اطبع هذه الصفحة


....غادر المجموعة...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@aboyo2025


رسالة مزعجة...!
واشعاعة كئيبة...!
وملصق مكدّر...! للأحباب المتآخين...
فُض الوفاق وأحبلٌ مقطوعة// لما فلانٌ غادر المجموعة
ويغادرون أحبتي يا ويلتا// مما ألمّ فنفسيَ المفجوعةْ !!

وهي بصمة بعض القروبات الواتسية، وسلبية بعض الحوارات، ومغضبة آخرين، يرون انه قد أسيئ لهم،،،!
لاسيما اذا اشتعل الحوار، وضاقت الأنفس،
واحتدت الألفاظ، او زلت الألسن.،،
ولم يسارع المخطئ بالاعتذار....!
وكان المدير غير اداري دار وعادل..! او يجامل البعض على حساب الآخرين .،،!
او يتلذذ بالنزاعات.. وبدلا من ان يكون حكَما مقسطا، او حلال مشاكل، ولا يتداخل الا متأخراً ....
فعندئذ، يتضاعف السوء، وتختل الإخوة والصداقة باختلال تلكم الادارة ،،،،!
وتبدو هذه العلامة، وتلك الملمّة القروبية،،،
أن ( فلانا غادر المجموعة)...!
وقد تغضب له أنوف، فتهرول وراءه...

والسبب يكمن في التالي:


١/ ضعف الضبط الاداري: من مشرف المجموعة، الذي أسس قروبا للفائدة والتعارف، وتعميق التواصل، ولكنه لم ينتبه لتجاوزات بعض القوم، من كلمة نابية، او مزاح ثقيل، او خروج عن الهدف، او مشاركة تافهة، او صورة غير لائقة ...!
فحينئذ لا يغفرها بعض الأعضاء، ولهم الحق في ذلك، ولكن يجب التناصح اولا، ثم اتخاذ الموقف المناسب ،،،!

٢/ ما قبل الحوار:
حيث تجد بعضنا يعيش ما قبل الحوار، وما يصلح ان يسميه بعضهم خوارا، او خصاما وصراخا،،،ههههه ! فلا أدب متبع، ولا أصل مقتفى، ولا نفسية وسيعة...!
وخذ من التحليلات العجيبة.. والمناكفة والعناد، والإعجاب بالرأي، والتغريد خارج السرب.،.! وهو وان كان حسن تثقيفا ومتابعة، ولكن جوهر الحوار الحقيقي لا يزال مفقودا، قال تعالى(( وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن )) سورة الإسراء .

٣/ الفظاظة اللفظية :
في شكل كلمات شديدة، تنفر منها الطباع، او سخرية لاذعة، او تعليق تهكمي، لا يوقر الآخرين ،،،!
وبالتالي لا يستطيع بعض الأعضاء التحمل، فيؤثر المغادرة والتباعد...!
وما منزل اللذات عندي بمنزلٍ// اذا لم ابجل عنده وأكرمِ
وقد يستثمر بعضهم الواتس للتشفي وتصفية الحسابات، مع اغيار التقى بهم، وهو ضائق من مجالستهم، ولذلك تتصاعد الأقلام اكثر من اللسان، بسبب بركة الواتس،،،! ونتناسى(( ان العبد ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ))

٤/ الإكراه العضوي:
يضمك بلا استئذان، او يجبرك على المشاركة، فتكثر المجموعات فلا تطاق، او تكون بلا هوية، فتضطر للخروج، لانعدام المقصد والهدف ،،،! لا سيما والقروبات عمليات استنساخية متوالية،،،!
ولا تميل الى التخصص....! او تحرص على بناء فكر، او طرح نقاشات نوعية ..!

٥/ ضعف الميول الواتسية:
فثمة أناس لا يحبون الواتس، ويرون أنه مشغلة ملهية،،،!
فإذا ما أُدرجوا في قروبات، فروا سريعا، خشية الإزعاج والاحراج، ولذلك يعبرون:
- لا اقرأ الواتس
- عذراً مشغول
- لا أجيب على الأسئلة .
- مكالمات فقط..

٥/ الشللية المتلاحمة :
والتي تصطف ضد عضو بلا حق، فيتآمرون ويتآزرون بغية إلجامه وايقافه والانتصار عليه....!
ولا تسجل ثناءاتهم الا لبعضهم...!
ولربما تعمدوا عزله والإساءة اليه،،،!

٦/ المشاركات الواهية:
والتي تنم عن سخافة صاحبها أو رداءة اصله، او استخفافه بالزملاء، وعدم احترامه لأخلاقهم وذواتهم...!
من نحو الألفاظ البذيئة،
او الصور الخليعة،
والمقاطع الماجنة، والمستقذزة،،..!
وإن الانسان ليعجب كيف يجيز لنفسه نشر ذلك، ويتجاهل وجود فضلاء في القروب، وأن أخلاقهم تعف عن ذاك كله،،،!
ولكن هو الإناء الناضح بكل ما فيه،،،!!

٧/ المجموعة الخاملة:
بلا هدف، ولا رسالة، الا مجرد القص واللصق، والنهج الاستنساخي المجيد،،،،!
ومع تشابه النسخ مع قروبات اخرى، قد يغفل عن قروبات مشابهة، لقلة العدد، او لتشابه الأعضاء، فتهجر مدة من المدد، حتى يكتب عليها الوفاة،،،!
بسبب ترهلها وخمولها،،،! فيبدأ التفلت والخروج بدون أدنى غضاضة،،،!

٨/ الاستكثار الاجتماعي:
بحيث يتكرر بعضهم في مجموعات، بدون تحديد الوجهة، او بيان المقصد،،!
وأثبتت التجربة ان اكثر المجموعات رسوخا وتفاعلا، هي المجموعات العملية ذات الطابع الإجرائي كالعائلات والوظيفية، والتنسيقيات، واللجان المحددة، والدعوية والاعلانية، والعلمية المبينة، ،،!
وأكثر المجموعات ضعفا وتكسرا هي الاستنساخية المتكاثرة بلا معنى ولا هدف،،،!
ولذلك يخرج الأعضاء بدعوى وجودهم في غيرها وتلاقيهم على الدوام،،،،!

٩/ التحسس الحواري :
بحيث لا يحب ان يكون في موضع الضعف وقلة الثقافة، ويبرز فلان وفلتان،، فيُصحَح له او يناقَش بمهارة عالية، فتقع منه في مقتل، فيضيق من المشهد ويطير الى حيث ألقت رحلها أم قشعم... متحججا بالتهم المزيفة، والطعون الفارغة...!!
ويدرك جمهور القروب ان الموضوع سهل، وفلان لم يخطئ، بل جعل هو من الحبة قبة، وحساسيته مرتفعة لأدنى تعليق أر فائدة .!

١٠/ الروح الضيقة :
وهو أشد مما سبق وهي التي لا تعرف الحوار، وتستلذ بالجمود، وتستروح التقليدية، وتريد من الواتس تحايا وملصقات ووناسة،،،،! فمثل هؤلاء لا يعرفون الحوار والارتقاء العقلي، ولا يطمحون لنسائم الحرية والإبداع الثقافي...! وينزعجون من ابسط الأمور ، ويضنون على أنفسهم بتحليق الطيور،، والله المستعان.


صديقكم/ ابو يزن...
١٤٣٦/٦/١٩
‏‫د. حمزة ال فتحي‬
 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية