اطبع هذه الصفحة


إيماءات يوم الهجرة التاريخي...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


غالباً ما تكون الأحداث التاريخية ملهمةً لنا درسا وإيماءً...!

الهجرة النبوية قصة فتح ونهوض وانتصار ...!

برغم بُعدها لم تجِف الأقلام عن تسطير دروسها...!

هي مصطلح فسيح قضى على كل سنيّ المتاعب والمناكد والحصار..!

ما ضاقت الأرض بأحد، إلا جعل الله له فرجا ومخرجا..!

قد يهاجر البدن، وقلبه معلق بالله أينما كان..!

المهاجر الحقيقي من يضحي لله بماله ونفسه وولده..!

الهجرة سلوك عملي للحب والإيمان الحقيقي ..!

إنما تُفرض الهجرة لمصالح عليا وظروف خاصة..!

الهجرة الناجحة تلك التي سبقها ترتيب وحسن تنسيق..!

الهجرة دليل على عالمية الإسلام، وإنسانية بني آدم ...!

الهجرة ضرب من السفر والارتحال والمغادرة الإيجابية..!

حينما تطغى المبادئ على المرء يهزم عواطفه في أحلك الظروف..!

المؤمن مهاجر دوماً إلى الله، بمفارقة المعاصي..!

انقطعت الهجرة المدنية ولَم تنقطع الهجرة القلبية والدعوية..!

يهاجر المؤمن وقلبه معلّق بالله، متشبث بنصره وتأييده..!

هاجر رسول الله فهاجر أصحابه، وهنا محَكّ القيادة..!

في الهجرة اتصال وتغيير ومعارف جديدة..!

إذا صحت الهجرة وقع الرزق والفرج والتمكين..!

الهجرة المدروسة، سعادات مرصوصة..!

حينما تصبح الدعوة أكبر همنا تأتي المضايق بالنسمات .!

إذا تحتمت الهجرة ذبُلت قدسية الأوطان..!

البسيطة مشترك إنساني، يفِئ لها من شاء متى شاء..!

لولا الهجرة ما تعارف الناس، وما اكتشفوا معادن بعض..!

الأهداف الصحيحة توجد مجتمعا مقتنعا راضيا..!

صحة المسارات تفرض نفسها على كل البيئات..!

مصداقية المهاجر تصنع له قوة الأتباع ، ومحبة الأعوان..!

قد تكون الأرزاق في معمعات الهِجْرات والأسفار..!

كثيرون هم المهاجرون بالأقوال والعازفون عن الأفعال...!

حينما تنسد السبل، وتشتد الحُجب ، فلا مناص حينئذ من البديل...!

لَيْس من الحكمة الدعوية البقاء في مكان لا يرحب بك وبمبادئك..!

في الهجرة اجتمع الإيمان بالأسباب، والتوكل بالأعمال، واليقين بمقدماته..!

حينما يصحب المهاجر ثقة ساطعة، وأمل مثمر تهون عنده الرزايا...!

يستبدل المهاجر الإيمان بالفقدان، واليقين بالبنين، والآمال بالأموال...!

حينما تختلط الأفراح بالأحزان، والشدائد بالمخارج، ويحضر الصدق، فقد أوشك الفرَج...!

شكلت الهجرة رحلة ابتلاء لم ينج منها صفوة الخلق..!

وفيها تدريب على الصبر والمعاناة واحتمال المشاق ( والذين جاهدوا فينا...)..!

في معاناة الارتحال والمغادرة موعظة لكل مهاجر اختط الطريق...!

في الهجرة معنى لإيجاد الناصر والمساحة والاحتواء..!

حين لا تجد أُذناً واعية، فَسِح في أرض الله الواقية..!

قد لا تنشر الأفكار النيرات إلا بالرحلة والهِجرات ..!

قد لا تكون الأوطان حفيةً دائماً بالأبناء والأنبياء والفضلاء..!

كانت الهجرة بعد ثلاث عشرة سنة من الاستمرارية الدعوية، فليست حلا ابتدائيا ...!

إن القيادة الدعوية لاتكتسب إلا في مراتع البذل والتصبر والاستبسال ..!

أحيانا تكون المنن في طيات البلايا والمحن، وتفرز الأسفار أرزاقا ليست في الحسبان..!

هاجر المجتبى الكريم ليعلمنا الإصرار، وأن للحق أهلًا وأنصارا..!

وهاجرَ ليضعفَ الارتباط الفطري بمحل رافض باطش همجي..!

الفرار بالدِّين أغلا من كل التعلقات العاطفية والشخصية..!

حينما تزهد فيك القبيلة والملأ، فلا وجه حينئذ للإقامة ..!فاغتربْ تلقَ عن الأهل بدل...!

خضع مشركو مكة للموروث الجاهلي، ففرضوا الهجرة، وبددوا الشرف..!

كانت إقامته في الوطن غربةً وتعبا، وهجرته صارت راحا وذهبا..!

الهجرة السلوكية والقلبية لا تنفك عن المؤمن الحق ..!

والهجرة البدنية أو المكانية لها ظروفها التاريخية ...!

لو لم تفرض الهجرة البدنية على المصلحين، لما تجشموها، وتحملوا أوزارها ..!

لا تبتئس قد يسوقك الأعداء لأحسن الاختيارات والمنح..!

الهجرة شكل من الغيب الذي يواجه بالإيمان والحكمة وحُسن العمل..!

في الهجرة هجر للعدو وأصنامهم وجاهليتهم..!

إذا التف بالمهاجر المصلح الصدود والسدود، فلا منجاة إلا في اختراق الحدود..!

فُهمت الهجرة في الصغر بأنها فرار بالدِّين، وفِي الشباب أنها حكمة، وفِي الكِبر أنها مِنح المحن..!

الهجرة شمعة تضئ في كوكب مدلهم..!

وهي ممانعة فكرية عن الانهزام للباطل أو الرضا به...!

لو حاور المعترضُ بالحجة والعقل، لما كان للهجرة موضع وتدبير..!

في ذكرى الهجرة هجران للمعاصي ، وتبصير للقلب والجوارح..!

المبادئ الصحيحة تعيش في أكثر الأماكن ..!

لحُسن ثمراتها قد تزهّد في الموطن الأصلي..!

العحيب حينما تكون المحن مفتاحا للرزق والرخاء..!

برغم مناكدها، لم تَزل معية الله لعباده حفظاً وتأييدا...!

هجرة بلا ترتيب وتخطيط وتهيئة عنوان للضلال والضياع..!

في الهجرة حضر التوكل فانعدم الخوف، وأقبل العقل فانعدمت العشوائية..!

يهاجر المؤمن وعناية الله تظلّله، ومشاعره تحادثه، وأهدافه تواجهه..!

التجريد القلبي للمهاجر سبب للنجاح الأكبر ..!

في الهجرة تذكار بالانتصار، وبتصرم الأعوام والأعمار..!

وهي رسالة كل مسلم في أزمنة الفتن والاضطهادات ..!

دائماً أعداء الدعوات يرفضون النقل والعقل، ويعيقون الهجرة والارتحال ، فتنفجر المنافذ والآمال ..!

في وحشة الغار وظلمته فتح الله عليهم من رحمته وظلاله...!

من كان يصدّق أن سطوع النور سيكون من غار ثانٍ، كالنور الأول..؟!

أن وطن المؤمن حيث تنتصر مبادئه، وتعلو مباهجه...!

الحالة القلبية لرسول الله، موعظتنا كل عام هجري جديد( ما ظنك باثنين الله ثالثهما...)..!

إذا بلغنا ذلك اليقين الإيماني تحققت أهدافنا، وانتصرت دعوتُنا..!

مع المسالكِ المادية المتوخاة، لم يَغِب المدد الإلهي( وأيده بجنود لم تروها..).

الابتلاء سنة تمشي بمنعطفاتها، حتى ينبلجَ الفجر الجديد..!

تغادر الهجرة حاملةً مبادئها، متجاهلة ما وراءها..!

لم يكن الصحابة ليقتنعوا بها لولا التربية الأرقمية المسبقة..!

تلك الهجرة المشتبكة بالبلاء، كانت كالنفق الذي انتهي بالنور والاتساع..!

لم تكن التضحية لتولد لولا اليقين القلبي والسرور الوجداني بظهور الإسلام..!

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.....


 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية