اطبع هذه الصفحة


الوِرد العلمي اليومي من الصحيحين ..!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


أنِس الصحابةُ الكرام بمجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستطعموا كلامه، وشقّ عليهم فراقه، وليس لمن بعدهم قيمة ولا متعة ونهوض روحي وحضاري، إلا بالقرب من السنن والآثار- وقبلها القرآن- وقراءتها وانتهاجها في الحياة، حتى يبيت الحديث ناصيتهم، والرسول الكريم قدوتهم ومربيهم وهاديهم : ( قِيْلَ لابْنِ المبارك الحافظ العامل الكبير رحمه الله : إذا أنت صليت لِمَ لاَ تجلس معنا ؟ ، قَالَ : أَجلِسُ مَعَ الصَّحَابَةِ والتابعين ، أَنْظُرُ فِي كُتُبِهِم وآثارهم ، فَمَا أَصْنَعُ مَعَكُم ؟ ، أنتم تغتابون النَّاسَ ...)!

وهذه المجالسة العلمية تثمر القرب من الأحاديث واتباع الهدي، وكثرة الصلاة والسلام على المختار، وفهم القرآن ونصوصه، وتثبيت الأحكام، وتصحيح المفاهيم، والتفكير في معالم النهضة والتمكين ..!

وابن المبارك هو القائل :( ليكن عمدتُكم الأثر ، وخذوا من الرأي ما يفسّر لكم الحديث ). ولا يمكن جعل النصوص عمدة في حياتنا إلا بالوعي المبكر، والجلَد الدائم، والورد الثابت المستديم، واستطعام أثرها في الروح .

والذهلي العلامة رحمه الله: دخل عليه ابنُه في الصيف الصائف وقت القائلة، وهو في بيت كتبه، وبين يديه السراج وهو يُصنِّف، فقال : يا أبَهْ، هذا وقت الصلاة، ودخان هذا السراج بالنهار، فلو نفَّست عن نفسك، قال: يا بُنَيَّ، تقول لي هذا وأنا مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأصحابه والتابعين ) ؟!.

وفِي ترجمة شيخ المحدثين البخاري رحمه الله قال تلميذه الفِرَبْرِي : ( أملى يومًا عليَّ حديثًا كثيرًا، فخاف مَلالي؛ فقال: طِبْ نفسًا؛ فإن أهل الملاهي في ملاهيهم، وأهل الصناعات في صناعتهم، والتجار في تجاراتهم، وأنت مع النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابه ). فانظر كيف كان استشعارهم للفضل، ومدى تلذذهم بالساعات المقضية في الروضة النبوية، حيث المتعة والزلال، والطيب والمنال، والماء العذب السلسال... وحيثما أسندت رأسك جدول ينسابُ...! أهل الحديث همُ آل النبي وإن لم... يصحبوا نفسَه أنفاسه صحِبوا...!

والسنة وحي كالقرآن، وخليق بالمسلم حفظها وتعلمها والعناية بها كالقرآن، قال في الحديث عليه الصلاة والسلام: ( ألا إني أوتيت القرآنَ ومثلَه معه ).

وكما لنا وِردٌ من القرآن ، ليكن لنا ورد من السنة، فهي وحي ونور كالقرآن، وتزيد بالشرح والبيان والتوضيح، قال تعالى ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) سورة النحل .

والوِرد هو: القدر المحدد الذي يقرأه المؤمن كل يوم، ويتعاهده ويواظب عليه، فيبيت كالوجبة من الطعام، ولكنه الطعام الروحي، والزاد الوجداني الذي لا غنى للمرء عنه ..! كوظيفة ملتزمة، وموعد ثابت، وتحرك يومي لابد منه..! فهو فائق على الزاد الحيواني المادي، ويلقى فيه العبد ألوان المسرات، وأفانين الملذات، التي تنسيه روعة ذاك الفانية..!

والسنة خليقة أن تكون كذلك لا سيما الكتابان الجليلان والصحيحان الشريفان، للبخاري(٢٥٦) ومسلم(٢٦١) رحمهما الله، أصح الكتب، وأطيب الأسفار، وأبرك الصحف والآثار .

وإذا تأمل المتأمل المكتبة الإسلامية، يعاين من مفاخرها بعد القرآن، السنة الشريفة، ومن أصحها كتابا الشيخين، وصحيحا الإمامين، الذان هما كالقمرين، وكالنيرين، وكالجديدين جمالا وجلالا، وسطوعاً ولموعا...! فكيف يغفل المؤمن الواعي، وطالب العلم الناهل للفائدة والعائدة..؟!فلو قد ذقتَ من حلواه طعماً/ لآثرت التعلم واجتهدتا...وأبصرت المباهج في كتاب/ (يذوب الشوق فيه وما زهدتا)....!

والواردُ اليومي: سمير رسول الله وجليسه ولصيقه، يرتشف من يده، ويشم أنسامه، ويعيش حلاوته، ويتخلق بأخلاقه، ويتعزز بدينه وهديه....!( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ...)سورة الأحزاب .... وما أطيبَ قولَ القائل وأصدقَه: من زار بابك لَمْ تبرح جوارحه... تَرْوِي أحاديث مَا وَالَيْتَ مِنْ مِنَنِ/ فالعين عَنْ (قُرَّةٍ) وَالْكَفُّ عَنْ (صِلَةٍ)... والقلب عَنْ (جَابِرٍ)والسمعُ عَنْ (حسنِ)...!

وحينما يكون الطُّعم والترياق والارتشاف الحديثي، صحيحَ النهج، بخاريَّ الهوى، ومسلمَ السَّنى، فلا ريب أنه عالٍ راق، تكنفته البركات من كل جهة، واحتوته المسرات بلا أحزان وتِرة ...!

قال الإمام النووي(٦٧٦) رحمه الله : ( اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان : البخاري ومسلم، وتلقتهما الأمة بالقبول، وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد ومعارف ظاهرة وغامضة..).

نقل الحافظ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله(٦٤٣) في ( صيانة صحيح مسلم :٨٦) بسنده إلى إمام الحرمين الجويني رحمهما الله أنه قال :( لو حلف إنسان بطلاق امرأته، أن ما في كتابي البخاري ومسلم، مما حكما بصحته من قول النبي صلى الله عليه وسلم لما ألزمته الطلاق ، ولا حنثته ، لإجماع علماء المسلمين على صحتهما ) .

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية (٧٢٨)رحمه الله : ( ليس تحت أديم السماء كتابٌ أصحَّ من البخاري ومسلم بعد القرآن ) . مجموع الفتاوى (18/74).

وقال الإمام الذهبي(٧٤٨) رحمه الله في تذكرة الحفاظ : ( فرحم الله امرءا أقبل على شأنه ، وقصّر من لسانه ، وأقبل على تلاوة قرآنه ، وبكى على زمانه ، وأدمنَ النظر في الصحيحين ، وعَبَد الله قبل أن يبَغتَه الأجَل ) .

وقال أيضا في السير : ( فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله ، وبإدمان النظر في الصحيحين ، وسنن النسائي ، ورياض النواوي ، وأذكاره ، تُفلح وتُنجح ) .

وهنا جعلهما الذهبي شرطا للفلاح والنجاح بعد القرآن العزيز، وأما فلاحهما فمن جهة ما فيها من مواد السرور والانشراح والنضارة العجيبة، وأما نجاحهما فمن حيث ضبط ما فيهما من أصول الفضائل والعقائد والأحكام، وهذا كنز مذخور، لا يسوغ التفريط فيه...!

وقال الخطيب البغدادي(٤٦٣) رحمه الله لما ذكر منهج الطالب في القراءة الحديثية : (.. وأحقها بالتقديم كتاب الجامع والمسند الصحيحان لمحمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري) .

وما ضبَطَهما طالب إلا علته تيجان النبوغ، وازدهرت عليه بيارق التفوق، وصار شامةً في الخلائق، مقصودا بالسؤال والفهم والتبيين .

ومن المؤسف أن لدينا الورد الغذائي اليومي، والمجلس الانبساطي المعهود، ولا نكاد نتخلف عنها، ونفرط كثيرا في الورد الذهبي الحقيقي، والذي يلامس قلوبنا، وتشتاقه عقولنا ، بحيث لو عدمناه، تكدرت أرواحنا، وساءت أحوالنا...!

وعلى ذلك.. للصحيحين علينا حقوق ومقتضيات لا سيما طلاب العلم، تتضمن نشرهما وتبنيهما والدفاع عنهما، وقراءتهما، وإقراءهما الناس في المساجد والحِلق. قال العراقي( ٨٠٦) رحمه الله في الألفية: وبالصحيحينِ ابدأن ثم السننْ/ والبيهقي ضبطا وفهماً ثم ثنّ...!

ولعظمتهما وجلالة ما فيهما من الفرائد والأحكام، جعل بعضهم ( وردا متجددا ) لها في القراءة فقد حزّبوا البخاري وقطعوه أجزاء ، حتى يسهل قراءته في مدة معقولة، لأنه من المؤسف أن يمضي الزمان بطالب العلم ولَم يتمه، أو يطالعه سريعا ويتحفظ مواضع منه...!

ومن ثم اهتم به العلماء الأوائل، وعمدوا إلى تكرارهما، فهذا العلامة أبو بكر بن عطية والد المفسر المشهور رحمه الله نقلوا عنه ( أنه كرّر البخاري سبع مائة مرة ). وسليمان العلوي اليمني ( مرّ على صحيح البخاري مائة وخمسين مرة ).

وصحيح الإمام مسلم رحمه الله، كانوا يقرؤونه في مجالس معدودة، ويُقرئونه الناس ، فهذا الإمام الثقة عبد الغافر بن محمد الفارسي رحمه الله (٤٤٨)، كان ملازمًا لإقراء (صحيح مسلم) فَقُرىء عليه أكثر من ستين مرَّةً..!

ومن المحزن هجران هذه المسالكِ والسنن المستحبات هذه الأيام إلا قلائل معروفين ، لا يزالون يواظبون عليها، وقد جربنا ذلك بحمد الله مع بعض طلاب العلم ، فجردنا ( كتاب الصيام ) من الكتب التسعة في شهر رمضان، وكانت النتائج مذهلة..!

وطريقة الإقراء المسجدي كانت تُعمل سابقا، وباتت مهجورة في الأعصر المتأخرة، وقد أحياها بعض الفضلاء في بلادنا فعم بها نفع كبير، وحضرها المئات من الشباب..! وواجب على المشيخة الحديثية ومعظّمي السنن إحياؤها بلا ضعف أو انكسار ..! قال ابن القيم رحمه الله :
‏( وتبليغ سنته إلى الأمة ، ‏أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو ).
بدائع التفسير (٤١٦/٢)

وقد نُقل عن العلامة عبد الحق الهاشمي، -صاحب الشروح - أنه كان يقرأ يوميًا جزءًا من القرآن، وجزءًا من البخاري، ومثله من مسلم، واتخذ هذاالورد، متأولاً لقوله تعالى : (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة)، لأن الآية فُسِّرت بالكتاب والسنة قال قتادة السدوسي: الحكمة: السنة، فهو يتلو القرآن (الآيات) والحديث (الحكمة) في بيته لهذه الآية..!

وكانت طريقته هو ومشيخة الهند ختمه في (٣٠) مجلسا وبعضها كالتالي : من أوله إلى كتاب الغسل، ثم من أول كتاب الغسل إلى كتاب مواقيت الصلاة 1/75
ومن أول كتاب مواقيت الصلاة إلى باب عقد الثياب وشدها، ثم من أول باب عقد الثياب وشدها إلى باب صلاة التطوع على الحمار 1/149

ومن باب صلاة التطوع على الحمار إلى باب ما قيل في أولاد المشركين 1/185 . ثم باب ما قيل في أولاد المشركين إلى باب الصلاة بمنى 1/225. ومن باب الصلاة بمنى إلى باب تعجيل الإفطار إلى آخر تلك التحزيبات والتقسيمات ...!

والمطالع للكمية يلقاها كبيرة بحسب همة القارئ والسارد وانتظامه يوميا .

ونعتقد أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص وعزماتهم، ويستطيع بعضنا ضبطها بالعدد خمسين حديثا مثلا، أو بالصفحات (٥٠) صفحة مثلا أو أقل أو أكثر، والمقصد الانتظام بلا خلل ولا إخلال ( يا يحي خذ الكتاب بقوة ) سورة مريم .

ويستطيع الطالب الآن البدء بالمختصرات : كمختصر الزبيدي أو الألباني أو الشثري، وهذه لا تأخذ وقتا كثيرا، وبإمكانه الانتهاء منها سريعا، شريطة العكوف والصدق في ذلك بلا تغيير ولا اضطراب..!

ثم لا غنى بعد ذلك عن الأصول الإسنادية والمحلاة بالآثار والموقوفات البهية، إذ قراءتها تكشف الأسرار والفقهيات والاستنباطات البخارية العجيبة ..!

ومما يعين على ذلك الورد اليومي عدة أمور :
أولا: تعظيم شان السنن وحاجة المسلم إليها بلا انقطاع، لا سيما الصحيحان وهما حِلية كل مسلم بعد القرآن الكريم .
ثانيا: تخصيص ساعة محددة، وقدر معين، بحيث يجعله كالموعد الثابت، والغذاء اليومي الذي لا غنى عنه ولا تأجيل..!
ثالثا: تقنين المادة المقروءة، فلا اتساع ولا تضييق، بحسب الفراغ والانتظام ، وقليل دائم خير من كثير منقطع..!
رابعا: لتكن قراءةً بلا شروح ولا تعليقات، وذلك في السرد الأولي، ثم بعد ذاك تقييد وتحشية، ثم شروح ومعان وتبيينات، والتدرج هنا حكمة ومطلب، حيث العلم يُجمع مع الأيام والليالي، وليس في يوم وليلة، كما يتوهم بعض التلاميذ ...!
خامساً: المشاركة في دورات حفظ السنة، (كحفاظ الوحيين) تحت إشراف الشيخ المحدث يحي اليحي وفقه الله، والآثار الحسنة التي أحدثته في النطاق العلمي، أو التزام مجموعة من الأصدقاء برنامج حفظي محدد، يتذاكرونها فترسخ الفوائد، وتنضبط الأحكام ، وفِي ذلك حياة للقلب والعقل والروح والذاكرة .
سادسا : الربط القرآني: فكل ما انتهى من حزبه القرآني انتقل للحديثي، لا سيما والنفس منشرحة، والهمة صاعدة، والرغبة متولّدة ، وفِي متابعة القرآن بالحديث توثيق للعلاقة والتبيين والتفسير.
سابعاً: مجموعات الواتس : سياقات تحفيزية للقراءة والحفظ ، تحمل المرء على التعاهد والالتزام، والمراجعة والمحاسبة ، ولعلها تكون من الأعوان الذين يعينون ويثبتون، في زمان قلّ فيه الثبات والمواظبة والله المستعان .
ثامنا : فهرسة الكتابين : عبر تجريد أحاديثه القصار، وقصصه النوادر، وفوائده الفواخر، وكلماته ، واتفاقاته مع مسلم، ثم مطالعتها كثيرا وتردادها، من خلال المختصرات ثم العمل كذلك على أصل الكتابين .
تاسعاً: المختصر الفوائدي: وهو نتاج جهد القراءة والتقييد والفهرسة الشاملة التي مارسها القارئ تجاه الصحيحين ، فيعمد لقراءتها وتكرارها حتى تثبت ثباتا محكما ، فيكون محتوياً لعصارة الكتابين .
عاشرا: الالتصاق المعرفي : بالصحيح حباً وتعلقا ووقتا ومشروعاً ، بحيث ينحبس عليه زمانا مشروطا، لا يحيد عنه ولا يتخلف، ويحمل الكتاب في كل مكان، حضرا وسفرا بلا تردد أو هوادة، ويستعين بالنسخ الجيبية الصغيرة، أو برامج الجوال الحاضرة على الدوام...!فَلَو قرأ كل يوم خمسين صفحة على سبيل المثال، سيكون آخر الأسبوع (٣٥٠) صفحة، وهو ما يعادل مجلدا تقريبا .

حادي عشر: الأبواب المكررة، أو القطع المجزأة، والتي تلقى عناية خاصة، وحفاوة بالغة، كمن يواظب على كتاب الإيمان مثلا، ويعود عليه بُكرة وعشية، حتى يهضمه، أو كتاب الصلاة فيكرره تكرارا فريدا، بحيث يستوعب عناوينه، ويفقه مسائله، وفِي ذلك فوائد منها :
١- الاعتياد على الكتاب وجمله الحديثية .
٢- حفظ ما تيسر منه، ووعي موضوعاته .
٣- تسهيل ختم الكتاب بحيث تنشط الهمة ، وتلتهب العزيمة .
٤- تربية النفس على الجد والمواصلة، والرغبة في الانتهاء مهما كان طوله .
٥- معرفة فرائد البخاري وأفراده من مسلم والعكس، وما أجمل أن يقرأ الأبواب المتشابهة بين الشيخين، لا سيما في موضوعات الدين المشهورة، وكذلك لو كرر في المواسم (كتابي الصيام والقيام والحج.. والنكاح في الإجازات )، وقارن بينهما وأحصى الفقه والفوائد والمسائل لخرج بثمار يانعة، وأفانين باسقة، قلَّ من يعثر عليها...!
ولا يزال الوارد اليومي للصحيحين في منهل عذب رقراق، لا يجِفّ نبضُه، ولا ينقطع نبعُه، يرتشف السعادة، ويحتسي اليقين، ويرتدي لبوسات الصالحين المصلحين، حتى يُلم بجواهرها ويواقيتها، أو يغدو من حفّاظها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفصل العظيم ،،..!

١٤٤٠/٦/٢٠هـ
hamzah10000@outlook.com

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية