اطبع هذه الصفحة


اللهَ اللهَ بالثبات يا شيخ...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


وفِي الثبات ثباتُ الروح والجسدِ// وفِي الثبات مواجيعٌ لمنتقِدِ
توتّر الزمنُ المضيومٰ وا أسفى// على الأحبةِ قد مالوا بلا سندِ
 

في مشهد عابر لبعض شبابنا مع الشيخ العالم المسدد عايض القرني وفقه الله، في معرض الرياض الدولي(١٤٣٨)، تجلت فيه قيمة العلماء ومحبة شبابنا للشيوخ والدعاة وحفاوتهم لهم، ولم يخل من طرفة ومشاعر أخلاقية رائقة، وانتشر المقطع كثيرا، واختُتم بأروع ما فيه، وهي جملة تلخص المشهد المعاصر، والحالة المعيشة، وبلسم الوجود، وحاجة الدعاة وكل مسلم إليها، ألا وهي( الله الله بالثبات ياشيخ )..!
يعظ المشايخ بالثبات، ويعلل الأمور متوترة، والفتن خطافة، وكانت أبلغ ما في اللقاء وعصارته وزبدته، وشدت مشاعر كثيرين استحسنوا المقطع المنتشر...!

وثمة أسباب تعزز ذلك وتستلزمنا جميعا اليقظة والتأهب :

١/ أن الدعوة ممتحنة هذه الأيام ،؟والتآمر على الإسلام من أمم الكفر مكشوف للعيان وفعائلهم في الوطن العربي غير خافية.(( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم )) سورة التوبة. والطابور الخامس يستثمر ذلك بضراوة بالغة .
٢/ تماهي بعض المسلمين مع رغبات الأعداء، والشعور باليأس من الواقع فيرضى بالتبعية، أو الترويج لهيمنتهم. (( لتتبِعُن سَنن من كان قبلكم شبرًا بشبر ..))
٣/ عظم التحدي وانتشار شبهات إلحادية وليبرالية، وشبهها، مما هو من مخرجات للحضارة الغربية المزعومة .
٤/ تراجع بعض الإسلاميين عن مواقف مبدئية كانوا فيها أشد صلابة وأعظم أثرا، دون أن يقدموا برهانا علميا يحميهم وأنفسهم من الانتقاد،(( ودوا لو تُدهن فيدهنون )) سورة القلم.
٥/ شدة الضغوط الدنيوية والفكرية والتي تصرف أولي الألباب عن رسالتهم الحقيقية .
٦/ تعالي الهزيمة النفسية عند بعضهم من جراء المآسي المتوالية والحروب المصنوعة، ومحاولات التمزيق والتقسيم (( ولا تهِنوا ولا تحزنوا))سورة آل عمران.
٧/ ارتفاع الوعي الشبابي وأنهم شاعرون بالخطر، ومدركون لمخطط الأشرار، وأنهم أول الفئات تضررا.
٨/ في تراجع النخبة الدعوية والصفوة العلمية تراجع لآخرين واغترار الشباب بذلك.
وفيها تشويه للإسلام وحملته، وهزيمتهم فكريا وحضاريا أمام شبه وخرافات لا قيمة لها..!
٩/ صورة الثبات الراسخة دعم لآخرين، واظهار لوجه الإسلام الحقيقي وصموده رغم كل التحديات .

وسعة الفتن والشهوات والشبهات هذه الأيام توعظنا للتنبه والاستعداد وتقدير حجم المخاطر، وأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء...!
والثابت بحق المتمسك بالقول الثابت لا تهزه المحن، ولا تخيفه الفتن، وقد توقّد ثباتاً وعزة ودعوة وانطلاقا،،،،،!
وهل العلم والدعوة يحملون أكثر الصفات هنا، وفِي استمساكهم رسالة اطمئنان للعوام، وفِي هوانهم وتضعضعهم رسالة تفلت وضياع كفانا الله شرور ذلك.

ولنتعلم الثبات كما نتعلم السورة من القران، ولنطالع سير الثابتين، وكيف تحملوا مع الاذى، وصبروا مع الجوع، وعانوا مع الضيق، وتقووا مع المشقة،،، وكما قيل:

فما ذلّ الإباءُ بهم// وما بهمُ احتفى الفشلُ

وهنا دروس يشعها الثابتون، وينيرها صبرهم، ومن ذلك :
١/ حماية الإسلام من التبديل والتحريف.
٢/ تقوية الضعاف والحيرى والمترددين .
٣/ هزيمة أهل الباطل وايهان عزائمهم .
٤/ منارات دعوية بصبرهم وثباتهم وحسن احتمالهم(( فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله..)) سورة آل عمران .
٥/ نواة للفرقة الناجية المنصورة، والتي لا تبالي بالمخالف والمخذل، ويعز بها الدين والمنهج .(( لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله )).
٦/ جذب الطاقات الفاعلة لا سيما جيل الشباب، والذي يتأثر غالبا بحكايات الثابتين،،، والله الموفق.

ومضة/
الثبات، المركب المرتجى في ظل التراجعات والهزائم الدعوية بلا مسوغ...!

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية