ومضات منبرية (٤)

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ..... وبعد:

فهذا الجزء الرابع من ( الوَمضات المنبرية ) تممها الله ألفا، وبلغنا نهايتها، وأعاننا على إيجازها ، وإيصالها لألف ومضة، وحكمة وهمسة.
تمّت لألفٍ هذه الومَضاتُ/ يا أيها الخطباء والأثباتُ
ويتمّمُ القولَ الجميلَ مسالكٌ/ نهضت لها وفعائل وهداةُ..!

ولَم نكن نتوقع، أن يجري بها القلم ، ويتدفق العقل، وتنساب الحكمة، من واقع منبري معيش، لولا فضل الله وتوفيقه، فقد فتح وأعان وبارك، حتى تكاثرت محاسنها، وتنوعت زخارفها، وتضوّعت أفنانها، فلله الحمد والمنة، ولعل الله يسعف القلم لتعاليق سريعة، تشرحها لتنضم إلى مقدمات تأهيل الخطيب المنبري، أو ينبري لها أحد الفضلاء، فيجليها بقلمه، شارحا ومحللا، ومضيفا متفننا، فكم في التقريب من فائدة، وفِي الشرح من عائدة، وفِي التعليق من شاردة ونادرة ...!
سائلا المولى الكريم نفعها وذخرها، وطيبها وحسن عاقبتها، فقد تهمّمها القلم، وتعمدها اليراع، وزُفت في كوكبة الأحباب مع الخطباء الألباب ، الذين أشعلوها، وزادوا من متابعتها والإصرار عليها، حتى تباركت مع مرور الأيام ، وكرّ الساعات والأعوام .
وهذا إن دل على فإنما يدل على أهمية التقييد والكتابة، وفضل المناقشة والملاقحة، وقد هيأتها التقنية الحديثة ، بفضل من الله ورحمة( وآتاكم من كل ما سألتموه ) سورة إبراهيم(٣٤) .
والحمد لله أولاً وآخراً، وهو مولانا، نعم المولى ونعم النصير ...

محايل عسير
١٤٤٠/١٠/٢٠هـ

١/ أسوأ ما في الخطبة أن يضادها المتحدّث، ولا يعمل بمواعظه..!
٢/ الخطبة نافذة لنصرة اللغة العربية، لا تخريبها...!
٣/ تَفوقُ الخطبةُ المواعظ، لما فيها من هيبة ومواقظ ..!
٤/ أحياناً يضيق عقل الخطيب من مشاركيه، فلا يرى إلا خطبه.،!
٥/ تنوع الخطباء وتنوع ثقافاتهم علامة تفنن دعوي..!
٦/ من الحكمة استفادة الخطباء من بعضهم، لا إشعال الخصومات...!
٧/ نبرة الخطيب العالية، تحول دون الانتفاع بالآخرين ..!
٨/ إبداع الخطيب مرهون بخطبته، وليس أنه من العلماء بإطلاق..!
٩/ تواضع الخطيب مفتاح آخر ، يضاف إلى أدائه واختياراته ..!
١٠/ الخطيب من أكثر الناس سعادةً للبلاغ الأسبوعي، والاستنهاض العبادي...!
١١/ إذا علا صوتك في الخطبة فاستشعر عبودية الله، ونفعَ الناس بلا تفضل.،!
١٢/ لا تظننَّ النساء والأطفال في غفلة عن الخطيب إذا أحسن الاختيار..!
١٣/ اخطب للجميع لتكسب الجميع فالإسلام واسع، والمعارف متنوعة..!
١٤/ لابد للخطاب المنبري أن يتغلغل في الناس كوسائل الإعلام..!
١٥/ في القصص القرآني والسيرة النبوية، عنصر جذب للحاضرين ..!
١٦/ كم يشوّه المنبر ذاك المرتجل، بلا خطام ولا زمام...!
١٧/ الخطب الوجدانية لمسات حانية بالمستمع فاستكثر منها..!
١٨/ كن عبقريا في اختيار موضوعك، وعبقريا في ألفاظه، وحسن عرضه..!
١٩/ الخطباء يوم الجمعة دعاة لا قضاة، وهداة لا غواة، وبُناة لا قساة...!
٢٠/ لكل خطبة زادها الروحي، المذلل للعقبات، والقاهر للمعوقات..!
٢١/ قيّد الأفكار والخواطر والأساليب الخطابية، كتقييدك العناوين ..!
٢٢/ إن الأفكار والخواطر من منتوجات العقول الخصبة المتهممة..!
٢٣/ ربَّ فكرة قيدت، صيغت في جملة فأسلوب، حتى باتت موضوعاً رائعا ..!
٢٤/ لا يستهان بأفكار أول الأسبوع، ولا الأفكار العابرة...!
٢٥/ الفكرة العابرة إذا غُذيت بالتأمل تحولت إلى خطبة ثرية...!
٢٦/ الموضوع القوي قد يُقتل بإلقاء بارد...!
٢٧/ تتسع ثقافة الخطيب، بالقراءة والبحث، وصدق الأداء...!
٢٨/ إن الخطيب ليقرأ علوما لا يقرأها غيره، ويغرس معانٍ لا يغرسها سواه...!
٢٩/ الخطيب الجيد يعلّم ويتعلم ويستعلِم، حتى يصير عليما مستبصرا...!
٣٠/ اجعل بينك وبين الجماهير قنواتِ ربط واتصال...!
٣١/ أنت تخطب للناس، ولا تخطب لنفسك، فانتفع بالنقدات..!
٣٢/ الانتقاد يشجع الخطيب، لا يقصيه عن المشهد...!
٣٣/ بعد مدة من الخطابة سينكسر خجلُك، فلا ينكسر حياؤك وأدبك..!
٣٤/ خَف على المنبر من الله، ومن ضعف أداء، أو استطالة لفظية...!
٣٥/ إذا خطبت فتوكل على الله، وانفض عنك كلَّ ضعف، وتردد، وحيرة...!
٣٧/ الخطبة ترفعك، والشيطان ينزلك، والهوى يحاول أن يصرِفَك...!
٣٨/ ثمة خطبة ارتسمت في خاطرك، هلا تفكرت فيها، وأسباب ذلك..؟!
٣٩/ لازالت الخطب الحية، موقظةً لأهلها ، موجعةً لأعدائها ..!
٤٠/ لا تملك ناصيةَ موضوع، حتى تحيط به وتأكله أكلا لمّا..!
٤١/ لا يَصِدُّ الفكرَ المنبري إلا من صدوده القرائي..!
٤٢/ اقرأ واحفظ، ولخّص وراجع ، وتدرب ومارس، حتى تصعد المنابر..!
٤٣/ ثقافتك الواسعة تنقذك من مآزقك المنبرية...!
٤٤/ لتَحضُر بالموضوع ورديفه، والنص وأخيه، والأسلوب وتكملته حتى تبلغ الإجادة..!
٤٥/ تمهّل حال الأزمة فهي تصنع خطيبا، وتوقع خطيبا..!
٤٦/ في الأزمات اخلطِ العاطفة بالعلم، والحماس بالحكمة، وسل الله التوفيق ..!
٤٧/ كلُّ مخرجات الخطيب الرائعة والتخلفية، تنعكس بعد مدة على الحضور..!
٤٨/ الخطيب كما يُغذّي القلوب، يرقّي العقول، فانتخِب موضوعاتك وألفاظك..!
٤٩/ لاتكن خطيبَ أزمة يَمهرُ مرةً، ويضيع السنة كاملة...!
٥٠/ لا يليقُ أن تذهب تجربتُك المنبرية دون كتاب أو نصح، أو خبرات...!
٥١/ كن حريصا على الاطلاع، كحرصك على المنبر صعودا ونفعا للناس...!
٥٢/ اجعلوا من المنابر حدائق للسعادة والأنس، لا نوافذ اختبار ومحاسبة..!
٥٣/ علامة استقالة الخطيب ، إذا غدا بلا تحضير ، أو قراءة واهتمام ..!
٥٤/ عش الخطبة كعيشك الفرح والحزن، والتلذذ والصعود ..!
٥٥/ لا غنى للخطيب عن يقظة عقل ويقظة قلب، بالأولى ينتخب، وبالأخرى ينتحِب...!
٥٦/ كلُّ خطبةٍ ليس لها خطاب أو جواب، فهي كحِمل الحطّاب..!
٥٧/ جائز أنْ تكرر موضوعاً بعض الأحيان، لا أن تخلّدَه في كل مكان...!
٥٨/ تستطيع التكرار بحكمة وتنقيح وابتكار ...!
٥٩/ المكرِّرُ المستديم، مستهينٌ بعقول الناس، وبالمنبر المرموق...!
٦٠/ كما قرأت في التثقف، فاقرأ في فن الكتابة والإنشاء ...!
٦١/ إذا احتار الخطيب فليقرأ في الثقافة العامة، أو ليغادر منزله..!
٦٢/ في الحياة موضوعات قد لا يلقاها الخطيب في بطون الكتب ..!
٦٣/ كم من خطيبٍ يرفع الصوت والقلب مصروف، فاستجمعِ الأمرين..!
٦٤/ الخطبة كالسفينة الحاضنة كل أسبوع، المنجية من الغرق المجتمعي...!
٦٥/ الملل والضيقة والانشغال، ليست كافية في ترك المنبر..!
٦٦/ المنبر يعلو بك، فاعْلُ به جداً وطرحا وتأهلا..!
٦٧/ لو استخرجنا الفصحاء الأقوياء من المدارس، لوضعنا نواة المنابر..!
٦٨/ من لم يتعلم من خطبه، لم يتعلم طوال دهره...!
٦٩/ اشحَذ الخطب، كما تشحذ الحطب، واستمتع بلمعان اللهب..!
٧٠/ قد تكتب خطبةً، ولكنها ناقصة بدون إلقاء...!
٧١/ الخطيب اللبيب، يُطيل أوقات الإطالة، ويختصر عند المَلالة..!
٧٢/ يشد الناسَ موضوعٌ حسن، وأداءٌ ملتهب، ومنطقُ صدقٍ شفيق..!
٧٣/ تنفرُ الناسُ من خطب مطولة، أو مختلة، أو مهلهلة..!
٧٤/ من المستحسن أن لا تُسمّي موضوعك، ويُسمّيه روعةُ إلقائك...!
٧٥/ كم من خطبةٍ رائعة، أتلفها الكبر أو التشدق المزيف...!
٧٦/ لكل خطبةٍ لمسةٌ، أو بصمة أو شعار ، يستذكره الناس..!
٧٧/ حينما نجعل الخطباء علماء بما يقولون، فقد ملكنا أفئدة الناس...!
٧٨/ ذلّل الله لك الناسَ كل جمعة، فتذلل له، وانصَب لأجل المستمعين ..!
٧٩/ من لم يحضّر ويدقّق، سيغادر المنبر قريبا...!
٨٠/ وعظُك نفسَك بالخطبة، أولى درجات الإخلاص...!
٨١/ الخطباء أمناء، نصحةٌ بلا إهمال، وبرَرةٌ بلا استعلاء ..!
٨٢/ ثمة خطب قلبية، وخطب دعائية، وخطب صراخية...!
٨٣/ لم تَطِب الخطبةُ بشيء، مثل العلم والإشفاق ..!
٨٤/ ما مثَلُ الناس والمنابر ، إلا عطشَى يَردون الماء كل أسبوع...!
٨٥/ القصص المنبرية لا ترويها بلا عظاتها وعبرها .
٨٦/ تواضعك المنبري لا يعني وقفةَ التماوت والهزال .
٨٧/ قوة الشخصية المنبرية ليس مقصدها الكبر والخيلاء الشكلي .
٨٨/ فصاحتك وأدبك الخطابي، يحولان دون بذاءة منحطة، أو توحش مغرب..!
٨٩/ لا تنقض خطبك بسوء الخلق، أو قلة الذوق ، أو ضعف الاقتداء .
٩٠/ كل خطيب قد ارتدى وشاح الاستقامة ، وتناقضاته قد تخرقها .
٩١/ الخطبة نقطة مضيئة في أزمنة الضيق والأنكاد ..!
٩٢/ الخطابة تَزيدك، ولا تُنقِصُك، وتُعطيك ولا تأخذ منك..!
٩٣/ قد تَطيب الخطبة، ويفسدها التقعر اللفظي، والتشدق الكلامي.!
٩٤/ قلَّ من يدرك، أن الخطبة شكلٌ من العلم والاستزادة .
٩٥/ يغيبُ الخطيبُ ليفكّر، أو يرتّب شيئا ويحضّر ..!
٩٦/ اطلبِ الخطباءَ الجياد، زُرْهم، تعلّم منهم، واقبِس من براعتهم .!
٩٧/ انغماس الخطيب على نفسه وكتبه وبيته، يفقده علوم الآخرين ونفائسهم .
٩٨/ إذا ضاقت الدعوة، فسَحَت الخطبة، وأنارت المرحلة..!
٩٩/ كلُّ خطيب ، وعلى رأسه تاج يوشك أن يعلو أو يسقط..!
١٠٠/ إذا رفعكَ المنبر فلا تُذلَّه، وإذا أكرمك فلا تُهِنه، وإذا أعطاكَ فلا تَخذِله ..!

تمت (الومضات المنبرية الألفية)، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وتزدان البركات، وتطيب الساعات واللحظات ..
***