اطبع هذه الصفحة


أصول الفكر الليبرالي العربي...!

د.حمزة بن فايع الفتحي


وحقيقة لا يوجد فكر مؤصل، ومقدمات منهجية على هذه المدرسة، في المنطقة العربية،كما يقول الأستاذ الغذامي، بالذات في المسار السعودي المحلي، فصدع، بأنهم لا يملكون مشروعا فكريا ولا حقيقيا،،،،!
وهو حكم ينسحب على إخوانهم العرب، إلا قلة قليلة رافضة للهيمنة الغربية،،،!
والسبب : لرداءة ما يطرحون، وأنهم لا يعدون إلا صدى لأفكار مهترئة، من فئام منحلين، قد نودي بها من قبلهم،،،.!!
صدّعونا، وأربكوا منتدياتنا، تظنهم على شئ،،،،! فلما فتشنا، ودققنا الأطروحات، لم يبدُ لك، إلا هزال فكري، وتمطيط إنشائي، وبعثرة سقيمة، عبر رواية او قصة او قصيدة، او عمود تقليدي،،! توحي لك بإفلاس القوم، وأنهم يعملون لترويج أجندة محددة،،،! ليس إلا،،،،! ويقاتلون عليها في كل لحظة وساعة،،،! وهي كالتالي :

١/ تمكين المرأة : وفق النمط الغربي، حيث تعيش بيننا ، ممكنة تنمويا في كل القطاعات ،بدون مراعاة لشخصيتها وجِبلّتها، وتنتهي بعدها كآلة استمتاعية، للرجال، وتتحرك بلا حجاب،!! والنقاب رجعية مَقيتة، والانعزال تخلف، وسوء فهم للإسلام،،،! والدفع بخُطى تمكينها كالرجل فكراً وحركة وممارسة، والموافقة على اتفاقيات وقوانين التمييز ضد المراة وأشباهها.
ولقتالهم الباسل نحو قضايا المرأة، اختصر بعض المفكرين، الليبرالية المحلية، بأنها (الشق الأسفل) من الإنسان،،،!
وهو تعبير دقيق كاشف لأطروحات هؤلاء بكل وضوح. وتلحظ غلبة الجنس الناعم السافر على وسائل الإعلام وتعمد ذلك، حتى باتت بعض القنوات مسارح عرض أزياء، ومشاغل نسائية فاخرة،،،،!!
وأضحت توظف في كل مكان، وتزاحم الرجال في تخصصاتهم،،!

٢/ رصد الإسلاميين : وتتبع عثراتهم، وتضخيمها او صناعتها على كل حال، والنقاش مع التيارات الفكرية، إلا الإسلاميين، فلا يُسمح لهم بالمشاركة الإعلامية، إلا في أطر ضيقة،،،! وصب جام غضبهم عليهم، لا سيما الدعاة وجهاز الهيئة على الخصوص، فبينهم وبينه كما بين داحس والغبراء،،،!
في حين ُينتهك حق (مبتعثة سعودية)، وتطعن نحو ثلاثين طعنة من بريطاني، لا نسمع لهم حسا ولا ركزا،،،!
ولشعورهم بالإفلاس الشعبي، يهابون العملية الانتخابية، حيث مجهم الناس، وملوا اكذوباتهم، حين سوقوا للظلم والاستبداد ،!
وودوا لو تم استئصال الإسلاميين بالمرة، لتصفو لهم المنطقة العربية ،،،!
وقد صرحت قنواتهم بذلك،،،،!!

٣/ المناداة بالحريات: والديمقراطية لكل الفئات والسَقَط، سوى الاسلاميين،،،! لا يحق لهم ذلك، ولا يجوز تمكينهم، بل إسقاطهم هو الحل الديمقراطي السليم، فيبرر للجيوش الخائنة إجهاض كل تجربة جديدة جاءت بفصيل مغاير لهم شكلا ومضمونا،،،!
ويعزفون على وتر مزيف، يصح لهم جوهره، ويُهدم اذا جاء بغيرهم،،،!

٤/ محاولة علمنة الحياة : بعزل الدين عن واقع الناس، وتحويله الى رهبانية لا علاقة لها بالسياسة والواقع وإصلاح احوال الخلق، ولذا تلحظ حطهم الشديد على الخطاب الديني، وجمهرة الدعاة، بحيث يجرّحون في حالتي الصواب او الخطأ ..!
ويكررون مصطلح ( الاسلام السياسي )،!! وكأن الاسلام في زاوية مهجورة، او رهبانية قفرية، لا تتحرك وتشارك وتتفاعل ،،!! والله يقول (( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين )) سورة الانعام.
ويخلطون بين العَلمانية والدولة المدنية، ويعتبرونها رديفا او ناتجا للحياة العلمانية، كلا،،،! لأن ظهور هذا المصطلح كان كردة فعل الطغيان الكنسي، فانقلبوا على الدين طمعا في عمارة الانسان والاهتمام به وعدم ظلمه ،،،! ولأن الدولة المدنية هي دولة الحقوق والمساواة،،! ما علموا ان الدولة في الاسلام مدنية بهذا المفهوم، ذات مرجعية إسلامية، وان نبينا صلى الله عليه وسلم كتب اول وثيقة تاريخية إنسانية ، ضمنها مبادئ الدولة المدنية وحفظ العهود والحقوق وعنصر المواطنة، كما تشاهد ذلك في وثيقة المدينة التاريخية ،!
ولا يوجد في الاسلام دولة دينية( ثيوقراطية ) كهنوتية، بالمفهوم الغربي، تكرس للحكم البابوي بالحق الالهي المزعوم ،،،!
وليست العلمانية دائماً منتجة للعدالة والسياق المدني، فهاهو (هتلر) النازي كان علمانيا، ولم يكن مدنيا ديمقراطيا متسامحا، ونظراؤه من السفاحين كثيرون،،،! لم تجد عنهم علمانيتهم شيئا ،،،!

٥/ التسامح المميع للدين والأحكام : والذي يفسرونه أحيانا بطيب المعاملة، او قبول الاخر، او التعايش الإنساني المدني، او حرية الرأي والاعتقاد،،،!
وبرغم أن التسامح من صميم أخلاقنا وقيمنا الظاهرة، إلا أنهم يتجاهلون ذلك، ويوسعون دائرته وفق منحى غربي محض، بحيث تُنقض عقيدة الولاء والبراء، ويُصدع بالكفر والإلحاد، ويسمح بترويج روايات الضلال، وكتب السفه والانحرافات ،،! بدعوى التنوع او حرية التعبير والإبداع والتسامح،،،،!

٦/ حرية التدين: وأنه يجوز للمرء أن يبدل دينه، وفق اختياره وميوله، بل أشنع من ذلك، حيث يجوزون الإلحاد، والفساد العقدي بكل أشكاله، استنادا لأصلهم المركوز، أن الدين حرية، والاعتقاد اختيار، ما دام انه بُني عن قناعة وإرادة،،،!
ويتجاهلون قول المولى تعالى(( إن الدين عند الله الاسلام )) سورة ال عمران .
وقوله (( من يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ))سورة ال عمران .

٧/ الحرية الإعلامية: والقائمة على تسويق المناكر، وترويج الخلاعات، والرضا بالكذب والوشايات، ما دامت تخدم أمانيهم ومصالحهم،،،! وقد ينعتونها (بتلفزيون الواقع)
وحفز المشاركات لكل الأطياف، سوى العلماء والمفكرين الأحرار،،،! فيوصمون بالإرهاب، ويصنفون على أنهم شرذمة قليلون، قتلة متطرفون،،،،!
وتفسر حرية التعبير، على أنها النقمة من الأشياخ، والتهجم على الخطاب الشرعي الدعوي، وإباحة العري والسكر، وكثير من الأباطيل التعيسة،،،!

٨/ الانبهار بالغرب: والإعجاب بفكرهم وثقافاتهم، ومدنيتهم الباذخة، واعتقاد أنهم ظهروا وبزوا غيرهم، بسبب هجمتهم الضارية على الكنيسة، ووطء الدين بأرجلهم ،،،!
فيجب على المسلمين، إن أرادوا التقدم، أن ينحوا نحوهم، ويسلكوا طريقتهم، كما قال ذلك كثير من الليبراليين المنحلين، كطه حسين، قبلهم في كتابه ( مستقبل الثقافة في مصر ) وروج للحياة الأوربية، وأنه يجب علينا أن نسير سيرة الأوروبيين، ونسلك طريقهم فى الحكم والإدارة والتشريع.،،!!
ومن الطريف ان بعضهم زعم في لقاء تلفزيوني: ان ترك الموسيقى او تحريمها سبب تخلف العرب. هههههههه !!

٩/ التمكين للاستبداد: ما دام أنه راضٍ عنهم ويروج لطروحاتهم، ويقطر في حلوقهم، ويضمن لهم كل وسائل الاستمتاع،،،!
فيؤثرونه على كل تطور انتخابي، فلا مناداة مثلا ببرلمان منتخب او فاعلية مجالس بلدية، او محاربة صادقة للفساد، بل يمكنون للمستبدين، ويرضون بسياسة الحيف والبطش، كما تلحظون في الحالة المصرية، إلى أن بلغ البطش بهم، جزاء وفاقا،،،!!

١٠/ مصادمة النصوص: بالمنطق العقلاني، او تحريفها، او تفسيرها عصريا، او الدعوة لقراءتها من جديد،،! او رد ما لا يحلو لهم، وأنه يمكن إيجاد فهم جديد، لا سيما ما لا يحسن رده كأحاديث الصحيحين،،! والغرض من ذلك، تهوين الدين وتوهينه، والإساءة اليه، ومحاكمته لدى العقل، حتى يظل الناس يقدمون عقولهم على نصوص شرعهم، وهي غرسة المعتزلة القديمة، وأحياها الآن بعضُ العصرانيين العقلانيين، وجاء هؤلاء مقلدين ومحتفين بهم.،،، والسلام .

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية