفرغ هنا لمروجي الانشغال والبحث العلمي

ونقول- علاوة على ما سبق- في الدروس العلمية أيضا :

١/ تنظيم للعمل: بحيث تتجدول حياتك علميا وعمليا في أيام محدودة، وما بقي للمهام الأخرى، وأما العزوف المطلق والاعتذار المستديم فهو مؤذن بعدم الترتيب إلا ما رحم الله.
٢/ إنتاج أعظم : لأنه حامل على التحضير والإعداد والتي تتحول مع مرور الأيام إلى كتب ورسائل نافعة،،! وكم من عالم ومؤلف ذكر في مقدماته التأليفية، أن كتابه ذاك نتاج درس أسبوعي أو شهري، حمله العلم والأمانة الدعوية على التزامها سنوات طويلة فجاءت بالمفيد والجديد في عالم المؤلفات ..!
والسبب الالتزام العلمي والدعوي، وبالتالي صح قول من يقول: التدريس مقدمات التأليف،،! لأن جمعها وتفريغها مؤذن بنشرها للناس.
٣/ طرح للكسل: إذ في البلاغ العلمي والتأصيل الفقهي ما يحمل على الجدية وأخذ الأمور بقوة كما قال تعالى(( خذوا ما آتيناكم بقوة )) سورة البقرة والأعراف .
ولا أَحرمَ للإنسان من كسل تسلط عليه ، فمنعه العمل وأورثه الهوان وكثرة الاعتذارات
ولذا استعاذ منه صلى الله عليه وسلم(( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل )).
وضد الكسل، النشاط والعمل والانطلاق وهو مُعلم بالاهتمام وامتطاء الجدية، والتي ستكون عاقبتها على الفرد بالغة العظمة، وحسنة النتائج .
وتطلب الراحة المطلقة ضرب من الكسل، وقد قال الإمام الشافعي: (طلبُ الراحة في الدنيا لا يصلحُ لأهل المروءات، فإن أحدَهم لم يزلْ تعبانا في كل زمان).
وبقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى، وهذا الأليق بالأستاذ الجامعي الذي خاض لجة البحث العلمي أزمنة الماجستير والدكتوراه، وسهر ورحل ونصب في فكرة وجزئية، وذاق حلاوة الفرح والكآبة،،! فهو ممن عركته التجارب وحنكته المواقف، ولا يحتاج لمن يصبّره ويثبته، فالمسؤولية عظيمة والطريق شاق وفِي داخله لذة البلاغ، ومنائر الدعوة والإحسان ،،!

بصرتَ بالراحة الكبرى فلِمَ ترها// تنال إلا على جسر من التعبِ


ومن الخطأ تراجع الدور المجتمعي والدعوي لأساتذة الجامعات، وهم معالم الناس ومرجعياتهم ومصدر توعيتهم وتوجيههم، وأعلا الناس رتبا ومكانات...!

ومضة/ الاستدامة التدريسية ولو هانت، خير من انشغال وبطالة وسفرات...!
١٤٣٨/٥/٣

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية